مغسل موتى كورونا بمستشفى النجيلة: لم أر أسرتي منذ 70 يوما وعلى الجميع التزام منازلهم

رجل من أبناء البادية بمطروح يعمل وكيل التمريض بمستشفى العزل بالتجربة إلا أنه مع وجود حالات وفاة بالمستشفى من مرضى فيروس كورونا  بادر بألا يترك الجثث بدون تغسيل وقرر أن يقوم هو بتغسيلهم وتكفينهم ابتغاء وجه الله.

قال هيبة " إنني اتخذت  قرار بتغسيل الموتى المصابين بكورونا ليس إلا ابتغاء للثواب من الله خاصة أن طبيعة الوفاة تجعل الجميع يمتنعون من  لمسهم لهذا قررت أن أغسلهم وأكفنهم خاصة وأنهم بعيدون عن أسرتهم"، موضحا انه كان خائفا في بداية الأمر ولكنه استعان بالله وفكر في هؤلاء الأشخاص ليس لديهم  أحد من أقاربهم بالإضافة إلى طبيعة الوفاة تجعل الجميع يمتنعون من لمسهم لهذا قرر تغسيلهم وتكفينهم ابتغاء وجه الله   بعد وفاة أول حالة لمسن من محافظة الإسكندرية. 

وأضاف هيبة فور وفاة أي حالة كورونا في أي قسم بالمستشفى يتم وضع المتوفى داخل كيس بلاستيك أسود بسوستة بملابسه ويتم إغلاق السوستة ويتم نقله إلى مكان تغسيل المتوفين وخلع الكيس والملابس ويتم تغسيله غسلا كاملا ثم تكفينه ووضعه داخل كيس بلاستيك معقم ومحكم الغلق طبقا لتعليمات وزارة الصحة بمطروح ثم يتم وضعه داخل تابوت من الخشب صنع خصيصا لوفيات كورونا. 

وتابع هيبة قائلا "لقد حضرت أكثر من غسل موتي ولكن لم أقم بتغسيل المتوفين قبل ذلك منفردا ولكن عندما حدثت أول حالة وفاة بالمستشفى لم يكن هناك  من يقوم بتغسيل المتوفين لذلك قررت ان أقوم بتغسيل المتوفين من مرضي فيروس كورونا تقربا  لله"، موضحا انه قال بعد حدوث اول حالة وفاة بالمستشفى بسبب كورونا قررت أن اقوم بتغسيل الميت وتواصلت مع أحد المشايخ المشهود لهم بالثقة من مطروح عن كيفية تغسيل المتوفين من مرضي فيروس كورونا والذي أكد أنه يجب أن يتم تغسيل المتوفى غسل كامل ولكن إذا كان هناك تخوف من مرض أو عدوى فيمكن أن يتم الاكتفاء برش الماء على الجثة ولكنني بعد تفكير قررت أن يكون الغسل كاملا بعد أخذ كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة.

وأشار هيبة إلى أن إجمالي الأشخاص الذين  تم تغسيلهم وتكفينهم حتى الآن حالتين من الإسكندرية بسبب كورونا بمستشفى العزل بالنجيلة أحدهم يبلغ من العمر 72 عاما والآخر 61 عاما وذلك بمساعدة أحد العاملين ويدعى حمزة  بالإضافة إلى أحد أفراد الوقاية بالمستشفى.

وتابع أنه لم يخبر أهله بقيامه بتغسيل المتوفين ولكن بعد أول حالة أخبرهم وتخوفوا من ذلك ولكنهم تفهموا موقفه وأسباب  قيامي بذلك ورحبوا بذلك موضحا أنه لديه ثلاثة من الأبناء أكبرهم رحاب 17 عاما ثم عبد الرحمن 14 عاما وأخيرا عمر 10 سنوات.

وأضاف هيبة أنه لم ينزل إجازة ويرى أبناءه منذ أكثر من 70 يوما منذ أن تحول مستشفى النجيلة لعزل صحي ويكتفي بالاتصال عليهم تليفونيا  للاطمئنان عليهم، مشيرا إلى أنه يتم اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة كما يتم التحليل لجميع الأطقم الطبية بالمستشفى بصورة دورية للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس. 

قال هيبة إن جميع العاملين بمستشفى العزل بالنجيلة وعلى رأسهم الدكتور محمد علي مدير المستشفى يبذلون مجهودا كبيرا جدا لرعاية المرضى تاركين منازلهم وأسرهم منذ بداية اللازمة وعلي جميع المواطنين أن يلتزموا بقرارات الدولة الاحترازية والبقاء بالمنزل وعدم الاختلاط حتي يتم الانتهاء من هذه الكبوة التي يجب أن يتكاتف الجميع للخروج منها.