الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسامة سليمان يكتب: «كورونا».. و«ابن حميدو»

صدى البلد

ما إن اجتاح العالم فيروس "كورونا"، المستمر حتى الآن، حتى رأينا تجاذب وتراشق الصين وأمريكا يوميا، بإلقاء كل واحدة منهما التهم واللائمة على الأخرى، دون أن تقدما لنا أى دليل مقنع، أو بارقة أمل، بأننا على الطريق الصحيح، وتحديد موعد زمنى لكيفية الخروج من هذا النفق المظلم، الذى دخله العالم أجمع، وتوقفت بسببه حركة الحياة، واكتسى المشهد بالضبابية.

كما تحاول كل دولة أن تسيطر على هذا "الوباء"، بكل السبل، عبر برنامج زمنى خاص بها، من خلال تطبيق الحظر الكامل تارة، والجزئى تارة أخرى، وإجراءات الوقاية والحماية، للحد من تفشى الفيروس.

 وقد أعلن فريق من العلماء الصينيين، مؤخرا، أنهم يعكفون حاليا على تطوير لقاح جديد واعد ضد الفيروس، بمقدوره إيقافه، ويتوقع هؤلاء العلماء أن ينجح هذا الدواء، ليس فقط فى قِصر زمن التعافى من المرض، بل توفير مناعة منه.

 بينما استمر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى مهاجمة الصين، وأكد فى تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى "(تويتر) أن "عدم كفاءة الصين فى إدارة أزمة "الجائحة" تسبب فى قتل عدد كبير من الأشخاص فى العالم"، ووجه عدة اتهامات لها، منها أنها حاولت حجب أدلة عن انتقال الفيروس بين البشر، وضغطت على منظمة الصحة العالمية-، التى وصفها بأنها دمية فى يد الصين- ورفضت مشاركة بيانات وعيِّنات، ولم تسمح بمقابلة علمائها، ودخول منشآتها، وردت الصين، على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها، أن ترامب يهدف إلى "تشويه صورة الصين، والتهرب من مسئولياته المرتبطة بالتزاماته حيال المنظمة".

 وفى ظل هذه الوضعية الدولية من "فيروس" لا يُرى بالعين المجردة؛ نجد أنفسنا فى كوكب آخر يبعد عن المسرح العالمى كبعد الأرض عن الفضاء، كما تجدنا، أيضا، متمسكون بالعادات والموروثات القديمة، المستمرة بلا توقف، من خلال التجهيزات لاستقبال العيد، والبدء فى شراء الكحك، والبسكوت، وملابس العيد، وقد تعددت السلوكيات الفردية والجماعية، لتقع بين الرفض، والانتقاد، والسخرية، من محاولات التعقيم ، أو الإصرار على الوجود خارج المنزل دون ضرورة، أو التعامل بلا مبالاة، دون اتخاذ الحذر الكافى، أو عدم الحرص بصدق على تجنب نقل العدوى لمن قد تمثل له الإصابة خطرا كبيرا لكبر سنه، أو ضعف حالته الصحية.

نحن نتصف عن غيرنا من شعوب العالم بكيفية خرق القانون بروح القانون، وندرج حتمية تأثر الجانب الأمنى بالظرف "الطارئ"، الذى سيتعلل به مخترقو الحظر حين يتم توقيفهم فى كمين، ويبررون ذلك بأنهم عائدون من المستشفى، أو كانوا في زيارة والدتهم  المريضة... وغيرهما من الحيل، التي نبتدعها، وتؤثر بالسلب، والاكتئاب، على الملتزمين بكل القواعد للحد من تفشى الفيروس، والجالسين بين جدران المنازل، لتجنب "الفيروس"، ناهيك عن تعامل الغالبية العظمى مع المرض كأنه غير موجود، أو شىء يتعلق بأن تفشى الفيروس هو خدعة لإدخال أمر عجيب وغريب ، والإلزام به..

 لقد كسرنا كل هذه "الحيل" خلال استقبال عيد الفطر، والتكالب على منافذ الكحك، والبسكوت، والحلويات الخفيفة، التى يتناولها الضيوف، عند تبادل التهانى بحلول العيد، بالإضافة إلى التكدس، الذى شهدته العديد من محال الملابس، وتحولها إلى أماكن يفترض أن تُرسم عليها "جمجمة" يُكتب عليها "خطر الموت"..

 للأسف، نحن نتعامل مع "الفيروس" كما تعامل الممثل القدير إسماعيل يس فى فيلم " ابن حميدو " مع الباز أفندى، حين سأله فى استنكار عن لفافة لا يعرف ما بداخلها (مخدرات): " تطلع أيه دى يا باز أفندى.. تكونشى شكلاطة".