الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هويدا دويدار تكتب: مواطن فيلسوف

صدى البلد

لقد مرت مصر على مر العقود الماضية بالعديد من المحن السياسية التى لم تمر مر الكرام بدون مآسٍ أو فقد، فمنذ معرفة المصرى ووعيه بالحياة وهو يناضل للبحث عن الحريات والحياة الكريمة التى فيما بعد عرفت بالنضال السياسى، وانغماس المواطن فى السياسات رغبة فى التغيير للبحث عن العدالة وأحيانا ضد الفساد والاستبداد، فلم تتوقف المشاركة فى النضال والعمل السياسى ما دمنا أحياء.

فاندلاع الثورات أصبح للمصرى فى كثير من الأحيان أمرا ضروريا لتعديل أوضاع مرفوضة أو مسارات خطأ، فنجد أن الشارع المصرى باختلاف طوائفه مشارك دون أن يشعر فى العمل السياسى بعيدا عن مسميات ناشط سياسى وغيره، فنجد أنه مشارك بالفكر والرأى فى الكثير من القضايا المطروحة، فالأجيال المتتابعة ترث عبء النضال ليرثه الأجيال القادمة.

وقد لوحظ ذلك فى السنوات الأخيرة أن اندلاع ثورة 2011 ما هو إلا امتداد لنضال المصرى وبروز المشاعر الوطنية الفطرية، وإقصاء الانتماءات السياسية وغياب الشعارات عن الصورة، واتحاد الجموع على صيغة واحدة للهتاف وهى "العيش، الحرية، الكرامة"، وأصبح مطلبا وطنيا جماعيا، وأبى المصريون أن تخطف ثورتهم وتحيد عن مسارها مع الإخوان، ولم يهدأ المصريون حتى قاموا بتعديل مسار ثورتهم.

وقد كان للمواطن دور كبير فى رفض أى فكر متطرف، وقد سلط الضوء على السلبيات فنجد أن المواطنين فى كل مكان ينقدون ويعارضون ولا يهدأ لهم ساكن وقد أثير الجدال فى الكثير من الأحيان بين معارض ومتفق،
وقد نلمس ذلك داخل الأسرة الواحدة.

ورغم الخلاف تظهر فلسفة المصرى فى تحليل الأمور ووعيه بضرورة تقبل الرأى الآخر رغم الاختلاف الفكرى، وقد طغى على السطح الحوار ونظرته الفلسفية فى التحليل والوعى الذى لا يظهر إلا مع الأزمات التى تمر بها البلدان.

وإدراك المواطن أن تفاعلاته فى الشارع وآراءه التى يتداولها ويبثها فى الاماكن العامة لهى أمر لا يستهان به، فتحكم المواطن الفيلسوف فى زمام الأمور ليس محلا للنكران أو الجدال، والحس فى التمييز بين الحق والباطل لابد أن يوضع فى الحسبان، لأن للثورات أوجها عديدة وانسياق الأفراد أو الجماعات وراء أفكار مشبوهة أو مغلوطة دون تمييز، يؤدى إلى خسران أوطان، فالجميع فى بوتقة واحدة.

وتغيير الخريطة السياسية ليس بالأمر الهين، فالمواطن يستطيع أن يغير من الواقع السياسى بمجرد نشر فكره وفلسفه، لذلك لا بد من الحرص الشديد من اعتناق أى فكر أو رأى قبل دراسته ودراسة معرفة مدى تأثيره، فالفكر ونشره أمانة فى أعناق حامليها.