الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإنسانية أولا وأخيرا.. فريق متطوع لتغسيل ضحايا كورونا في الأقصر

فريق متطوع لتغسيل
فريق متطوع لتغسيل ضحايا كورونا في الأقصر

في الوقت الذي يهرب فيه الجميع من مواجهة الفيروس اللعين "كورونا" نجد شخصًا قد تطوع لله في تجهيز موتى الفيروس اللعين إلى مثواهم الأخير.


في جنوب الأقصر بمركز أرمنت تجد "علي عبود القرعانى" مدرس الدراسات الاجتماعية بإحدى المدارس بالقرية هو الشخص الذي ذاع صيته هذه الأيام باعماله الخيرية وحبه لمساعدة الناس والذى تتطوع مؤخرا لتجهيز وتغسيل ضحايا فيروس كورونا "كوفيد – 19" فى الوقت الذي رفض فيه جميع المغسلين ذلك، وكون مجموعة من المتطوعين لمشاركته هذا العمل الخيرى، تحت مبادرة بعنوان "إكرام ضحايا فيروس كورونا بالأقصر –تغسيل – صلاة – دفن".


يقول "عبود" إنه فى العقد الخامس من عمره ولد بمركز أرمنت تطوع منذ 20 عاما لتغسيل وتجهيز الموتى بقريته وعند انتشار فيروس كورونا اللعين ومع رفض جميع المغسلين تغسيل ضحايا هذا الفيروس كان من واجبي أن أتطوع بتغسيل وتجهيز هؤلاء الموتى لأنهم هم شهداء هذا المرض اللعين.


وأضاف أن البداية كانت بكتابتى منشورا على صفحة التواصل الاجتماعى فيسبوك الخاص بي قلت فيها: "رسالة إلى أهل الأقصر، أي إنسان يموت لا قدر الله بالكورونا أقسم بالله على استعداد أن أغسله وأدفنه ولو لوحدي"، والرسالة لاقت انتشارا واسعه عبر رواد السوشيال ميديا ووجدت تضامنا مع عدد كبير من المتطوعين.


وأوضح أن أول الحالات التى قمت بتغسيلها كانت يوم السابع عشر من أبريل الماضي حيث تلقيت اتصالا هاتفيا من أسرة المتوفي وعلى الفور توجهت إلى مستشفى حميات الأقصر على الرغم من أننى لم أكن وقتها ارتدى بذلة وقائية، فقط ارتدى كمامة بدائية وقفازا وكان برفقتى وقتها صديقي المهندس "محمد توفيق" 52 عاما الذى أبدى مساعدته فى المشاركة فى هذا العمل الخير.


وتابع "عبود" حديثه بأن قد كون مبادرة تحت عنوان "إكرام ضحايا فيروس كورونا بالأقصر" بمشاركة الاستاذ إلهام طايع وخمسين متطوع، حيث تقوم "أم إسلام" رئيسة السيدات المتطوعات لتغسيل الموتى من النساء، وهناك أيضا مشاركة من الإخوة الأقباط على رأسهم الأستاذ "صموئيل فؤاد" لتغسيل ضحايا الفيروس من الأقباط.


وكشف "عبود" عن أصعب المواقف التى تعرض لها خلال فترة تغسيله لموتى فيروس كورونا منها بعد تغسيل أول شخص وعند وصولهم إلى مقابر أسرة المتوفي لم نجد التربي "الفحار" لخوفة من انتقال العدوى من الموتى له حيث قام "التربي" بفتح المقبرة وهرب وانتظرنا كثيرا أن يأتى وبدأت الأحاديث الجانبية ترتفع وخوف بعض الأهالى من انتقال العدوى لهم وهنا قررت أن أقوم بنفسي بدفن المتوفي داخل مقبرته.


ومن المواقف الأخرى الصعبة، بعد وفاة سيدة فى مقتبل العمر وبعد تجهيزها من مستشفى عزل إسنا وتوجهنا بها إلى المقابر لدفنها رفض الأهالى نزول النعش من سيارة الإسعاف بالمقابر لإقامة صلاة الجنازة عليها وأصروا بأن تتم الصلاة والنعش داخل سيارة الإسعاف وبعد انتهاء الصلاة تم إنزالها إلى مقبرتها.


وعن كيفية تغسيل موتى ضحايا كورونا يقول "عبود" إنه فقط يقوم بتطهير فم وأنف المتوفي بالكحول، تحسبًا لخروج أي سوائل منهما، ونبدأ بتغسيله بالطريقة الشرعية المعروفة ونقوم بتكفينه ووضع قطن طبي فى مناطق الإخراج للمتوفي، مشيرا إلى أن مديرية الصحة قامت مؤخرا بعمل تدريب للفريق وإمدادهم بالبذلات الواقية، وتعليمهم كيفية التعامل مع المتوفي من الفيروس وضرورة تطهير منطقتي الإخراج "الفم والأنف"، تحسبًا لخروج سوائل.


ووجه "عبود" رسالة إلى الأهالى والمغسلين، بأنه منذ بداية تغسيل أول شخص من ضحايا كورونا، دون لبس بذلة واقية، وحتى الآن لم تظهر عليه أي أعراض للمرض، بالإضافة إلى أسرته سواء الأطفال أو والدته المسنة، مؤكدا عدم انتقال المرض من الشخص المتوفي، مشيرا إلى أن زوجته هى أكثر الأشخاص تشجيعا له على هذا العمل الخير دون خوفهم منى لنقل الفيروس لهم.