الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ولد في الأندلس ودفن في بني سويف.. قصة السلطان شمردل الذي يتردد عليه المحبون من كل البلاد

قبر السلطان شمردل
قبر السلطان شمردل في بني سويف

يقع مسجد ومقام  سيدي الشيخ السلطان شمردل أبو على في ميدان  "القصبة " قلب مدينة الفشن جنوب محافظة بني سويف، وتحديدًا في ميدان يسمى باسمه وهو الأشهر قاطبة، حيث يوجد مسجد ومقام العارف بالله الشيخ شمردل أبو علي أو كما يطلق عليه البعض" السلطان" شمردل أبو علي والذي يرتاده المصلون والمحبون له ليس فقط من مركز ومدينة  الفشن فحسب  بل أيضا من جميع محافظات الجمهورية خاصة في أيام "الأعمار" والتي تتواكب مع المولد النبوي الشريف.

ويفصل بين مقام سيدي شمردل أبوعلي وبين ساحة المسجد المحيط به، باب خشبي صغير يغلقه إمام المسجد عند كل صلاة.

وللمقام ثلاثة أبواب أحدها يطل علي الناحية الشرقية للمدينة "علي ميدان القصبة" والآخر من الناحية البحرية والثالث من ناحية الغرب والذي يربط المقام بساحة المسجد الذي تقام فيه سنويا المسابقات والأمسيات الدينية وحلقات الذكر ودروس حفظ القرآن الكريم كما ان بالمسجد لجنة للزكاة تقوم علي خدمة المجتمع المحيط.

اقرأ أيضا: 

وكانت ولادة الشيخ شمردل في نهاية خلافة " احمد المستظهر بالله " الخليفة الثامن والعشرين من خلفاء بني العباس في بغداد وعاصر الشيخ شمردل أبوعلي الخلفاء " فضل المسترشد بالله"، "والمنصور الراشد" ، ومحمد المتقفي لأمر الله" ، "ويوسف المستنجد بالله" ، وحسن المستضىء بأمر الله"  وأحمد الناصر لدين الله " ومحمد الظاهر بأمر الله". 

وبدأ السلطان شمردل ابو علي دعوته إلى الله في حوالي عام 1119 في مصر الوسطي، ثم بدأ سيدي عبد الرحيم القنائي دعوته إلي الله عام 1160 في مصر العليا، وفي العراق كان سيدي أحمد الرفاعي.

والشيخ شمردل ابوعلي هو سيدي العارف بالله "السلطان علي شمردل بن محمد بن ادريس بن محمد المغازي " وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهم جميعا ولقب بالسلطان لما بلغه من سمو ورفعه لدي معاصريه، ونعته "شمردل" بمعني القوي السريع والفتي الحسن الخلق.

وهو مولود  في قرطبة من بلاد الأندلس في ليلة الاثنين عام 512 هجرية 1119 ميلادية وحفظ السلطان "أبو علي"  القرآن الكريم في سن مبكرة وفي عام 524 هجرية 1129 ميلادية تحركت أسرته الأب "محمد " والأم "طاهرة" الي المغرب واستقرت فيها إلي أن أتم الأبناء علي ومحمد دراستهما للعلوم الشرعية والعربية , وتبحرا فيها ودرسا أصول الفقه، والفقه المالكي والحديث واجادا الفروسية وآدابها ثم تحركت الأسرة عام 539 هجرية 1114 ميلادية الي الحجاز قاصدة الحج وبعد قضاء 4 أعوام بالحجاز سافرت الأسرة الي مصر عن طريق البحر الأحمر خاصة بعد عمل الأب والابن الأكبر لعلي "محمد" في التجاره وتفرغ "علي" للدعوة.

وكذلك سلكت الأسرة طريق القصير وركبت النيل ثم نزلت الي الشاطئ المواجهة لمكان قرية الفنت الشرقية " الكبيرة" جنوب مدينة الفشن واستقرت عدة أيام هناك ثم تحركت شمالا إلي مدينة الفشن وذلك نهاية شهر شعبان عام 544 هجرية 1150 ميلادية واستقرت الأسرة في الفشن تعمل في التجارة ونشر العلم إلي أن انتقل "ابوعلي" الي رحمه الله تعالي عام 630 هجرية 1233 ميلادية عن عمر يناهز 108 أعوام وبذلك يكون قضى معظم عمره في الفشن - 85 عاما قضاها من عمره في مدينة الفشن ودفن فيها.

وكانت وفاته في ليلة القدر وقد سبقه والداه وزوجته "رقية" وابناه "عبد الله"،"وفاطمة الزهراء " إلي رحمة الله ثم لحق بهم وتم دفنه بالقرب من مرقدهم في قلب مدينة الفشن وأوصي بالدفن بجواره بعض الأمراء والعلماء ثم تحولت الزاوية التي دفن فيها إلى مسجد كبير يقع إلى غرب المدفن، وقام بتشييده وتوسعته رجل البر والتقوي احمد باشا طاهر عام 1832 ميلادية.