الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قارون .. الإفتاء توضح قصته وماذا كان عقاب الله له؟

 قارون.. الإفتاء
قارون.. الإفتاء توضح قصته وماذا كان عقاب الله له؟

قصة قارون من القصص التي ذُكرت في القرآن، لأخذ العبرة والاتعاظ من أحوال أقوام سبقونا، فقد أُورد القرآن الكريم ذكر العديد من الشخصيات، بعضهم وُردت أسماؤهم صراحة وبعضهم جاء ذكرهم إشارة ورمزًا، ومن هؤلاء الشخصيات قارون، وترصد لكم « صدى البلد» جانبًا من سيرته وفق ما ذكرته دار الإفتاء المصرية، عبر بوابتها الإلكترونية الرسمية.

من هو قارون: 

كان قارون من قوم سيدنا موسى -عليه السلام-، وقيل كان ابن عمه، وقد ضرب الله -تعالى- به المثل في عاقبة الجبارين المتكبرين، ذلك أنه تكبرعلى قومه وتعالى عليهم، بعد أن أغناه الله وآتاه من الكنوز ما يثقل على الجمع من الرجال الأشداء الأقوياء حمل مفاتيح خزائنه.

قصة قارون:

لم يكترث لما منحه الله إياه من نعم، وقد حذره قومه من تكبره وفرحه بما هو فيه دون أداء الشكر اللازم على هذه النعم لله -سبحانه وتعالى-، والاستعداد لملاقاة الله وحسابه يوم القيامة؛ قال -تعالى-: «إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ۞ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ»، [القصص: 76-77].

فماذا كان جواب قارون على هذه الدعوة الطيبة التي لا تستهدف نقصان ما عنده أو سعيًا في زواله كما ذكر القرآن الكريم: ﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾، وقد رد الله -سبحانه وتعالى -على هذا الادعاء بقوله: ﴿أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ﴾ [القصص: 78].

اقرأ أيضاً: عقاب الله لـ قارون بعد تفاخره بثروته وكنوزه

قصة قارون كاملة:

لقد فتن قارون جماعة من قومه، غَرهم ما فيه من غنى وبذخٍ، وهذا طبع كثير من النفوس البشرية تتطلع لما في أيدي غيرها، وتسعى أن تُقلِّدَ وتتمثَّل حياة وهيئة من ترى فيه القوة والاستعلاء، وهذا كما يقع في الأشخاص فرادى، يكون منهم جماعات أيضًا، وقد انتبه العلامة ابن خلدون لهذا الطبع الاجتماعي فقال: [إن المغلوب مولعٌ دائمًا بالاقتداء بالغالب]، وهذا التطلع والاقتداء في
الحقيقة لا يصل بالمغلوب إلى نَيْلِ مكانة الغالب ومنزلته، بل إنه يقف عند حدود التقليد
الأعمى الذي يأخذ بالقشور دون استجماع أسباب التقدم والنهوض، فيظل الغالب غالبًا والمغلوب
مغلوبًا حتى يدرك هذا المغلوب ما لديه من إمكانات وقدرات ذاتية تعينه على الأخذ بأسباب
القوة.

ولما كانت قوة قارون اختبارًا من الله تعالى له ولغيره؛ فحين استمر في بغيه وتكبره وتفاخره بما لديه مما منحه الله إياه، جعله الله عبرة لقومه وللعالمين من بعدُ وجعل قصته تُروى في كل وقت وحين في القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ
مِنْ دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ۞ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [القصص: 81-82].

وقد ختم الله عز وجل قصة قارون بقاعدة بليغة يجب على كل مسلمٍ أن يهتدي بها ويستحضرها في سائر أعماله وسعيه في هذه الحياة، ألا وهي قوله تعالى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [القصص: 83].

شاهد أيضاًمدير عام آثار بالفيوم يكشف حقيقة علاقة معبد قارون بالملك الوارد في القرآن 

مال قارون:

الفوز في الآخرة لمن تواضع وخضع لله سبحانه وتعالى ولم يتكبر على عباده، وأن القوَّة المادية التي يحوزها البعض إنما هي متعٌ زائلةٌ مؤقتةٌ، لا تُطلب لذاتها، وإنما تُطلب لتحقيق مراد الله -سبحانه وتعالى- من عباده المؤمنين في عبادة الله وعمارة الأرض ونشر العدل وتحقيق الأمن.



-