الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بين أصابع أشعة الشمس وفي أحضان النيل.. خريطة قضاء إجازة نصف العام بأسوان.. صور

 أسوان
أسوان

محافظة أسوان المشتى العالمى وعروس الجنوب وجوهرة النيل الساحرة التى حباها الله بالعديد من المقومات الطبيعية وتنوع فريد من نوعه فى المنتج والأنماط السياحية ما بين سياحة ثقافة وأثرية وترفيهية وعلاجية وبيئية وسفارى وصيد ، بجانب سياحة الجزر النيلية والمحميات الطبيعية ، بالإضافة إلى سياحة المهرجانات والمؤتمرات ، لتكون عاصمة الشباب الإفريقى والإقتصاد والثقافة بالقارة السمراء دائمًا فى أبهى صورها وعلى موعد لزيارة ضيوفها وزائريها من مختلف جنسيات العالم وخاصة فى أجازة نصف العام الدراسى .

وفى هذا الإطار تستعرض " صدى البلد " أبرز الأماكن التي يرتادها ضيوف أسوان للإستمتاع بقضاء أجازة نصف العام وسط الطبيعة الخلابة والشمس الساطعة والطقس الجاف والجو الدافئ فى فصل الشتاء حيث يفد السائحين من كافة أنحاء العالم للدفء من صقيع بلادهم خلال هذه الفترة من العام .

ونبدأ من الجنوب حيث معبدى رمسيس الثانى بمدينة أبو سمبل والذى شيد فى عام 1244 قبل الميلاد، والمعبد الكبير مخصص له، ويتصدره 4 تماثيل ضخمة للملك، وعند أقدامه يوجد تماثيل صغيرة تمثل أبناء الملك، وزوجته، وأمه ، ويشهد المعبد حدثين هامين يتكرران كل عام ويجتذب آلاف السياح لمشاهدة تعامد الشمس على وجه تمثال الملك في قدس الاقداس وهما فى 22 أكتوبر موسم الزراعة والفيضان ، وفى 22 فبراير موسم الحصاد .

ثم يأتي معبد فيلة بجزيرة أجيليكا والذى يعد من أجمل وأهم معالم السياحة فى أسوان، وله شعبية وجاذبية كبيرة على مستوى العالم ، ويرجع تاريخ بناء المعبد إلى القرن الثالث ق.م لعبادة الاله إيزيس، ثم توالت عليه العصور اليونانية والرومانية والبيزنطية حيث ترك كل عصر طابعه الخاص على جدران المعبد ، ويشاهد الزائر الكثير من الأعمدة الضخمة، والجداريات ذات الرسومات الرائعة ، والوصول إلى المعبد سوف يكون من خلال رحلة مذهلة بالقوارب الماتور والشراعى في نهر النيل يتم خلالها إلتقاط الزائرين للعشرات من الصور للمناظر الطبيعية الساحرة.  

يعقبه زيارة السد العالى ورمز الصداقة المصرية الروسية فهو يحكي قصة كفاح ونضال الشعب المصري من أجل تحقيق حلم طالما تمنى تحقيقه، ويعتبر أعظم مشروع هندسي على مستوى العالم فى القرن العشرين حيث ترجع أهمية السد العالى إلى دوره في حماية البلاد من فيضانات نهر النيل العاتية، والتي كانت تهدد البلاد في كل عام، وتغرق مئات القرى، وفي سنوات قليلة الفيضان كانت البلاد تتعرض للجفاف ويهلك الزرع، وكان الحل في بناء السد العالي الذي احتجز خلفه كميات هائلة من مياه الفيضان لتكوين أكبر بحيرة صناعية عرفها الإنسان، لتنطلق المياه بقدرٍ من خلال فتحاتٍ في جسم السد، كشلالٍ صناعيٍ يدير عشرات التوربينات لتوليد الكهرباء، ومنها تدير عشرات المصانع وتنير مئات القرى .  

وتنتقل رحلة وسفينة الزيارات إلى معبد كلابشة  الذى يعد من أهم المعبد المصرية ، ومن أهم معالم السياحة في آسوان، وقد بني في أوائل العصر الروماني في عام 30 قبل الميلاد في العصر البطلمي، ذات تصميم مميز، لعبادة الاله ماندوليس، إله الشمس النوبي، ويعتبر من المعالم السياحية في أسوان التي يمكن زيارتها من خلال الرحلات النيلية ، ويقع معبد كلابشة على جزيرة في وسط بحيرة ناصر، بجوار السد العالي، وعلى بعد حوالي 16 كم من أسوان.

