الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لا يستطيع مشاهدتك.. المفتي يكشف عن كلمتين تعمي عين الجن عنك

كيف يستتر الإنسان
كيف يستتر الإنسان عن أعين الجن في الخلاء

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أمر بالتسمية في مواطن كشف العورات؛ صونًا لها من الأعين، حتى عين الجن.

واستشهد «علام» في فتوى له، بما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ: إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمُ الخَلاَءَ، أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللهِ» أخرجه الأئمة: الترمذي في "السنن"، والطبراني في "الأوسط" وابن السني في "عمل اليوم والليلة".

وأوضح أن الإنسان بنيان الله تعالى، أفاض الله عليه نعمه المتكاثرة، وآلاءه المتتابعة، وأجلُّها أن جعله مكرمًا مصانًا بحمى الشرع الشريف؛ فجعل حرمته عند الله أشد من حرمة البيت الحرام؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يطوف بالكعبة، ويقول: «مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ، مَالِهِ، وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا» أخرجه الإمامان: ابن ماجه في "السنن"، والبيهقي في "شعب الإيمان".

وتابع: للحفاظ على كرامة الإنسان وحرمته، جاءت النصوص الشرعية بالنهي الشديد عن تتبع عوراته، والأمر الأكيد بسترها؛ سواء أكان ذلك فيما لا يجوز الاطلاع عليه؛ كعورة الجسد لمن لا يجوز له الاطلاع عليها، أو فيما يجوز الاطلاع عليه بإذن صاحبه؛ كبيته، ورسائله، وكتبه.

وواصل: «وصيانة لعورة الإنسان في جسده أمره الشرع الشريف بسترها عن غير الزوجين؛ قال تعالى: «وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُون إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ» [المؤمنون: 5-6]، وقال تعالى: «قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ» [النور: 30].

واستدل بما روي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنه، أنه قال: يَا نَبِيَّ الله، عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ؟ قَالَ: «احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ»، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ؟ قَالَ: «إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَاهَا أَحَدٌ فَلَا يَرَاهَا»، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا؟ قَالَ: «اللهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ مِنَ النَّاسِ» أخرجه الأئمة: أحمد في "المسند"، وأبو داود والترمذي وحسنه، والنسائي وابن ماجه والبيهقي في "السنن".

واستند إلى ما روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ، وَلَا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ، وَلَا يُفْضِي الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَلَا تُفْضِي الْمَرْأَةُ إِلَى الْمَرْأَةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ».

لقول بسم الله الرحمن الرحيم فضائل عظيمة وأسرار جليلة؛ فالله - سبحانه وتعالى قد افتتح بها القرآن، وتعارف الناس عليها بأنها سبب من أسباب حلول البركة فى الأمر الذى يبدأ بها، ومن فوائد بسم الله الرحمن الرحيم ما يلي:

1- في قولها ستر للعورات عن نظر الجنّ؛ قال - صلى الله عليه وسلم-: «سَترُ ما بين أعينِ الجنِّ وعوْراتِ بني آدمَ، إذا دخل أحدُهم الخلاءَ أن يقولَ: بسمِ اللهِ».
2- تجب البسملة على المسلم إذا أراد الذّبح.
3- يُسَنّ للمسلم أن يستفتح فيها كثيرًا من العبادات، منها ما يأتي: الوضوء، والغُسل، والتيمّم.
4- قراءة القرآن الكريم، أو الحديث الشريف، أو في بداية مجالس الذِّكر.
7- يُسَنّ للمسلم أن يستفتح بها كثيرًا من المباحات، منها ما يأتي:

- الأكل، فقد قال - صلى الله عليه وسلم-: «يا غلامُ، سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينِكَ، وكُلْ ممَّا يلِيكَ».

- كما أنها شُرِعت في كلّ أحوال الإنسان من قيام، وقعود، وأكل، وقراءة قرآن، وغيره، وذلك ليظلّ الإنسان ذاكرًا لله تعالى، طالبًا للإخلاص له في كلّ أعماله، وليطلب بها التبرّك والتيمّن؛ ففيها للإنسان البركة والحفظ والرعاية.

فضل بسم الله الرحمن الرحيم
-تُعدّ كلمة البسملة اختصارًا لبسم الله الرَّحمن الرَّحيم، وذلك كقولنا حوقلة أو حمدلة، ويُراد بقولها طلب البركة والعون من الله - سبحانه وتعالى- وأسمائه قبل البدء بفعل أو قول معين، والباء في بدايتها للاستعانة والتبرُّك.

