أحيانا تتراجععقلانية الإنسان وتتحكم الضغوط التييتعرض لها في كل تصرفاته وهو في الغالب لا يجدتفسيرا منطقيا لما يفعله لأنه أصلا لا يبحث عنه فهو يتصرف هذه التصرفات بشكل تلقائي.
دار بذهني كل ذلك وأناأرى أطفال الشوارع يتحركون تحت قطرات المطر.. رأيتهم يرتعشون بملابس بالية من شدة
البرد وكلنا نمر عليهم ولا نتعب أنفسنا حتىبالتفكير في هذه الظاهرة التي تتزايدحولنا بل أصبحنا نتقبلها كماهي ولا نلقي لها بالا.
ظاهرة أطفالالشوارع واحدة من أهم الظواهر الاجتماعية في كل بلدان العالم الثالث ولهذه الظاهرةالعديد من المشكلات والأسباب الاجتماعية والاقتصادية والأسرية والسياسية والتيتجبر الطفل أن يتعايش معها .
وهناك كثير منالعوامل التي تؤدي الي تواجد أطفال الشوارع منها غياب دور الأب في الأسرة سواءبالوفاة أو بالسجن أو بالانفصال عن الأمأو بالزواج من أخري أو حتي الغياب المعنوي بالمرض أو إدمان المخدرات وأحيانا يكونالعنف الأسري الذي يتعرض له الطفل سواء كان عنفا نفسيا أو جسديا هو السبب في لجوءالطفل للشارع .
وهذه القسوة غالباتكون من الأب خصوصا اذا كان -صاحب كيف – كما يقولون أو من زوج الأم أو زوجة الأب
والكارثة أنه في بعض الحالات حتىالأم تقسو علىأطفالها وتضربهم ضربا مبرحا وللأسفتتحول العلاقات الأسرية من كثرة العنف إلى علاقات نفعية لا تتخللها المشاعر والاحتراموالهيبة والحب.
وحتى العقاب غيرالمبرر أو غير المقنع للطفل نفسه يجعله يعيش في رعب قد يدفعه للهروب للشارع.
وأيضا عندما يتعرضالطفل لسوء المعاملة والضرب من صاحب الورشة التي يعمل بها فهو يحصل على جنيهات
قليلة من العمل المضني الذي يعمل به لساعات طويلة مرهقة.
أما ما هوأكثر مرارة هو حصول أسرته علىهذاالدخل في الغالب فيذهب الطفل للشارع وقد يحصل علي جنيهات خاصة به أكثر من تلك التييحصل عليها من عمله في الورشة.
أما السبب الأهم منوجهة نظري هو التسرب من التعليم فهو يزيد من فرص تواجد الطفل بالشارع وهو مرتبط
بطريقة أو بأخرىبظروف الأسرة.
وهذا ما أريد أنأتحدث عنه أن النظام التعليمي وعدم قدرة المدرسة علىإشباعاحتياجاتالأطفالورغباتهم شيئا هاما حيث يرتبط التسرب من العليم بغفلة أدارة المدارس عن متابعةالتلاميذ ومتابعة غيابهم أو خروجهم من المدرسة.
وما أريد أن أقولهأن علينا مراعاة حاجات الأطفال والتعرف عليهم وعلىمشاكلهم واحتياجاتهموهم فيالسنوات الأولى في الدراسة وأقترح أن يكون لكل طفل ملف أسري يوضع به كل تفاصيلحياته واحتياجاتهومواهبه وظروفه الأسرية ورغباته وتفاصيل عائلته وحتى حالتهالصحية والمادية ينتقل معه هذا الملف من سنة لأخرى ويكون هناك نسخة من هذا الملففي وزارة الشئون الاجتماعيةلعلاج أي قصور أسرى لبحثه ومعالجته أعتقد أن مثل هذه
الأمور قد تقلل من نسبة تسرب الأطفال من المدرسة.
وحتى في حالة تسربالطفل من التعليم وعمله في إحدىالورش "مع علمي بتجريم القانون لذلك ولكنني
أتحدثعن الواقع العملي "يكون هناك نسخة من هذا الملف بوزارة القوى العاملةإذا كانت مازالت تقوم بمثل هذه المهام لمراعاة ظروف هذا الطفل .
أعتقد أن هذا قديساعد في حل مشكلة أطفال الشوارع حتي لانراهم وهم يرتعشون ويعانون في أيام البرد
القارسة ونمر عليهم ولا نلقي لهم بالا .