لتصل سفينة الزيارة إلى متحف النيل الوثائقى الذى يمثل يحكي تاريخ حضارات عريقة عاشت على ضفافه، وقصص جيران دول حوض النيل الذين ربطت أواصر الصداقة والمحبة بينهم وبين مصر، مما جعل متحف النيل ضمن معالم السياحة في أسوان التي تجذب السياح من جميع بلدان العالم وخاصة من دول حوض النيل الشقيقة، ويجمع المتحف الكثير من آثار الحياة القديمة لدول حوض النيل، مع علامات إرشادية تحكي الكثير عن رحلة النهر الخالد من منبعه في هضبة البحيرات وهضبة الحبشة (إثيوبيا حاليًا) وحتى يصب فائض مياهه في البحر المتوسط، كما يجد الزائر توثيقًا للمشاريع المائية التي قامت على مجرى النهر من العصور الأولى وحتى العصر الحديث، ولم يغفل القائمون على المعرض إضافة اللمسات الفنية لفنانين مصر العظام، وأيضًا إضافة الجداريات القديمة التي تظهر الفلاح المصري القديم وعمله في مراحل الزرع والحصاد.  
 
وتأخذ الرحلة فى أسوان للوصول إلى قرية غرب سهيل الشهيرة مهد السياحة الترفيهية والبيئية والعلاجية حيث تتميز بتقديم صورةً حيةً وواقعيةً للحياة النوبية في نمط الحياة والطابع المتميز في الملابس والطعام، وتصميم البيوت وزخرفتها، واستخدام مواد البيئة المحيطة في بناء بيوتهم لتحقيق الانسجام التام معها، وتوفير جو صحي منعش ومكيف ذاتيًا بعيدا عن صهد الحرارة التي هي طابع البلاد، لذا تستحق أن تندرج ضمن الاماكن السياحية في مصر ، تلك الأمور البسيطة تجذب السائحين والزائرين لزيارتها بشدة، ليستمتعوا بقضاء وقت رائع بصحبة شعب مضياف بشوش يجيد الترحيب بضيوفه، وتجربة الملابس النوبية، والطعام النوبي الشهير، والمصنوعات اليدوية والحرفية، مع الإنداهش أيضًا من نظافة الأبنية والشوارع والبيوت حيث يعتمد أهل النوبة على أنفسهم في نظافة قريتهم، فالنظافة بالنسبة لهم أسلوب حياة.   
 
لننتقل إلى المسلة الناقصة أو المسلة الغير مكتملة حيث تقع المسلة الناقصة في الجزء الجنوبى من المحاجر المصرية، وتعد من أهم مزارات السياحة في أسوان، وتمتد أطول المسلات المصرية على الإطلاق على الأرض فى موقع إنشائها، لتكون شاهدًا على دقة وقدرة الصانع المصري في التعامل مع الأحجار الجرانيتية العملاقة، ومن المرجح أن تكون هذه المسلة قد نحتت في عهد الملكة حتشبسوت، حيث أن معظم المسلات أنشئت في عصرها، ولكن ظهر شرخٌ في جسم المسلة مما أدى إلى التوقف عن إتمامها لتظل أثرًا باقيًا على الأرض.  

ثم تأتى الزيارة لمتحف النوبة الذى يعتبر من أكثر معالم السياحة في أسوان تميزًا وإقبالًا من سائحي العالم، فهذا المتحف يعرض جانبًا خاصًا وهامٌ جدًا للحضارة النوبية القديمة، والتي تأخت مع الحضارة المصرية القديمة حيث أبدع في تنفيذه المهندس المعماري المصري محمود الحكيم، فنقل بكل أمانةٍ ومقدرةٍ الروح النوبية الأصيلة، ومفردات الحياة فيها بشكلٍ أذهل العالم مستخدمًا الصخور البيئية المحيطة، ومستلهمًا كهوف ما قبل التاريخ بنقوشها البدائية، ونماذج من البيت النوبي بلمساته الفنية ونقوشه وألوانه المشرقة.  

