الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علم المتاحف..كتاب جديد يرصد دور المتاحف في تنمية المجتمع وتطويره

صدى البلد

تشهد المتاحف المصرية حاليا حراك ونهضة غير مسبوقة منذ نشأتها قبل قرابة القرنين من الزمن، ولعل أهم ما يميز هذا الحراك وتلك النهضة التي تشهدها متاحفنا في السنوات العشر الأخيرة تحديدا، هو أنها تأتي في صورة تغيير جوهري في دور المتحف تجاه المجتمع، وطريقة تفاعل المتاحف مع المجتمع المحيط.

وقد شهدت السنوات الأخيرة تزايدا في عدد المتحفيين الذين درسوا أو تدربوا في المتاحف الكبري والمؤسسات المعنية بالمتاحف حول العالم،ومنهم د.محمد جمال راشد المشرف علي قسم المتاحف بكلية الآثار جامعة دمياط،وعضو مجلس إدارة اللجنة الدولية بالمجلس الدولي للمتاحف،ومحرر المجلة الدولية العلمية للجنة الدولية للمتاحف الصادرة عن جامعة هايدربرج بألمانيا.

وضع راشد وضع خلاصة خبرته في علم المتاحف في كتاب صدر عن دار العربي للنشر والتوزيع،وذلك بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب المقام حاليًا،حيث قام اليوم الخميس بعمل حفل توقيع للكتاب وسط جمهور ورواد المعرض.

والكتاب يأتي معبرًا عن التغيير القادم علي يد شباب المتحفيين المصريين، الذين اكتسبوا من الخبرات والمعرفة، ما دفعهم لمحاولة التغيير وتطوير المتاحف المصرية لتكن صورة تعكس المجتمع، وتتفاعل مع مشاكله وإحتياجاته.

 فلم يعد من المقبول أن تظل متاحفنا بمثابة أبنية محصنة لحفظ وتأمين الأثار وعرضها لجذب السائحين، بإعتبارها مصدر من مصادر الدخل القومي،إنما هي أداة لتنمية المجتمع وتطويره، بجانب دورها الهام في تكوين الشخصية المصرية.

وفي الوقت التي بلغت فيه الدراسات المتحفية ذروتها في أوروبا وأمريكا وبعض الدول الأسيوية مثل اليابان والصين،لا تزال هذه البرامج تحبو أولي خطواتها في مصر،رغم كونها أولي دول العالم القديم في إنشاء المتاحف، وفي العصر الحديث كانت كذلك من البلاد الرائدة في إنشاء المتاحف والتي يعود أقدمها في مصر إلي 1836. 

فضلًا عن كون نشأت التربية المتحفية كأحد أهم فروع علم المتاحف، ربما ترجع نشأتها للنابغة المصرية أحمد كمال باشا، في العقدين الإخيرين من القرن التاسع عشر، والذي نهج هذا المنهج عندما ضُيق عليه الخناق، ولم يستطع العمل كأمين مٌتحف بالمتحف المصري في بداية حياته العملية.

ويأتي هذا الكتاب ليحرك المياه الراكدة،حيث أنه علي الصعيد الأدبي للدراسات المتحفية، فإن المكتبة المصرية تفتقر لمؤلفات متخصصة. إذا أن عدد المؤلفات والكتب التي تطرقت للمتاحف باللغة العربية يمكن حصره علي أصابع اليدين، فضلا عن أن مجمل هذه المؤلفات تستعرض تاريخ ونشأة المتاحف وأهم مقتنياتها بشكل خاص. 

ويكاد لا يوجد مؤلف واحد في المكتبة المصرية يتناول علم المتاحف كعلم، منهجيته، فروعه وتخصصاته،فقد ركزت كتابات الأجيال السابقة حول تاريخ المتاحف والمتاحف المصرية ومجموعاتها لتوثق لجانب هام وتغطي مرحلة أساسية، بينما وجب أن تتمحور كتابات المرحلة المقبلة علي علم المتاحف، فروعه ومناهج إدارته، تماشيا مع التطور السريع للمتاحف عالميا، وعربيا ومحليا، وكذلك إنعكاسا لمتطلبات البرامج المستحدثة للدراسات المتحفية بالجامعات المصرية.


