الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.جوزيف رامز أمين يكتب: مغزى تأخر التوقيع على اتفاق سد النهضة

صدى البلد

تضمن الاتفاق المبدئي الأخير بين الدول الثلاث "مصر والسودان واثيوبيا" والمنعقد بواشنطن "بوساطة أمريكية ودولية" عدة نقاط رئيسية بشأن السد، أبرزها الاتفاق على جدول زمني لملء خزان سد النهضة على مراحل، والآلية التي تتضمن الإجراءات ذات الصلة، بالتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة أثناء ملء السد وتشغيله.

كما اتفق الوزراء و"بوساطة أمريكية" : "من خلال وجود ممثلي وزارة الخزانة الأمريكية" وفى وجود البنك الدولى على  أهمية الانتهاء من المفاوضات، والتوصل إلى اتفاق بشأن آلية تشغيل سد النهضة، وآلية التنسيق لمراقبة ومتابعة تنفيذ الاتفاق، وآلية فض النزاعات. و"طلب الوزراء من الفرق الفنية والقانونية إعداد الاتفاق النهائي" من أجل "توقيع الدول الثلاث أواخر فبراير".  وكلفت الأطراف الثلاثة اللجان الفنية والقانونية، بمواصلة الاجتماعات في واشنطن، من أجل وضع الصيغة النهائية للاتفاق، على أن يجتمع وزراء خارجية الدول الثلاث قبل منتصف شهر فبراير الحالي، من أجل إقرار الصيغة النهائية للاتفاق تمهيدا لتوقيعه.                                                                                                                          

وقد أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تفاؤله خلال اتصاله برئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بشأن التوصل قريبا إلى اتفاق نهائي وأكد أن الاتفاق سيكون مرضيا وسيصب في صالح جميع الأطراف المعنية.                كان وزراء مصر والسودان وإثيوبيا  قد اتفقوا من قبل على أن هناك مسئولية مُشتركة للدول الثلاث في إدارة أمور الجفاف والجفاف المُطول. ووافق الوزراء على الاجتماع مرة أخرى في واشنطن يومي 28 و29 يناير لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق شامل بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، وأنه ستكون هناك مناقشات فنية وقانونية في الفترة المرحلية المؤقتة...وهو ما يتم بالفعل رغم اطالة أمد المفاوضات ولو الى حين.         

كان قد سبق الاجتماع الأخير مشاورات بين الخبراء الفنيين والقانونيين من الدول الثلاث الأسبوع قبل الماضى فى العاصمة السودانية الخرطوم، بمشاركة ممثلى الولايات المتحدة والبنك الدولى للتحضير للاجتماع.
                                                                                             
تصريحات وبيانات المسئولين:

أوضحت وزارة الخزانة الأمريكية فى بيان لها أن مرحلة الملء الأولى ستوفر الإنجاز السريع لمستوى 595 مترا فوق مستوى سطح البحر والتوليد المبكر للكهرباء مع توفير تدابير التخفيف المناسبة لمصر والسودان فى حالات الجفاف الشديد خلال هذا الوقت من التعبئة، كما أوردت أنه سيجرى تنفيذ المراحل اللاحقة من الملء وفقا لآلية يتم الاتفاق عليها والتى تحدد التعبئة بناء على ظروف النيل الأزرق ومستوى المياه الذى يحقق أهداف الملء فى اثيوبيا ويوفر الكهرباء مع تدابير توفير المياه المناسبة لمصر والسودان خلال سنوات الجفاف والجفاف الممتد، وسيجرى انشاء آلية تنسيق فعالة لتسوية النزاعات.                                                 

كما ذكر بيان للخارجية المصرية أن الاتفاق يأتي بعد جولات من المفاوضات المضنية والشاقة بين وزراء الخارجية والموارد المائية في مصر والسودان وإثيوبيا برعاية الولايات المتحدة الأمريكية ومشاركة البنك الدولي، وآخرها جولة المفاوضات التي عقدت في واشنطن وامتدت لأربعة أيام كاملة.وأعلنت وزارة الخارجية المصرية أن كل من مصر والسودان وإثيوبيا اتفقوا على جدول يتضمن خطة ملء سد النهضة على مراحل.كما أوضح البيان أن توقيع الاتفاق النهائي بشأن سد النهضة سيكون في نهاية فبراير المقبل وأفاد بيان الخارجية أن الدول الثلاث اتفقت على أهمية الانتهاء من المفاوضات والتوصل إلى اتفاق حول آلية تشغيل سد النهضة.        