كما حرص على تواجد لمسات من الحضارات المختلفة التي مرت عليها، فالمئذنة تعبر عن الحضارة الإسلامية، والمقتنيات العديدة التي تلقي الضوء على حياة النوبيين القدماء مثل الأواني الفخارية، والتماثيل الصغيرة من الطمي المحروق، والكثير من العملات والأواني البرونزية، وما زالت الحضارة النوبية القديمة مثار اهتمام الباحثين في العديد من دول العالم.  

ثم يتجه الزائر إلى جزيرة ألفنتين والتى تعتبر من أجمل مزارات السياحة ، كما أنها تحظى بأهمية تاريخية وإستراتيجية حيث كانت أهم الحصون الحدودية للبلاد، وكونها كانت همزة الوصل بين مصر وجارتها في السودان، ومركز تجاري هام ، ويرجع أسمها إلى اللغة المصرية القديمة (أبو) والتي تعني الفيل، إما لأنها كانت مركزًا لتجارة العاج، أو لأن الجزيرة تأخذ شكل ناب الفيل كما يرجح البعض، وكان للجزيرة معبود هو الإله “خنوم” على شكل رأس الكبش ، كما تعد جزيرة ألفنتين ذات موقعٍ جغرافيٍ فريد ومناظر طبيعيةٍ خلابة يحملها نهر النيل، تجتمع بها العديد من المعالم السياحية في أسوان ذات الجمال والتاريخ المتعاقب من عصور مختلفة، حيث يتمتع السائح بزيارة معابد تحتمس الثالث من الدولة القديمة، ومعبد خنوم، وأفونيس الثالث، والجبانة اليونانية الرومانية، أما باقي الآثار الموجودة على الجزيرة فلن يكفينا عدة مقالات للحديث عنها.   

ثم الوصول إلى مقابر قبة الهوا أو مقابر النبلاء التى أقيمت في العصر القديم، وقد أطلق عليها هذا الاسم نسبةً إلى “قبة علي بن الهوا” والتي ترتفع بمسافة 180 مترًا ، وتتميز تلك المقابر التي تربط ما بين العصور القديمة مرورًا بالعصور الوسطى ثم الحديثة، بطابعها الخاص من حيث التصميم الذي يبدأ بممرٍ رملي صاعد حتى الوصول إلى مدخل المقبرة، والذي بدوره يوصل إلى قاعة بها عدد من الأعمدة الجرانيتية، فيما زينت الجدران بالرسومات الملونة الرائعة التي تحكي حياة الإنسان المصري اليومية؛ من فلاحة الأرض وبذر البذور، والحرث والحصاد، وفي وسط الصالة ممر يؤدي إلى غرفة الدفن.

وقد أكتسبت قبة الهوا مكانة مهمة ضمن اثار أسوان، وتعتبر من معالم السياحة في آسوان التي يفضل زيارتها محبي ودارسي علم المصريات ، وأخيرًا ندعوك عزيزي السائح لعمل جولة سياحية رائعة داخل مدينة أسوان الجميلة، فسوف تكون السياحة في أسوان إحدى تجاربك الرائعة، بجانب جولة السياحة في الأقصر، فكل منهما يكمل الأخر.  


ليتم الوصول إلى جزيرة النباتات التى تعتبر من أروع الأماكن الترفيهية في أسوان، وهي بمثابة محميةٌ طبيعيةٌ مقامةٌ على مساحة 17 فدان مقسمة إلى سبعة مناطق نباتية مختلفة، في كل قسم منها مجموعة من النباتات المعمرة والنادرة، حيث تم تهيئة الأجواء المناسبة لنموها في البيوت الزجاجية والصوب البلاستيكية، وهي تضم 380 نوعًا من مختلف النباتات، حيث تحتوي على مجموعة الفواكه والأشجار الاستوائية، والنباتات الطبية والعطرية، ونباتات الزينة واشجار الخشب والتوابل.  

