آثار كفر الشيخ تدخل متحف الإهمال

متحف الآثار الإقليمي بمحافظة كفر الشيخ ، مبنى تم تشييده داخل حديقة صنعاء بمدينة كفر الشيخ منذ ما يقرب من 7 سنوات، و تم إنفاق أكثر من25 مليون جنيه على بنائه ولم يتبق سوى استكمال التشطيبات النهائية والتشغيل ، لتنتظر آلاف القطع الأثرية والمكدسة مخازن هيئة الآثار منذ زمن بعيد افتتاح هذا المتحف ، خاصة أن محافظة كفر الشيخ تعد من أهم محافظات الوجه البحري من الناحية الأثرية والتاريخية .
كانت كفر الشيخ عاصمة للوجه البحري في عصور ما قبل التاريخ " بوتو القديمة " والتي تشغل أطلالها مساحة 176 فدان وتعرف بـ " تل الفراعين " في مركز دسوق ، وتمتلك المحافظة العديد من التلال الأثرية بمساحة قدرها 2000 فدان ، كما أن هناك أهمية أثرية لتل الفراعين الموجود بالمحافظة نظرا لوجود تمثال الملك رمسيس الثاني ممسكا بيده اليسرى العصا المقدسة وله تمثال آخر من الجرانيت ،وتمثال " سيخمت " وإحدى زوجاته وحمام المعبد المقدس، وتمثالان على هيئة أبو الهول من البازلت يعودان إلى الأسرة التاسعة والعشرون الفرعونية الموجودين في العراء ، من دون أدنى معايير الحفاظ على تلك القطع الأثرية النادرة .
كل تلك الآثار معرضة للخطر بسبب عوامل التعرية والأمطار والرطوبة والعوامل المناخية والجغرافية المختلفة ،وكذلك المحاولات غير القانونية للتنقيب عن الآثار وتعرضها للسرقة ، وكانت أجهزة الأمن قد أحبطت عدة محاولات للتنقيب عن الآثار في منطقة تل الفراعين خاصة خلال فترة الانفلات الأمني التي أعقبت ثورة 25 يناير .
المثير للسخرية أن محافظ كفر الشيخ السابق صلاح سلامة استغل المتحف وحوله إلى قاعة لإقامة السهرات والأفراح ، بدعوى أن تستفيد المحافظة من الدخل لحين انتهاء المجلس الأعلى للآثار من افتتاحه وتشغيله ، وتسبب ذلك في حدوث جدل كبير وقتها ، واستمر استغلال المتحف بهذه الصورة فترة طويلة ، حتى ألغي تأجيره في عهد المحافظ الحالي المهندس احمد عابدين ، وتسلمته هيئة الآثار ولكن لم يتم تنفيذ المتبقي من الإصلاحات حتى الآن .