قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

د.جوزيف رامز يكتب: عام رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى


بوصول الرئيس السيسى للعاصمة الإثيوبية "أديس أبابا" صباح اليوم _ الثامن من فبراير للمشاركة فى قمة الاتحاد الأفريقى الثالثة والثلاثين والقمم الأخرى اللاحقة أو السابقة لها يكون قد مضى قرابة عام على تسلم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى...التى سبق تسلمتها من رواندا وتسلمها بدورها لجنوب أفريقيا....وهو العام الحافل بالأنشطة والانجازات المصرية فى القارة الأم سواء من خلال استضافة الأنشطة الأفريقية المتنوعة بمصر,أو من خلال المشاركة فى كافة الفعاليات والمنتدياتالدولية صاحبة الصلة بأفريقيا,أو باللقاءات المتناوبة مع الرؤساء والمسئولين الأفارقة فى مصر وأنحاء القارة ...ناهيك عن المشاركة فى لقاءات متعددة حول :التنمية والاستثمار وريادة الأعمال وزيادة فرص التصدير والاستيراد لأفريقيا ...وحتى الأنشطة الرياضية والشبابية والثقافية والعلمية والفنية وقضايا المرأة والطفل.

وما من شك فى أن الرئيس السيسىقد أحدث نقلة استراتيجية فى علاقات مصر بأفريقيا من بدء توليه المسؤولية قبل قرابة ست سنوات ,أعقبها تكثيف العمل والمتابعة مع كل نشاط أفريقى دولى كان أو إقليمي أو محلي فى عام رئاسة مصر للاتحاد بحيث يمكن الجزم بأن مصر قد خطت خطوات جذرية في سياق إعادة ضبط المسافات من القاهرة إلى غالبية أو كل العواصم الإفريقية، والمؤكد أن الفضل الأكبر في هذا الإطار يعزى إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي إعادة تقييم المشهد، ووجه الفعاليات التي شهدتها مصر في سنة ترأسها للاتحاد الإفريقي، من خلال رؤية ليست عشوائية أو انفعالية بل تقوم على أساس برنامج الاتحاد الإفريقي 2063، وبرنامج الأمم المتحدة 2030، وتمضي في نحو 19 مجالا حيويا على أرض الواقع، وتتمايز أنشطة التعاون بين ما هو سياسي وما هو اقتصادي,وماهو رياضى وفنى ...الخ.

أهم إنجازات مصر فى عام رئاستها للاتحاد الأفريقى:

ولعل أهم إنجازات مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقى وكما أوجزها السيد السفير/أسامة عبد الخالق"سفيرنا فى إثيوبيا "تتمثل فىتعزيز التفاعل بين القارة الافريقية والدولة المصرية على كافة المستويات، حيث استضافت مصر ما يزيد عن 30 فعالية وحدث افريقي خلال عام 2019 في مختلف المجالات، بما عمل على تحقيق مستوى التواصل المنشود بحيث تصبح مصر مركزًا ومقرًا لتلاقي الشعوب الافريقية ومنبرًا للتحدث باسم أفريقيا.

-ولقد ترأس الرئيس السيسىى قمتين افريقيتين وهما :القمة العاديةالافريقية الثانية والثلاثين (7-8 فبراير 2019) بأديس أبابا والقمة الاستثنائية الثانية عشر (واجتماع القمة التنسيقي) (7-8 يوليو 2019) بالنيجر.. حيثشهد توقيع اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية.وبالتالي فان دخولها حيز النفاذ في 31 مايو الماضي يمثل انجازا حقيقيا تم تحت ظل الرئاسة المصرية للاتحاد الافريقي وهي الاتفاقية التي تهدف لزيارة تدفق التبادل التجاري والاستثماري بالقارة الافريقية بناتج اجمالي يتعدي الـ 2 تريليون دولار وسوق بحجم 1.3 مليار مواطن.

وفيما يتعلق بالازمات في عدد من الدول الافريقية الشقيقة، فقد استضافت مصر قمتي رفيعتي المستوي حول ليبيا والسودان في ابريل الماضي بما عمل على دعم المسار السياسي في البلدين، واتبع ذلك متابعة حثيثة للمستجدات في البلدين من خلال عقد اجتماع وزاري حول السودان في أديس أبابا لمُتابعة أعمال القمة المُشار اليها في مايو الماضي، بجانب قيام نائب وزير الخارجية للشئون الافريقية بداية الشهر الجاري بتسليم رسالة إلى الرئيس الكونغولي السابق دينيس ساسو نجويسو رئيس اللجنة رفيعة المستوي حول ليبيا وذلك في اطار الترتيب لاجتماع اللجنة حول ليبيا نهاية شهر يناير الجاري، حيث ساهمت تلك الفعاليات في تأكيد دور مصر الفاعل في مواجهة أزمات القارة والعمل على ايجاد حلول افريقية لمشاكل القارة، وهو الأمر الذي سيتم تعزيزه من خلال الجهد الذي اشرفت عليه مصر خلال العام الماضي لتفعيل صندوق السلام وهو الصندوق الذي سيتم توجيه مساهمات الدول الأعضاء به لأول مرة إلى معالجة جذور المشاكل الافريقية.