-وكلمة اسم التي تلحق بها هي مفردٌ مضاف يفيد العموم، وذلك كما في قول الله – تعالى-: «وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا»؛ فنعمة لفظ مفرد مضاف للفظ الجلالة، وتفيد بذلك عموم نِعَم الله -عزّ وجلّ-، كما أنّ لفظ اسم في البسملة مفرد مضاف إلى لفظ الجلالة يُفيد عموم أسماء الله الحُسنى، أمّا لفظ الجلالة فهو أعظم اسم من أسماء الله الحُسنى، وهو خاصّ جاء بعد العموم ليشير إلى الأهميّة والشرف.

-أمّا الرّحمن الرّحيم فهما من أسماء الله الحُسنى، جاءا بدلًا من لفظ الجلالة؛ فكانا تابعين له، وقيل: هما نعت في هذا الموضع، والرَّحمن اسم على وزن فَعْلان، وهو اسم لله تعالى يدلّ على أنّه صاحب رحمة واسعة شاملة، تشمل الخلق جميعًا بما فيهم الكافر؛ فهو سبحانه يغدق رحمته وينشرها على عباده جميعًا، والرَّحيم اسم على وزن فَعيل، يُراد به أنّ الله - عزّ وجلّ- صاحب الرحمة الخاصّة بالمؤمنين، قال- تعالى-: «وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا».

-وقيل في الفرق بين الرحمن والرحيم: إنّ الرحمن هو الذي إذا سُئِل أعطى، والرّحيم هو الذي إذا لم يُسأَل يغضب، وفي قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنّ للهِ مائةَ رحمةٍ، أنزل منها رحمةً واحدةً بين الجنِّ والإنسِ والبهائمِ والهوامِ، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطفُ الوحشُ على ولدِها، وأخّر اللهُ تسعًا وتسعين رحمةً، يرحمُ بها عبادَه يومَ القيامةِ»؛ يُراد بالجزء الأول اسم الله الرحمن، وفي باقي الأجزاء التسعة والتسعين اسم الله الرحيم.

أوجُه قراءة البسملة في القرآن الكريم
جعل العلماء لقراءة البسملة في القرآن الكريم خمسة أوجه؛ أجازوا قراءة أربعة منها ومنعوا واحدةً، وفيما يأتي بيان الأوجه الجائزة لقراءتها:

- الأول: الفصل بينها وبين آخر السورة التي تسبقها، وبينها وبين أول السورة التي تليها.
- الثاني: الجمع بينها وبين آخر السورة التي تسبقها، وبينها وبين أول السورة التي تليها.
- الثالث: فصلها عن آخر السورة التي تسبقها، وجمعها بأول السورة التي تليها.
- الرابع: ترك قراءتها بالكليّة.

أما بالنسبة للوجه الممنوع في قراءة البسملة في القرآن الكريم فهو وجه جمعها بآخر السورة التي تسبقها، وفصلها عن أول السورة التي تليها، لما قال العلماء أنّه يمكن للمستمع حينها أن يظنّ أنّها نهاية السورة السابقة لها؛ وذلك يؤدي إلى تعطيل المعنى المراد من الإتيان بها، فمعناها متعلق بالبدء بالقراءة والشروع فيها، وليس ختمها والانتهاء منها.

الآراء في اعتبار البسملة من القرآن
اتّفق أئمّة القراءات وكذلك الصحابة - رضوان الله عليهم- على إثبات قراءة البسملة في مطلع السُّوَر القرآنيّة جميعها عدا التوبة، حيث اتفقوا على أنّ سورة التوبة لا تستفتح بالبسملة، واتفقوا كذلك على أنّها آية في سورة النمل، وأنّها ثابتة خطًّا في أوائل السور كلّها في المصحف عدا سورة التوبة أيضًا، إلا أنّهم اختلفوا في غير ذلك:

1- ذهب بعض العلماء إلى أنّ البسملة آية من كلّ سورة في القرآن الكريم.
2- وذهب بعضهم إلى أنّها آية في سورة الفاتحة فقط.
3- وذهب آخرون إلى القول بأنّها ليست آيةً مطلقًا.
4- وقال بعضهم هي آية في بعض القراءات دون قراءات أخرى.
5- وأجمع العلماء على أنّ مثبت البسملة في القرآن الكريم ونافيها لا يكفر منهما أحد؛ لأنّ العلماء اختلفوا في ذلك.