الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي ناصر اليافعي يكتب: كيف تُعالج الفيروسات؟ (1)

صدى البلد


الفيروسات viruses هي جسيمات او عوامل معدية   infectious gents متناهية الصغر فحجمها يقاس بالنانوميتر ويتراوح احجام الفيروسات ذات الاهمية الطبية والتي تصيب الانسان من 20 نانومتر الى 300 نانوميتر, حيث ان حجم اكبر انواع الفيروسات مثل فيروسات الجدري Poxviruses قد يكون تقريبا مساويا لحجم اصغر انواع البكتيريا وهي المفطورة Mycoplasma .


 ان معالجة الامراض الفيروسية هي من اصعب واعقد العمليات وذلك لبساطة تركيب الفيروسات, حيث تتركب من جينوم genome (كرموسوم) والذي يكون واحد من هذه الاحماض النووية  nucleic acids, اما الحمض النووي الريبوزي مَنْزُوعُ الأُكْسِجين Deoxyribonucleic acid ويرمز له بالاختصار الدنا DNA او الحمض النووي الريبوزي Ribonucleic acid ويُسمى اختصارًا الرنا RNA ولكن ليس الاثنين معا ويحيط بالجينوم غلاف بروتيني يسمى القُفَيصَة capsid وهو يتكون من وحدات صغيرة تسمى قُسَيماتٌ قُفَيصِيّة capsomeres,كما ان بعض انواع الفيروسات قد تغلف من الخارج بغلاف دهني وسكري envelope بينما هذا الاخير قد لا يوجد في انواع اخرى من الفيروسات. 

ان التغيير المستمر او الطفرات التي تغير من خواص بعض الفيروسات, بالإضافة الى ان الفيروس يمكن ان يتضاعف بشكل كبير خلال فترة الحضانة وقبل ان تظهر العلامات والاعراض على الشخص المصاب ويبدو حينها ذلك الشخص بصحة جيدة ولا يستدعي حينها ذهابه الى الطبيب, علما بان المعالجة المبكرة من شانها ان تقلل مضاعفات المرض, وهذه العوامل بدورها تصعب عملية المعالجة ايضا. 

وان ما يجعل امر معالجة الفيروسات اكثر تعقيدا هو ان الفيروس من الكائنات التي تعيش داخل الخلايا اجباريا, بحيث يحتل خلية الانسان ليعيد انتاج نفسه مئات المرات, فهو ليس لديه القدرة على التكاثر ذاتيا ولكن لابد من وجود خليه تساعده  في عملية التكاثر, وذلك باستخدام انزيمات تلك الخلية الهدف في هذه العملية على الاقل في مراحل تكوينه الاولى, مما يودي الى تدميرها ليعاود نفس الدورة في خلية اخرى وهكذا الى ان يتم علاجه او القضاء عليه من قبل الجهاز المناعي, كما ان بعض انواع الفيروسات قد تمر بمرحلة كامنه latency  يختفي فيها الفيروس في اماكن معينة من جسم الانسان لفترات طويلة ليعاود بعدها الظهور مجددا وخصوصا عندما يضعف الجهاز المناعي لذلك الشخص المصاب. 

وهناك عدد من الفيروسات وبالرغم من ظهورها  منذ اكتشاف المجهر الإلكتروني في ثلاثينيات القرن الماضي وما بعد الا انه لا يوجد لها علاج فعال حتى اللحظة, وان اهم الطرق الفعالة في مكافحة الامراض الفيروسية  والوقاية منها هي معرفة طرق انتشارها وتجنبها او عن طريق ايجاد لقاح لها ولكن هذا الاخير لم يفلح مع الكثير من الفيروسات, وبالرغم ان الجهود العلمية نجحت الى حد كبير في وقف تكاثر بعض انوع الفيروسات, بل وصل الامر الى استئصال انواع اخرى منها مثل فيروس الجدري Smallpox virus. 

كما ان التأكد من خلو الدم من الفيروسات التي تنتقل عن طريق الدم قبل نقله للمريض, وعدم مشاركة الادوات الخاصة مثل ادوات الحلاقة والادوات الشخصية الاخرى قد تساهم الى حدا ما في منع كثير من الامراض الفيروسية, بالإضافة الى ان الفيروسات التي تنتقل عن طريق الجهاز التنفسي او الاستنشاق يمكن تجنب الاصابة بها عن طريق ارتداء الكمامات الواقية مع ترك مسافة كافية بين الاشخاص,  كما ان التعقيم الجيد للأدوات التي تستخدم في العمليات الجراحية وعمليات خلع الاسنان وغيرها من العمليات في المستشفيات وطرق المعالجة الاخرى مثل الحجامة والابر الصينية, قد تساهم في منع انتشار الفيروسات. وتوجد انواع من الفيروسات مثل فيروس الحصبة Measles virus وفيروس النكاف Mumps virus اذا اصيب بهما الشخص وشفي منهما فانه جسمه سيطور مناعة مدى الحياه ولا يمكن ان يصاب بهما مرة اخرى على الاقل حتى وقتنا الحاضر...وللحديث بقية.