الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خرافات كورونا.. كتاب آخر الزمان وشعرة الشفاء.. وادعاء ذكر الفيروس بالقرآن

شعرة في المصحف  كتاب
شعرة في المصحف كتاب اخر الزمان فيروس كورونا بالقرآن

انتشرت في الآونة الأخيرة منشورات على مواقعِ التَّواصل الاجتماعي تُفسِّر آياتِ القرآن الكريم بشكلٍ خاطيءٍ؛ لا سِيَّما آيات سُورة المُدَّثر، التي زعم البعض أنها تحدثت عن فيروس كورونا المستجد، وكذلك روج البعض لكتاب اسمه "آخر الزمان" زاعمين أنه توقع الأحداث التي نعيشها الآن، واخترع آخرون علاجًا وهميًا لفيروس كورونا بأن من وجد شعرة في سورة البقرة يضعها في ماء ويشرب منه يُشفى ويُحصن من كورونا.. وهذه الأمور خرافات ما أنزل الله تعالى بها من سلطان.

اقرأ أيضا:

أولًا: سورة المدثر
قال مركزُ الأزهر العالميُّ للفتوى الإلكترونية، إن فيروس كورونا لم يذكر في القرآن في سورة المدثر، كما زعمت منشوراتٍ على مواقعِ التَّواصل الاجتماعي تُفسِّر آياتِ القرآن الكريم بشكلٍ خاطئٍ.


وأوضح "الأزهر" في بيان له، أنه رَبَطتْ التفسيرات الخاطئة لآيات سُورة المُدَّثر، بِما يَشهده العَالَم الآن مِن جَائِحةِ فيروس كُورُونا المُستَجَد (كوفيد - 19)، مؤكدًا أنَّ تحميلَ آيات القُرآن الكريم ما لا تَحتَمِله مِن دلالاتٍ فاسدةٍ، وتفسيراتٍ مَغلُوطة لا مُستندَ لها من علمٍ أو لغةٍ أمرٌ مُحَرَّمٌ شَرْعًا؛ لِمَا فيه من التَّقَوُّل والافتِرَاء على الله سُبحانه.

وتابع: وقد حَذَّرَ الحقُّ سُبحانه مِن القَولِ عليه بغير علمٍ، وسَمَّاه كَذِبًا، وجَعلَه مِن أعظم الفَواحِش؛ فقال: "قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ" [الأعراف: 33]، وقال سُبحانَه أيضًا: "قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ" [يونس:69].

وألمح إلى أن تفسير القرآنِ الكريمِ علمٌ ينبغي ألَّا يَنْزِلَ ميدانَه، أو يخُوضَ غِمَاره إلَّا عالمٌ مُتضلِّع من عُلوم الشَّريعة وآدابها، مُتمكِّن من آلاتِها وأدواتِها، ومُضطلِعٌ بسَنَنِ أهل العلم في تفسير القرآن العظيم؛ لِمَا له من مَكانَة عَلِيِّة، وحُرْمَةٍ جَلِيَّة؛ فأهلُه هم المُعيِّنينَ لمُرادِ الله مِن كَلَامِه، المُبيِّنينَ لحَلالِه وحرامِه.


وواصل: لذا؛ اشتدَّ نكيرُ النَّبيِّ ﷺ، والصَّحابةِ والعُلماءِ مِن بعده عَلى مَن يُفسِّرون القرآنَ بآرائهم المُجرَّدةِ؛ دُون استنادٍ إلى دليلٍ شرعيٍّ مُعتبَرٍ، أو احتكامٍ إلى وَجْهٍ لُغَويٍّ مُعتَمَدٍ، فقال ﷺ: «مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِهِ أَوْ بِمَا لَا يَعْلَمُ؛ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [أخرجه التِّرمذيُّ وحسَّنه]، وقال الحَافِظُ ابنُ كَثيرٍ رحمه الله: «فأمَّا تفسيرُ القُرآنِ بمُجرَّدِ الرَّأي فحَرامٌ» [تفسير ابن كثير ( 1/11)].

وحذّر مركزُ الأزهر العالميُّ للفتوى الإلكترونية مِن تَدَاول هذه المنشوراتِ وأمثالَها؛ لِمَا في نشْرها مِن ترويجٍ للكَذِب والإفْك، ومُعاونةٍ على الشَّرِّ والإثم؛ والله سُبحانه وتعالى يقول: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" [سورة المائدة: 2].

اقرأ أيضًا: 

ثانيًا: شعرة الشفاء
نبهت دار الإفتاء المصرية، على بعض الخرافات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تزعم أن من يجد شعرة في المصحف في سورة البقرة يضعها في الماء ويشربها فهي شفاء من فيروس كورونا.

وذكرت دار الإفتاء، أن هذا الأمر من الخرافات وعلى كل مواطن أن يتبع التعليمات الصحية الموضحة من وزارة الصحة وأن لا يلتفت إلى مثل هذه الخرافات.

ثالثًا: كتاب آخر الزمان
روج البعض خرافة تزعم أن كتابا اسمه آخر الزمان لكاتب اسمه إبراهيم بن سالوقيه كتب هذا الكتاب عام 463 مكتوب فيه: "حتى إذا تساوى الرقمان (20=20)، وتفشى مرض الزمان، منع الحجيج، واختفى الضجيج، واجتاح الجراد، وتعب العباد، ومات ملك الروم، من مرضه الزؤوم، وخاف الأخ من أخيه، وكسدت الأسواق، وارتفعت الأثمان، فارتقبوا شهر مارس، زلزال يهد الأساس، يموت ثلث الناس، ويشيب الطفل منه الرأس، وفى آخر الكلام اختتمت بجملة وهي "كتاب أخبار الزمان صفحة 365".

وشدد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، على أن هذا الكلام لاصحة له ولايوجد كاتب بهذا الاسم بنسب له هذا الكتاب المزعوم، وهو من العبث الذي يمارسه البعض هذه الأيام على مواقع التواصل،هداهم الله، مطاالبًا بعدم الالتفات إلى هذا التخريف.

وأكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، أنه اعتاد البعض ربط الكوارث والأزمات التي تصيب الناس بالقرآن الكريم وآياته فيحددون آيات بعينها ويفسرونها على أنها نبهت على الحدث ووقته ومكان وقوعه، فعلوها من قبل عند وقوع أحداث ١١ سبتمبر، فألصقوا بالقرآن ماهو منه بُراء وأضروا بديننا ضررًا بالغًا.

وأضاف "شومان" في تصريح له، أن تصويرهم لحادث إرهابي على أنه توجيه قرآني إضرار بالغ بديننا وهم يحسبون أنهم ينتصرون له، ولذا كان هذا الربط خير داعم لمن يتهمون الإسلام والمسلمين وكتابهم الكريم بالعنصرية والإرهاب، وفي خضم هلع الناس وترقبهم للابتلاء الجديد كورونا يربطون بينه وبين سورة المدثر ويبشرون الناس بأنه لن يبقي ولن يذر.

ولفت إلى أن كل هذا افتراء على الله وعلى كتابه وتحميل للإسلام وكتابه مايحدث في دول العالم الآن ظلما وجهلا وعدوانا، منوهًا بأن ما يقع ابتلاء يقع من آن إلى آخر لله حكمة فيه.

ووجه رسالة قائلًا: "علينا أن نتعامل معها حسب توحيهات شرعنا وتعاليمه، ولانبادر بالعبث الضار بكتاب ربنا وشريعتنا الغراء، فياهولاء لاتفتروا على كتاب الله، واتركوا هذه السفسطات والجدل الأجوف والتخمين، وانشغلوا بالتضرع إلى الله وتقديم التصح والوقائي، والتحذير من الاحتكار والاستغلال لحاجة الناس، وتوبوا إلى الله قبل فوات الآوان".