ومن أمتع الأنشطة التي تجتذب السائح ركوب المراكب الشراعية في رحلةٍ نيليةٍ رائعةً للوصول إلى الجزيرة مستمتعًا بأروع المناظر الطبيعية، وأشجار النخيل التي ترخي فروعها على مياه النيل في منظرٍ خلاب، وانعكاس الشمس على سطح النهر يأخذك لعالم من السحر والخيال.  وعلى الجزيرة سوف تستمتع بالتجوال في الممرات المعدة للسير بحرية لاكتشاف الجزيرة، ومشاهدة الزهور والنباتات النادرة، والطيور الملونة والغريبة، وإذا شعرت عزيزي السائح بحاجتك إلى بعض الراحة فسوف تجد ذلك المقهى اللطيف المطل على النيل لتستمتع فيه بتناول الأكلات الخفيفة وتناول المشروبات اللذيذة.  

ليتوازى مع ذلك الإستمتاع بكورنيش النيل من خلال ممارسة رياضة المشي بطول الكورنيش ، وأفضل وقت لذلك هو وقت الغروب أو وقت الشروق، لمشاهدة غروب أو شروق الشمس فوق النيل العظيم وفوق معالم أسوان وصحراؤها في منظر بديع لا يقاوم ، ويتم فى الرحلة مشاهدة المطاعم أو المقاهي المنتشرة على الكورنيش، أو الفنادق الثابتة والعائمة ليكتمل بمشاهدة منظر الغروب وسط مياه نهر النيل وهذا أجمل بكثير.  

كما يحرص الزائرين على زيارة السوق السياحى الذى يعتبر بازار غني بالألوان وهو أرخص مكان لشراء الهدايا التذكارية فى أسوان ، ويقع البازار على بعد 4 مربعات سكنية من نهر النيل ويدير حوالي 7 بنايات موازية للنهر، ويضم الكثير من البضائع المصرية والأفريقية.  يبيع المتداولون مجموعةً واسعةً من السلع مثل العطور، والفول السوداني، ومسحوق الحناء، وزهور الكركديه المجففة، والتوابل، وأنواعٌ متعددةٌ من التمور التي تشتهر بها أسوان، والقمصان النوبية الشهيرة، والهدايا التذكارية المصنوعة على الطريقة المصرية .  

ثم يتجه الزائر إلى معبد كوم أمبو الذى بني على ضفاف نهر النيل، لعبادة الآلهة حورس الأكبر وسوبك، وهو له مدخلان متطابقان في الشكل، وبداخل المعبد العديد من القاعات ذات الأعمدة وعليها رسومات ونقوش بديعة، والكثير من المقدسات التي تبرز مدى ترابط وتقديس تلك الآلهة، وقد كان موقع المعبد مركزا ًلمجموعة التماثيل التي لها قدسية خاصة عند المصريين القدماء، ويوجد بجانب المعبد متحف يضم العديد من التماسيح المحنطة والتوابيت وهو ما يميز هذا المعلم ، بالإضافة لمكانته التاريخية ويمثل أحد عوامل جذب السياحة في أسوان أيضًا، هو وسيلة الوصول إلى هذا المعبد، والتي تتم عن طريق الإبحار في رحلات نيلية للوصول إليه بكل ما يمثله من جمال الطبيعة وروعة المشاهد التي يمر بها السائح والتي تستحق التسجيل من خلال اللقطات التذكارية.  

لتختم الرحلة من الناحية الشمالية لعاصمة الثقافة الإفريقية وهى بزيارة معبد إدفو والذى تم تشييده في العصر البطلمي للمعبود حورس عام 237 ق. م ، فقد كانت إدفو فى أيام الفراعنة  عاصمة الإِقليم الثاني في مصر العليا، وقد كشفت التنقيبات الأثرية منذ أواخر القرن التاسع عشر عن أهميتها في العصور المبكرة من تاريخ مصر القديم، ولاسيما المقبرة التي تعود إِلى عصر الدولة القديمة في الألف الثالث ق.م وعثر فيها على مقابر مصاطب بنيت باللبن ، وظلت إِدفو محتفظة بأهميتها قرونًا بوصفها إِحدى المدن المهمة في مصر العليا ودخلت في صراع مع إِمارات المدن المجاورة وأبرزها طيبة وكوبتوس (قفط) في المرحلة الانتقالية الأولى بعد انهيار الدولة القديمة ، واحتفظت بأهميتها زمنًا طويلًا إِلى عهد الدولة الحديثة عندما بني فيها في أواسط الألف الثاني ق.م, معبد كبير للإِله حوروس حامي المدينة مما رفع مكانتها الدينية والتجارية.