من منا لم يمر بميدان عبد المنعم رياض بالقرب من ميدان التحرير ولم يتوقف أمام تمثال هذا البطل المهيب المصنوع من البرونز لأحد ابطال قواتنا المسلحة وأحد أبرز العسكريين المصريين فى القرن العشرين وهو يقف بزيه العسكرى وفى يده نظارة معظمه ويشير بيديه وكأنه يعطى توجيهاته لجنوده، وفى النهاية لم يسأل نفسه عن تاريخ هذا التمثال العظيم وسبب تواجده فى هذا المكان بل وسبب نحته ، ولهذا السبب يستعرض "صدى البلد" فى هذا التقرير تاريخ تمثال عبد المنعم رياض.
يقع
ميدان عبد المنعم رياض في قلبِ القاهرة، ويوجد تحديدًا بالقرب من ميدان التحرير
والمتحف المصرى ، ويبلغ حجم التمثال الذى قام بتصميمه الدكتور فاروق إبراهيم عميد
كلية الفنون الجميلة ونقيب الفنانين التشكيليين الأسبق، ضعف الحجم الطبيعى تقريبا
بارتفاع قدره 3.40 أمتار ويزن نحو طن من البرونز، وتم تنفيذه على عدة مراحل
مختلفة، وبأيدى مصرية 100%.
أما
بالنسبة لقاعدة التمثال وتطوير الميدان الذى يحمل اسم الشهيد عبد المنعم رياض فقد
قام بتنفيذهما كبرى الشركات الوطنية المتخصصة فى مصر وانتهت من العمل فى نحو شهر
ونصف الشهر فقط، وتتكون القاعدة من ثلاثة أضلاع من الجرانيت بنسبة تحاكي الفراغ
المعمارى حول التمثال بخطوط ومنحنيات معمارية ذات طابع مصرى ويبلغ ارتفاعها 6.4
أمتار تسمح بمشاهدة التمثال شامخا من جميع الجهات.
لمن لا يعرف.. فالشهيد عبد المنعم رياض بطل
من ذهب، ضحى بنفسه، من أجل رفعة وطنه، سقط شهيدًا ليعلو اسمه خفاقًا خالدا أبد الدهر،
فهو الملقب بـ"الجنرال الذهبى"، المولود فى قرية سبرباى طنطا الغربية
عام 1919، الذى استشهد فى أرض المعركة 1969 .
ففى
8 مارس 1969 بدأت معارك عنيفة استمرت فيها الاشتباكات بين العدو الإسرائيلى والجيش
المصرى، وفى يوم 9 مارس 1969 الذى سمى بعد ذلك بيوم الشهيد، استشهد الفريق أول
عبدالمنعم رياض وهو على الخطوط الأمامية المواجهة للعدو الإسرائيلى عند القناة
بالإسماعيلية، بعد إصابته بقذيفة مدفع، ضاربًا أروع الأمثلة فى التضحية والجهاد فى
سبيل الوطن.
بمناسبة العيد القومى الثالث لمحافظة القاهرة فى 15 يوليو 2002، تم
إنشاء تمثال الفريق أول عبدالمنعم رياض الذى ولد يوم 22 أكتوبر 1919، ثم التحق
بالكلية الحربية عام 1936، وتدرج في المناصب منذ تخرجه حتى وصل ترقى إلى رتبة فريق
عام 1966، وفى 11 يونيو 1967 عين رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية ليبدأ
مرحلة خالدة من تاريخ الوطن.