قالالفنان التشكيلى الكبير الدكتور مصطفى الرزاز إن الفن الشعبي كان خطا متصلا عبر التاريخ المصري وممتدا حتى المستقبل، موضحًا أن الفن المصري انقسم إلى ما قبل مدرسة الفنون الجميلة وهي الفترة التي أطلق عليها "حضارة العلامة"، كانت فنون التصوير والنحت تراثية وشعبية بصورة كلية، بالإضافة إلى الاتقان المبهر فكان الفنان يعكف على الرسم والنحت لفترة طويلة وهذا ظهر في النقوش الفرعونية العريقة.
جاء ذلك في كلمته خلال ندوة حول "الرموز الشعبية في أعمال الفنانين المصريين"، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ51، وتولى إدارة اللقاء الفنان التشكيلى هاني شمس، في حضور عدد من المهتمين بالفن التشكيلي.
ووجه الفنان التشكيلي مصطفى الرزاز، الشكر لإدارة المعرض على التنظيم الراقي والمحكم، لافتًا إلى أن هناك حملة تعريفية عن أنشطة المعرض لم تكن متواجدة في الدورات السابقة رغم تاريخه الكبير. وتحدث عن الرموز المصرية الشعبية، ورواد العشرينيات الذين غيروا الحركة الفنية من جذورها منهم حبيب جورجي الذي أحدث تغيير جوهري. مؤكدًا أنه كانت حضارة العلامة في مواجهة حضارة الصورة.
وتابع: كان الفن الرسمي يتصدر المشهد بينما تراجع الفن الشعبي وضعف، لافتًا إلى أن الفن الشعبي كان متصدرا مرحلة ما قبل الأسرات لأن الناس كانت بسيطة جدًا وهذا الفن كان يعكس ذوقها وطبيعتها وجاء الفن القبطي الذي كان ذا طابع شعبي أيضًا: "مرحلة الحضارة القبطية في مصر كانت مرحلة فن شعبي بامتياز".
واستطرد: قبل إنشاء كلية الفنون الجميلة لم يكن هناك من يطلق عليه اسم "فنان"، وحين أنشئت المدرسة عام 1908 كانت تعتمد على تعليم أكاديمي غربي، وكلاسيكية عائدة وتأثيرية مثل أوروبا، وبالتالي كانت عبارة عن مهارات معزولة عن التراث المصري، لأنه ينقل ثقافة حضارة أخرى ويذهب للبعثات في أوروبا يتعلم نفس المنهج ونتيجة ذلك انتشر الفن الإغريقي لأن الفن المصري انفصل تمامًا وأصبح في عزلة تامة عن المجتمع: "بقى فيه صنف اسمه فنانين وصنف رسامين شعبيين".
وأكد أنه كان هناك استثناءات في البحث عن الهوية المصرية، منهم محمود مختار رائد النحت المصري القديم والذي قدم صورة عن حياة الشعب العمال والفلاحين وصمم تمثال النهضة الذي طالب سعد زغلول من البرلمان صدور قرار بتكبير التمثال كي يشجع على انتشار هذا الفن الراقي.
بالإضافة إلى راغب عياد الذي جسد الحياة الشعبية في المقاهي والمواد والقرى،وتعد هذه بوادر العودة إلي التراث ويطلق عليها حضارة العلامة، بجانب حبيب جورجي الذي عاد مع زملائه من إنجلترا ١٩٢٤، واهتم ا بالفلكلور والفنون الشعبية والفطرية ودراسات انثروبيولوجية والثنوجرافية. ويعد من رواد الفن المعاصر.