 قال سامح شكري وزير الخارجية، فى  تصريحات تليفزيونية إن الجانب الإثيوبي لم يوقع -من جانبه, وأضاف وان  كان هناك توجها للتوقيع على ما جرى الانتهاء إليه من قبل وزراء ري الدول الثلاث وذكر: أنه سيتم تناول القضايا الأخرى خلال الجولات القادمة، مضيفا أن الفرق الفنية مستمرة إلى حين عودة الوزراء في  يومي 11 و12 فبراير المقبلين.                                                                                      

 وأوضح سامح شكري، أن هناك إقرارا بأن يتم في غضون 30 يومًا التوصل إلى اتفاق نهائي شامل يضم كافة العناصر المختلفة للاتفاق. وأشار إلى أن هذه القضايا تم حسمها ولن يتم فتحها مرة أخرى، وهذا ما دعانا إلى أن يوقع وزير الري عليها لإقرار صفتها وإقرار أننا انتهينا منها.                                       

من جانب آخر ,قال مصدر مقرب من مفاوضات سد النهضة، إن توقيع مصر على الاتفاق النهائي لقواعد ملء وتخزين سد النهضة، ليس توقيعًا نهائيًا على اتفاق شامل، مشيرًا إلى أن وضع المفاوضات إيجابي بالنسبة لمصر ويضمن حقوقها المائية. وأضاف المصدر، في تصريحات صحفية نقلها "موقع مصراوى" أن التوقيع على مسودة المواد محل الخلاف، لا يعد توقيعًا نهائيًا، لافتًا إلى أن مصر لديها شواغل خاصة بقواعد ملء السد وآليات تطبيق السبل القانونية في فض المنازعات.وتابع: "مد المفاوضات ليس ضدنا كما يتصور البعض، وتوقيعنا يشير إلى أن التوافق يضمن حقوقنا المائية" .                                                       

وكتب السفير الإثيوبي لدى الولايات المتحدة، فيتسوم أريغا، على تويتر :"تتواصل المحادثات حول سد النهضة الكبير بين إثيوبيا ومصر والسودان والتي بدأت في 28 يناير لليوم الرابع على التوالي.وحذر مجددا من أن بلاده لن تقبل أي اتفاق لا يعترف بحقها في استخدام مياه النهر".

رؤية مستقبلية للمفاوضات:

كان وزراء الخارجية والزراعة والري في الدول الثلاث قد اتفقوا على أهمية الانتهاء من المفاوضات والتوصل إلى اتفاق حول آلية تشغيل سد النهضة خلال الظروف الهيدرولوجية العادية، وآلية التنسيق لمراقبة ومتابعة تنفيذ الاتفاق وتبادل البيانات والمعلومات، وآلية فض المنازعات، فضلًا عن تناول موضوعات أمان السد وإتمام الدراسات الخاصة بالآثار البيئية والاجتماعية لسد النهضة. ولقد أظهرت مصر مرونة كافية في المفاوضات، وهى تبحث عن حقوقها المائية، وحيث إن توقيع الاتفاق الجزئي لا يضر مصر بل يعزز موقفها.                

 وكانت هناك العديد من النقاط الفنية والقانونية التي لا تزال عالقة والتي أرجئ بتّها إلى المفاوضات الجارية على أمل تذليلها وإبرام اتفاق نهائي...ولحين أن يتحقق هذا الأمر –بمشيئة الله- بفعل المفاوضات الدؤوبة والحرص  من جانبنا على الحقوق المائية المصرية,وكذا قوة الوسيط الأمريكى وخبرة البنك الدولى بهذا الشأن...يرجى التعقل فى تناول الموضوع: اعلاميا او صحفيا.    

ولعل أهم شيء هو توخى الحذر من أى شائعة مهما كان مصدرها.. فهذه الشائعات مغرضة .. وهى تبلبل الفكر و تربك الرأي العام.. ولكني أعتقد أن كل أجهزة ومؤسسات الدولة، سواء الرى والخارجية والأمن القومي والإعلام والخبراء فى كل صوب وحدب هم مشاركون فى إبداء الرأى والمشورة للقيادة السياسية الحكيمة والواعية بهذا الخصوص.. حتى الوصول لاتفاق شامل ومنصف لجميع الأطراف بشأن قضية "سد النهضة".