الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإهمال يهدد أقدم مكتبة بحثية لعلوم البحار فى الشرق الأوسط بـ الغردقة

صدى البلد

تضم مدينة الغردقة أول وأقدم مكتبة علمية متخصصة فى مجال علوم البحار والبيئة فى الشرق الأوسط، وتضم محتويات لا يوجد لها مثيل فى العالم، إلا البعض، فى مكتبة الكونجرس الأمريكى، وهى عبارة عن نحو ٤٠ ألف عنوان لمجلدات ودوريات وخرائط ذات قيمة كبيرة تعود للقرنين الثامن والتاسع عشر الميلاديين.

وتشم المكتبة ٤ أجزاء من النسخة الأصلية لكتاب «وصف مصر» الذى ألفة نخبة من ألمع العلماء الفرنسيين إبان الحملة الفرنسية على مصر، وتشمل توزيع الكائنات الحية الزراعية والصحراوية والبحرية داخل مصر وأطلس خاص بتوزيعات الرياح والأحوال الجوية طوال فصول السنة و نسخ أصلية من مجلدات البعثة الاستكشافية البريطانية للبحر الأحمر والمحيط الهندى عام )١٨٧٠) والتى تضم أهم ١٨ مجلدا باللغة الإنجليزية  و عددًا من الخرائط الأصلية الخاصة بالأكاديمية البريطانية توضح القطر المصرى وحدوده.

قال صلاح سليمان الرشندي، أحد مؤرخي البحر الأحمر، إن أنشطة المكتبة تتبادل المنشورات مع 350 معهدا وجامعة من أنحاء العالم، وللأسف الشديد وعلى الرغم من كل ما تحتويه هذه المكتبة من كنوز علمية وتاريخية تعتبر جزء من التراث الإنسانى، إلا أنها تعرضت للإهمال الشديد عقب وفاة مؤسسها العلامة الدكتور حامد جوهر أستاذ علوم البحار.

وأضاف أن محتويات المكتبة لم تتم أرشفتها وحفظها إليكترونيا، بالرغم من أن عددًا من الكتب والمجلدات بدأت تظهر عليه آثار الإهمال والتآكل فى الأغلفة والأوراق الداخلية حيث توضع الأبحاث والكتب بطريقة بدائية على أرفف معدنية وخشبية داخل مبنى متهالك مصنوع من الصاج والخشب غير جيد التهوية ومهدد بالانهيار.

وحذر المسئولون فى المعهد من تعرض محتويات المكتبة للتلف بسبب الفئران والرطوبة المرتفعة حيث لايبتعد المبنى عن ساحل البحر بضعة أمتار، مع إمكانية تعرضة للسرقة حيث من يتولى الحراسة موظف أمن المعهد، وفى حالة نشوب حريق لاقدر الله  فلا يوجد بالمكتبة غير عدد من طفايات الحريق العادية وجرادل معبأة بالرمال لاتجنبها خطر الحريق. 

وكشف الرشندي انه تاهت المسئولية بين وزارات الآثار والتعليم العالى والثقافة بالإضافة لمحافظة البحر الأحمر، تركوا تطوير المعهد والمكتبة وبقيت أعينهم على أرض المعهد المميزة التى تبلغ قيمتها المليارات، وتوقف استكمال المبنى الجديد للمكتبة منذ عام ١٩٩٨ بسبب وقف التراخيص من جانب الإدارة الهندسية بمدينة الغردقة، وأصبح الصراع سيد الموقف، من يفوز بأرض المعهد الثمينة، ولم تنتهى المحاولات الحثيثة لمساومة الموظفين والبحارة المقيمين داخل أرض المعهد لترك منازلهم وتعويضهم للاستيلاء على الأرض وتحويلها إلى مشاريع إستثمارية.