وعن الكتاب يقول مؤلفه:لقد كان حٌلم وضع هذا المؤلف يراودني خلال السنوات الخمس الماضية، لما لمسته من افتقار للمكتبة العربية لمثل هذا العمل، وكذلك حاجة وإلحاح العديد من شباب الدارسين، والعاملين والمتدربين في مجال المتاحف في مصر، والذين شرفت بالعمل وتدريب الكثير منهم في برامج التدريب المتحفي التي شرفت بتقديمها من خلال وزارة السياحة والآثار.

فضلا عن التدريس في برامج ماجستير التراث والمتاحف في الجامعة الفرنسية بالقاهرة، وبرنامج الدراسات المتحفية بجمعية إستكشاف مصر البريطانية والمعهد البريطاني بالقاهرة. وأخيرا، تشرفي بالمشاركة في إنشاء قسما جديدا لإدارة المتاحف، بكلية الآثار جامعة دمياط؛ والذي يعد أول قسم لـ إدارة المتاحف في مصر.

وقال: الكتاب يأتي علي نهج "علم المتاحف الجديد"،وأتلمس فيه الخطوط العريضة لعلم المتاحف، مع محاولة تقديم قراءة صحيحة للعلم، منهجيته، فروعه وخطوطه العامة، مع التأكيد علي التعامل مع علم المتاحف كعلم مستقل، ليس كما يراه البعض كفرع من فروع علم الآثار، وليس بالصورة المقتضبة له بالممارسات التطبيقية للعمل المتحفي.

وينقسم الكتاب إلي 8 فصول،وجاء الفصل الأول، ليتناول نشأة المتاحف في العالم القديم، والمتاحف الحديثة، وتأصيل فكرة الإقتناء والحفظ والعرض. والفصل الثاني، يستعرض التعريفات المختلفة للمتحف، وتأصيل كلمة مُتحف واشتقاقها في اللغة العربية واللغات الأوروبية،وكذلك تطور تعريف المتحف ليكون متماشي مع تطور دوره الفعلي، الوظائف والأدوار الرئيسية التي يقوم بها المتحف والتي حددها تعريفه. 

والفصل الثالث، ناقش الأهداف المرجوه من إقامة المتاحف، ودور المُتحف تجاه المجتمع وتنميته علي المحاور المختلفة وخلق بيئة إجتماعية صحية، وكذلك القيم التي يقدمها المتحف للمجتمع،وفي الفصل الرابع، يناقش الأنواع المختلفة للمتاحف والمجموعات المتحفية، والقواعد المستخدمة في تصنيف المتاحف، مع إعطاء تعريف مبسط وأمثلة للأنواع المختلفة للمتاحف. 

وينتقل الكتاب في الفصلين التالين للحديث عن بعض المتاحف العالمية موزعة وفق أنواع المتاحف الفصل الخامس، والمتاحف المصرية نشأتها، تطورها، ومراحلها المختلفة،ثم الفصل السابع يستعرض حركة المتاحف في الوطن العربي، مع التركيز علي النهضة في المتاحف ودورها في بلاد الخليج العربي. 

ويأتي الفصل الثامن ليناقش موضوع رئيسي وهام، ألا وهو الفروع المختلفة لعلم المتاحف، واختصاص كل فرع من هذه الفروع، أهميته وتطوره،فضلا عن العلوم المساعدة أو العلوم ذات الصلة بعلم المتاحف، وطبيعة العلاقة بينها وبين علم المتاحف.  

وأخيرا، الفصل التاسع، وهو يستعرض المؤسسات الدولية المعنية بالمتاحف مثل المجلس الدولي للمتاحف، ومهمة هذه المؤسسات، ودورها تجاه المجتمع الدولي للمتاحف، وكيفية الإستفادة منها والتواصل مع أنشطتها المختلفة.