يمر العالم حاليا بالمراحل المبكرة لما قد يكون أكثر الأوبئة فتكًا خلال المائة عام الماضية، فـ بسبب فيروس كورونا مات الآلاف بالفعل في الصين حتى تعدى المرض خارج حدود البلد وتفشى في كوريا الجنوبية، إيران وإيطاليا، وبقية العالم تستعد للتأثير.
ولا يعرف العلماء ما إذا كان العدد النهائي للوفيات سيصبح آلاف أم مئات الآلاف، فعلى الرغم كل ما احرزة التقدم في المجال الطبي إلا أن البشرية أكثر عرضة للأوبئة بشكل أكبر مما نعتقد.
وعلى الرغم من أن المرض في المراحل المبكرة قبل أن يكون وباءأكثر فتكا، إلا أنه يجب فهم نقاط الضعف لتحديد الخطوات التي يجب إتخاذها، خاصة وأن بعض السيناريوهات تخطر على بال البعض بأن كورونا قد يكون سببا في نهاية البشر، وكأن فيروس كورونا الذي لا يتجاوز قطره 500 مللم أصبح خطرا وجوديا يهدد العالم بالفناء.
ولمعرفة تداعيات فيروس كورونا (كوفيد-19) وخطر اندلاعه علينا الانتقال إلى الماضي حيث ضرب العالم أوبئة خطيرة أيضا، ففي عام 1347 هدد خطر الموت أوروبا بسبب مرض الطاعون، حيث غزا المرض الخطير أوروبا، فقد دخل من خلال مدينة كافا القرم، وكان قد أحضره الجيش المغولي من خلال التجار الفارين والذين نقلوا المرض دون قصد إلى إيطاليا، وامتد منها إلى فرنسا وإسبانيا وإنجلترا، ثم وصل إلى النرويج وعبر بقية أوروبا وصولًا إلى موسكو في غضون ست سنوات، استولى خلالها الموت الأسود على القارة.
ووفقا لصحيفة جارديان البريطانية أصيب حينها عشرات الملايين بأمراض خطيرة، وأصبحت أجسامهم ذات ألوان مختلفة، مع ظهور فقاعات على الرقبة والإبطين والفخذين، وتحولت إلى اللون الأسود بسبب النزيف تحت الجلد، مع خروج دم مع السعال، ومن أعراض المرض أيضا كانت الحمى، الإرهاق، ورائحة لا تطاق من المواد التي خرجت من الجسم.
وزيادة عدد القتلى أدى إلى اتباع طريقة المقابر الجماعية، حتى نفذت الأراضي بسبب زيادة عدد الجثث ليدمر الأموت الأسود أوروبا حينها، 6 سنوات مات خلالها ما يزيد عن نصف الأوروبيين، حتى وصل إلى الشرق الأوسط، وتسبب الطاعون في مقتل واحد من كل ثلاثة مصريين وسوريين، ووصل إلى وسط آسيا والهند والصين.
وبسبب عدم توثيق المعلومات حينها فقد مات تقديريا حوالي 15% من جميع سكان العالم في أكبر كارثة بشرية هددت العالم، ولم يكن الموت الأسود هو الكارثة البيولوجية الوحيدة التي عصفت بتاريخ البشرية، حيث ضرب مرض طاعون جستنيان الإمبراطورية البيزنطية على مدى ثلاث سنوات، أودى بحياة ما يقرب من 3 ٪ من سكان العالم.
عندما وصل الأوروبيون إلى الأمريكتين في عام 1492 تعرض الشعبان للإصابة بأمراض جديدة تماما، وعلى مدار آلاف السنين فإن كل فترة يظهر وباءً يفتك بعدد ضخم من البشر.