ويمكن القول بشكل عام ان أفريقيا قد عدت المحرك الأول للسياسة الخارجية فى عام ٢٠١٩ خاصة منذ انتخاب مصر لرئاسة الاتحاد الافريقى فى فبراير من نفس العام، فعند انعقاد منتدى اسوان للسلام والتنمية فى ديسمبر الماضى عقد هذا المنتدى الفعالية رقم "١٢" التى يتوجه فيها السيسى بحديثه للقارة والعالم حول الشؤون الإفريقية،وذلك إضافة إلى منتديات :الصين وافريقيا،اليابان وافريقيا، أوروبا وافريقيا، الولايات المتحدة وافريقيا، ثم المجتمع الدولى برمته من خلال منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة...

ولعل تركيز الرئيس السيسى قد انصب عبر هذه المنتديات بشكل رئيسى ومنها قمة مجموعة العشرين والقمم العالمية الأخرى على قضايا: السلم والامن، والتنمية المستدامة وتحرير التجارة ومكافحة العنف والتطرف والإرهاب وقضايا البيئة والهجرة غير المشروعة والمرأة والشباب والطفل والصحة وغيرها.بجانب ترأسه لقمة التيكاد في يوكوهاما (28-30 أغسطس 2019) والقمة الأفريقية الروسية الأولى في 25 أكتوبر، فضلًا عنقمتى السبع الصناعية الكبرى وقمة العشرين,وأيضا ىتمثيل سيادته للقارة الافريقية في القمة الأفريقية:الألمانية,وغيرها من المنتديات الدولية.

هذا بالإضافة لقيام الرئيس بجولة افريقية شملت عددًا من الدول ذات الأهمية الخاصة لمصر.وفيما يخص الزيارات الإفريقية تضمنت اثيوبيا "حيث تسلمت مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي إبان القمة الإفريقية الـ٣٢".. وزار أيضا غينيا والسنغال وكوت ديفوار والنيجر "و التى شهدت إطلاق منطقة التجارة الحرة بين دول القارة".

مستقبل العمل الأفريقى لمصر:

وحقيقة فان نجاح مصر فى ادارة عام رئاستها للاتحاد الأفريقىلم تأتى من فراغ ولكنها أتت اولا من الحرص الرئاسي على الحضور والمشاركة والمتابعة فى القمم الافريقية والدولية صاحبة الصلة بأفريقيا وكذلك من تواجد مصر الدولى فى انشطة الامم المتحدة والجمعية العامة على مدار العام بل ومنذ العام الاول لولاية الرئيس السيسي وتمثيل المصالح الافريقية امام العالم بأسره شرقا وغربا خير تمثيل ومن استضافة مصر للفعاليات والمنتديات الافريقية خاصة فى مجالات:الاقتصاد،والاستثمار،والشبابوالرياضة وغيرها،وكذا من المشاركة الفعالة لمصر خلال عضويتها فى مجلس السلم والامن الافريقى ،وأيضا مشاركتها فى مجالات حفظ السلام فى أفريقيا ومكافحة الارهاب ومساعدة اللاجئين والمشردين بل واستضافتهم ورعايتهم ..وتمثيل أفريقيا فى قضايا البيئة بنجاح وذلك بجانب الأانشطة الاخرى التجارية والتكنولوجية و الفنية والأدبية وأنشطة المرأة والشباب والأطفال...وكذا زيارات الرئيس السيسى المتناوبة لأفريقيا واستقباله للقادة الأفارقة فى مصر.

ويبدو أن مستقبل مصر فى العمل الأفريقى واعد وزاهر ولقد ظهر ذلك مبدأيا فى نجاح مصر فى الفوز بعضوية جديدة فى مجلس السلم والأمن الأفريقى لمدة عامين,كما أنه من المنتظر فوز العديد من الشخصيات المصرية بمراكز مرموقة فى الاتحاد الأفريقى,بحيث تثبت من جديد جدارتها وأحقيتها ,وسنشهد تواصلا للدور المصرى الفعال فى كافة القضايا وسعيها الدؤوب :قولا وفعلا للعمل فى كافة المحافل والمناحى الأفريقية.