الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من الإنفلونزا الإسبانية لـ كورونا.. آخر الناجين يحذر من الفيروس المستجد ويروي قصة الوباء الإسباني

اخر الناجين من الانفلونزا
اخر الناجين من الانفلونزا الإسبانية يروي تفاصيل الوباء

كان خوسيه بينيا، يبلغ 4 أعوام، عندما اجتاح فيروس الإنفلونزا الإسبانية بلدته الصغيرة التي تعيش على صيد الأسماك في شمال إسبانيا.

قال "بينيا"، 105 أعوام، الذي يعتقد أنه آخر الناجين من الإنفلونزا الإسبانية التي قتلت عشرات الملايين من البشر، إنه ينبغي الحذر بشدة من فيروس كورونا المستجد.


وأضاف في حديث لصحيفة "إل منودو" الإسبانية، "لا أريد أن يتكرر ذلك الأمر - الوباء -  لقد أزهقت الإنفلونزا الإسبانية حياة الكثيرين".

إقرأ ايضا :

ولا يزال الرجل الطاعن في السن يتذكر تفاصيل الإصابة، قائلًا إنه الوحيد بين أشقائه السبعة الذي أصيب بالفيروس في خريف 1918.

ووفق "سكاي نيوز" يروي عن تلك المرحلة "عندما أستيقظ كنت بالكاد استطيع المشي، وكان عليّ أن أزحف على يدي وركبتي"، من شدة الألم.

وأصابت بينيا الحمى الشديدة، وهي أبرز أعراض الإنفلونزا الإسبانية، التي أصابت ثلث البشر الذين كانوا يعيشون في ذلك الزمان.

ولم يتعافَ إلا بعد أن اتبع وصفة طبيب تقوم على النباتات، بعضها أعشاب بحرية.

وعاشت مدينة خوسيه (لوركا) أوضاعًا صعبة، إذ كانت الجنائز تشق طريقها بصورة يومية نحو المقبرة.

ويقدر بأن 500 شخص من بلدة المعمر الإسباني توفوا من جراء الإنفلونزا الإسبانية، وكانوا يشكلون ربع سكان البلدة في ذلك الزمن البالغ نحو ألفي شخص.


والآن، وبعد مرور 100 عام يجد خوسيه نفسه أمام تجربة الإنفلونزا الإسبانية، لكن تحت اسم "فيروس كورونا".


وتقول ابنته "إنه يعرف بالضبط ما يحدث مع فيروس كورونا، بعدما عاش تجربة مماثلة"، مشيرة إلى أنه "يخشى أن يحدث لبلده مع كورونا ما حدث قبل قرن من الزمان، على الرغم من أننا نعيش في أوقات مختلفة للغاية".


وإسبانيا واحدة من أكثر الدول الأوروبية تضررًا من جراء فيروس كورونا، إذ بلغت فيها الإصابات نحو 30 ألفًا وأكثر من 1800 وفاة.


وانتشر فيروس الإنفلونزا الإسبانية عام 1918، في الأشهر الأخيرة من الحرب العالمية الأولى.


وتختلف التقديرات للعدد الدقيق لوفيات تلك الإنفلونزا، لكن يعتقد بعض المؤرخين أنها قتلت نحو 50 مليون إنسان على الأقل، كما أصابت 500 مليون شخص أو ما يعادل ثلث سكان الكرة الأرضية آنذاك.


وكانت إسبانيا من أول الدول التي تم فيها تسجيل وفيات بالفيروس، لكن مؤرخين يعتبرون أن الأمر يعود إلى الرقابة العسكرية المفروضة في البلدان الأخرى.


وأشار مؤرخون إلى أن مدريد كانت محايدة أثناء الحرب ولم تفرض رقابة على صحافتها، لذا ساد الاعتقاد بأنها "الإنفلونزا الإسبانية".