يملك العقل العربي قدرة خارقة على تحويل كل شئ إلى وصمة عار وآخر إبداعاته اعتبار الإصابة بفيروس كورونا عيبا وإلحاق المصاب بوصمه قد ترافقه حتى بعد استعادة عافيته وربما حتى بعد إنتهاء الأزمه العالميه. إذ نشهد هذه الوصمة فى معظم الدول العربية، فنرى المصابين يُنبذون اجتماعيا باعتبارهم "خاطفى أرواح" وهنا يبدو أننا أمام جائحتين: الأولى "جائحة كورونا" والثانية "الجهل" الذى لا يقدر حجم هذا الوباء إذ لا يسلم الفيروس من معتقدات المجتمع البالية.
من يصاب بفيروس كورونا ليس مجرما وليس عاله على المجتمع ولا يستحق أى شكل من أشكال الإساءه او الأذى بل العكس تماما, يستحق المصابين منا جميعا الدعم المعنوي والنفسي خاصة ان المصاب يمر بفترة مرضه معزولا لوحده سواء فى منزله أو بالمستشفى إن لزم الأمر.
العامل النفسي كما يعلم الجميع من أهم عوامل هزيمة أى مرض كان وليس فقط فيروس كورونا المستجد.
هذه مسؤؤليتنا جميعا، لأن الإصابه بكورونا ليست عارا ولا عيبا ولا يحق لأحد أن يعامل بالإساءة بسبب مرضه، كما أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الجسدية لمواصلة الحياة.
دعونا نجتمع لمرة واحدة تحت راية الإنسانية بعيدا عن الصراع السياسي والطائفي، المرض لا يعرف دينا ولا لونا، فارحموا مصابي فيروس كورونا ودعونا نتحد سويا ونواجه هذه الأزمة بالوحدة والأمل كى نعبر جميعا إلى بر الأمان.
نخوض حربا فيها المرض من أمامنا والجهل من خلفنا وقلة الحيلة عن يميننا والموت عن يسارنا, فتواصوا بالصبر والرحمة فيما بينكم.