الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصخور الحية.. بكتيريا عمرها 3450 مليون سنة تستطيع إنقاذ شاطئ الإسكندرية من الغرق

الستروماتوليت
الستروماتوليت

بسبب التغيرات المناخية المستمرة، فإن مستوى سطح البحر يرتفع بشكل مثير للقلق، وهذا الارتفاع المتزايد في منسوب المياه يهدد بإغراق المدن الكبرى، وأشارت كل التنبؤات على مدار الأعوام الماضية إلى أنه بحلول عام 2050 ستختفي معظم المدن الساحلية حول العالم، وأبرزها نيويورك، مومباي، شانغهاي، والإسكندرية، فهل يوجد حل لإنقاذ المدن الساحلية ؟

عملت بعض الدول على تطوير الشواطئ للتصدى لانحسارها من خلال عدة طرق أبرزها الكتل الصخرية الضخمة المتراصة بطول الشاطئ، وعلى الرغم من ازدياد المخاوف إلا أنه يوجد حل طبيعي للحفاظ على كل الشواطئ حول العالم، دون الخوف أو الفرار من خطر الفيضان القادم.


يمكن لسكان المدن الساحلية أن يحتموا في أماكنهم إذا استمدوا الإلهام من المدن الأولى على الأرض، والتي قاوم معظمها خطر انحسار الشواطئ بواسطة الصخر الحي وهو مادة طبيعية تسمى (ستروماتوليتيس- stromatolites) والتي يرجع عمرها إلى 3.5 مليار سنة، فما هي هذه المادة وأبرز خصائصها ؟

الستروماتوليتس هي هياكل تشبه الصخور، وتتشكل عادة هذه الهياكل في المياه الضحلة من البكتريا الزرقاء أحادية الخلية، التي تفرز مخاطا يجمع الحبوب من الرواسب، ويكونان معا مادة كربونات الكالسيوم، وتستخدم البكتريا الزرقاء الماء وثاني أكسيد الكربون وضوء اشمس لتكوين طعامهم وطرد الأكسجين كمنتج ثانوي.

وتعد مادة الستروماتوليتيس من أقدم المواد المعروفة على سطح الأرض، حيث يرجع تاريخها إلى 3450 مليون سنة، خلال عصر الأركي، ولكن الاكتشاف الأكثر حداثة المتعلق بها هي أنها كانت أصل الحياة على الكوكب.
 
ويعد وجود هذه الهياكل الصخرية الطبيعية على الشواطئ أحد الأسباب في الحفاظ عليها من الانحسار بفعل ارتفاع منسوب مياه البحر حيث تعمل كمصدات طبيعية لحماية الشاطئ، فضلا عن قدرة البكتريا الزرقاء على إجراء التمثيل  الضوئي الأكسجين مهمة للغاية، فهي مسؤولة بشكل كبير عن إنتاج غاز الأكسجين في الغلاف الجوي للأرض.

ستجتاح المياه العديد من المدن الكبرى حول العالم، إذا استمر المناخ في التغيير بنفس المعدل الحالي، وهو ما يبدو نظرية مرجحة، والمادة الوحيدة التي ستتمكن من التصدي للمياه هي الستروماتوليتالتي تمتلك القدرة على النمو بنسيج صخري قوي على الشواطئ، ووفقا لمجلة لايف ساينس العلمية فإن خبراء الطبيعة والفيزياء في ألمانيا يخططون إلى تنفيذ مشروع عبارة عن زيادة هذه البكتريا الزرقاء على الشواطئ.

وتوجد الستروماتوليت بشكل مزدهر في أستراليا تحديدا في غرب أستراليا، مثل شواطئ خليج القرش، وهي واحدة من الأماكن القليلة التي لا تزال فيها الستروماتوليت بكمية كبيرة.