الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر تضع العالم أمام مسئولياته لمواجهة تعنت إثيوبيا


بيان قوي من الخارجية المصرية، وأنا أعتبره تاريخيًّا حول سد النهضة، أصدرته الخارجية المصرية أول أمس، وفي رأي أن هذا البيان تاريخي؛ لأنه يضع النقاط فوق الحروف ويصارح المجتمع الدولي بما يحدث وأن هناك تجاوزات شديدة في حق مصر وأن إثيوبيا تتعنت.

هذا البيان يضع العالم أمام مسئولية لمواجهة المتعنت الإثيوبي فقد استنكر البيان المغالطات الإثيوبية، وأكد أن المفاوضات التي تمت خلال الاجتماعات الوزارية الأربعة بين مصر وإثيوبيا والسودان وصلت لطريق مسدود والسبب هو التعنت الشديد من الجانب الإثيوبي ومحاولته فرض سياسة الأمر الواقع بعد أن لمست مصر مدى المماطلة والعرقلة والعودة إلى نقطة البداية؛ كلما اقتربنا من الوصول إلى حل فإثيوبيا تريد السيطرة على النيل الأزرق لتعطيش مصر دولة المصب، بما يخالف كل الأعراف الدولية وكل المعاهدات والاتفاقيات وأولها اتفاق إعلان المبادئ 23 مارس عام 2015، واتفاقية سنة ١٩٠٢ التى وقعتها إثيوبيا وهي دولة مستقلة، واتفاقية سنة ١٩٩٣ التى تعهدت فيها بعدم إحداث ضرر لمصالح مصر المائية، تحدث أيضا مواقف أديس أبابا الفنية، ومقترحاتها التي قدمتها خلال الاجتماعات الوزارية، والتى تعكس نية أثيوبيا ملء خزان سد النهضة دون قيد أو شرط ودون تطبيق أية قواعد توفر ضمانات حقيقية لدول المصب وتحميها من الأضرار المحتملة لعملية الملء فمصر لم تُحدد عدد من السنوات بل أن الدول الثلاث اتفقت منذ أكثر من عام على ملء السد على مراحل تعتمد سرعة تنفيذها على الإيراد السنوي للنيل الأزرق، مصر طلبت ملء السد في 6 أو 7 سنوات.

هذا البيان يضع العالم أمام مسئولياته؛ فالحق في المياه هو حق أبدي وحق مشروع وكما قال الرئيس السيسى إنه لن يفرط أبدا في حقوق المصريين في مياه النيل فليس من حق أي دولة تعطيش الشعب المصري ومنع مياه النيل عنه .. الرئيس بذل كل الجهد لحل الازمة حتي انه طرحها في الأمم المتحدة واستطاع توضيح كل جوانبها واكتسبت مصر دعما كبيرا من جميع الدول.

فليس من المقبول أن تتحكم إثيوبيا فى مقدار المياه التى تصل إلينا، فحق إثيوبيا أن تحقق تنمية ولكن ليس على حساب حق الشعب المصرى فى مياه النيل وهو ما أكده الرئيس .. مصر أعطت كل الأمان والصبر للوصول لحل واحد ولكن يبدو أن هناك تعنتا .. يبدو أن هناك قوى أخرى لا تريد لمصر خيرًا.. وتعمل بكل جهودها لعرقلة أي حل.

ولكن الاتفاقيات الدولية تحمى حق مصر فى مياه نهر النيل، وهناك دعم إفريقى وأوروبى لموقف مصر فى أزمة سد النهضة.

الرئيس عبد الفتاح السيسي قال: إن مصر ليست ضد التنمية في إثيوبيا لكن ليس من حق أحد تعطيش المصريين وأنه لن يتم تشغيل سد النهضة بفرض الأمر الواقع، لأننا ليس لدينا مصدر آخر للمياه سوى نهر النيل، وأن 95% من مساحة مصر صحراء، وأن مصر في مستوى الفقر المائي، وسيتزايد نتيجة ارتفاع عدد السكان في مصر، وثبات حصتنا من مياه النيل وأي إضرار بالمياه سيكون له تأثير مدمر على المصريين..


الأسبوع القادم ستبدأ جولة جديدة من الاجتماعات في واشنطن بين وزير الخزانة الأمريكي ووزراء الخارجية والمياه لمصر والسودان وإثيوبيا تحديدا يومى 13 و14 يناير 2020، أتمنى أن تكون نتيجتها إيجابية وألا يستمر الموقف المتعنت للجانب الإثيوبي الذي يريد خرق كل المعاهدات الدولية ليجور على حق شعب مصر في مياه النيل لكن مصر الصبور التي تتعامل بكل الحكمة لن تترك حق شعبها .

والشعب المصري كله خلف قيادته وعلى استعداد لتقديم حياته فداء لبلده.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط