الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. غادة حمادة تكتب: الدعايات الغربية

صدى البلد

بعد انضمام فرنسا الي إنجلترا وأمريكا للهجوم علي الصين... وخروج اتهامات رسمية وغير رسمية بنظام تلقيح الجتت والبحث عن الشماعات لتعليق الفشل... بتهمة غير مثبتة بتسريب فيروس مخلق من معامل أوهان...

بل وانضمام طبيب عالمي حاصل علي نوبل ليعلن بأن الجينوم الخاص بفيروس كورونا لديه بعض صفات مرض فقدان المناعة... وكأن فيروس فقدان المناعة كان مخلق معمليا.

بل اتجهوا في الاتهامات وعلي لسان ماكرون باعتبار ان الانظمة الديكتاتورية التي تمنع الشفافية في تداول المعلومات يجب أن تقف في قفص الاتهام لتحاكمها الأنظمة المسماة بالديمقراطية التي تتبني الحق والعدل في تبادل الأخبار والحقائق.

وتخطي ترامب كل الحدود فاتهم منظمة الصحة العالمية بالانحياز إلى الصين... وتسيس عمل منظمة ليس لها ناقة ولاجمل في الانحياز إلى هذا او تلك... بل وعلق تمويله للمنظمة من باب العقاب والبلطجة الدولية... لمجرد انها لا توافقه في اتهام الصين بما يبرر فشله... وهاجم بشراسة أحد رجال فريقه العلمي حين لمحي بتأخره في عمل الإجراءات الاحترازية.

وتمادوا في الاتهامات وممكن أقول الاستعباط بأن الصين الان تحاول ان تقدم نفسها كبديل لأمريكا وأوروبا كالصديق الوفي المتعاون... وكأن هناك جريمة تطال الصين بتقديمها المساعدات للدول التي طالما ادعت الإنسانية والترابط ولكنها مع الأزمة تتعامل فيما بينها بمفهوم الغاب في اتحادات ستنهار في المستقبل القريب.

مايدعيه من يسمون أنفسهم انظمة ديمقراطية... هو محض تبرير سخيف... لخيبتهم الثقيلة في عدم الجاهزية وتاخرهم في اتخاذ الخطوات الاحترازية المسبقة كدول كبري بإمكانيات كبري لمواجهة الفيروس... فوقفوا يهلفطون امام الناخبين... ويحاولون الآن تبييض وجوههم التي إسودت علي امل إعادة انتخابهم مرة تانية.

من منا في أواخر ديسمبر واوائل يناير لم يكن يعرف ان هناك فيروس غريب ومعدي يشبه الانفلوانزا يسبب مشاكل تنفسية تصل للفشل التنفسي والموت بدات تنتشر في الصين...

فهل ترامب وماكرون وجونسون ليس لديهم قنوات إخبارية... هل خفي عنهم ابسط المعلومات عن المرض... التي يعرفها المواطن البسيط عندنا... انه مرض ينقل بالزاز او الهواء ويلزمه ماسكات ومطهرات واجهزة تنفس وحماية لكبار السن وذوي الامراض المناعية والمزمنة واجراءات احترازية لمنع التجمعات

الم تصلهم فيديوهات للمواطنين الصينين وهم يموتون في الشوارع... الم يعلموا بالفرض الالزامي علي الصينين بإرتداء الكمامات... الم يعلموا بالحظر التام والبقاء في المنازل لمدة 76 يوما وإيقاف كافة الانشطة الاجتماعية والسفر والتنقل الذي فرضت علي اوهان وماحولها... الم يروا المستشفيات الميدانية التي اعدت في ايام معدودة لاستيعاب آلاف الحالات... الم يتابعوا قيامهم بتطهير الشوارع والمنشآت وتقصي المصابين والمخالطين

من الذي وقف بمنتهي الغرور والعنجهية يتكلم عن كوفيد19 مسميا اياه بالفيروس الصيني... فاعتقدنا جميعا انه لايصيب الا الشعوب ذات العادات الغذائية السيئة

من الذي وقف بمنتهي الجليطة... وقال ان وفيات الحوادث والسرطان والسكر والضغط والانفلوانزا الموسمية اكتر من كوفيد 19... ونحن اقتصاد قوي ودولة عظمي ولايمكن إيقاف عجلة الانتاج

من الذي سمح باقامة مباريات كوروية يحضرها عشرات الآلاف وعشرات التجمعات الإجتماعية في دول اوروبا وقت ذروة انتشار الفيروس بالصين بل ومع بداية تسجيل بعض الحالات لديهم

هل كان سيرضيهم ان تكون حالات الاصابة في الصين مئات الالاف والوفيات بعشرات الالاف... حتي تتساوي الكفة... فلايقفوا اليوم خجلي من تضاعف الارقام لديهم دون غيرهم... وبالبلدي عشان تبقي خيبتهم السبت والحد وخيبة الصين ماوردتش علي حد

الا يخجل هذا العالم المسمي بالديمقراطي انهم وقفوا يتفرجون علي الصين وهي تطحن... ويحملون العدادات ليعدوا الحالات والاموات ويمصمصون الشفاة... ولم نجد دولة كبري عرضت المساعدة او حتي ارسال نخبة من علماءها وأطباءها حتي من باب الإنسانية

أين اقمارهم الصناعية وطوابير مخابراتهم وتسجيلاتهم وتجسسهم... اين مصانعهم الجبارة لتحضير انفسهم للخطر القادم وتوفير الامن الصحي والغذائي لشعوبهم... أين علماءهم لوضع خطة تسلسلية محكمة لكل الاحتمالات لمراحل انتشار الوباء... اين جمعيات حقوق الانسان ليضعوا خطط لحماية كبار السن وذوي القدرات الخاصة وساكني الاماكن المزدحمة والفقيرة والمهملة التي يقطنها مواطنين الدرجة الثانية والثالثة

فشل امريكا وبعض دول اوروبا غير مفهوم وغير مبرر وسيدرس في الكتب... في كيفية ان يكون النظام فقاعة دعائية... ليس فقط فقاعة دعائية امام العالم ولكن فقاعة دعائية امام شعوبهم المسكينة...

انظمة اتمني شعوبهم ان يحاكموهم جنائيا... فالموت يحصد احباءهم وحكوماتهم تقف عاجزة ومتخبطة لتقديم الحلول... وتبحث عن تعليق المسؤلية علي الآخرين... وليس لديها الشجاعة بالاعتراف بالاخطاء وهي من تخلت عن كبار السن وذوي الامراض المزمنة وقصرت في حماية دور رعاية المسنين واختارت طواعية عدم اولوية تقديم العلاج لهم... 

واليوم الصين لسبب إنساني او لأي سبب آخر... ومع ان كل العالم وقف يتفرج عليهم في مصيبتهم... تساعد الدول المنهارة بخبراءها ليتخطوا الازمة بل وارسلت مساعدات طبية لهم ولامريكا نفسها... لتتهم الآن بانها تصطاد في الماء العكر وتقدم نفسها كبديل لقوي عالمية كبري

ماحدث اصبح درسا للجميع... فليس دائما الديمقراطية هي الحل... وليس دائما تداول الشعارات المغلفة بالانسانية ونبذ العنصرية هو الحقيقة... حين تقف تلك الانظمة في قفص الاتهام بتهمة النفاق الإنساني والسياسي.