EN
أمنية غيث فتاة من الإسكندرية متفوقة وطموحة متعددة المواهب تهوى الفن التشكيلى بصفة عامة والنحت بصفة خاصة وتحب دراسة القانون ..تعيش فى مصر و والدها يعيش فى أمريكا وهى تقوم بزيارته بين الحين والآخر ولكنها ترفض فكرة الاستقرار فى أمريكا لحبها الشديد لمصر.
أنهت دراستها الثانوية والتحقت بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية.. كانت طالبة متميزة طوال فترة دراستها و تخرجت من الجامعة ثم التحقت للتدريب بمكتب محامى كبيرفي الاسكندرية وكان الحلم أن تصبح محامية هامة فى مصر ..
ولكن بسبب مرض والدها, اضطرتها الظروف للسفر لأمريكا لتكون بجانبه وخاصة أنها ابنته الوحيدة .. وفى تلك الأثناء التحقت بالتدريب كمحامية أجنبية فى مكتب محاماة بنيويورك .
ولكن كيف يمكنها العمل بشهادة مصرية بدون معادلة شهادتها بالنظام الأمريكيخاصة أندراسة الحقوق من أطول وأصعب العلوم فى أمريكا؟.
فى البداية قدمت أوراقها للجهات المختصة حتى تتمكن من عمل معادلة شهادتها المصرية لتتوافق مع نفس الشهادة من الجامعات الأمريكيةفي القانون, فوافتهم بالشهادات والدرجاتونوعية المواد التى درستها ومدة الدراسة..
وقامت الجهة المختصة بفحص كل المستندات والتأكد من صحتها من الجهه الصادرةمنها ثم تم عمل توافق بين الحصيلةالعلمية التى حصلت عليها من مصر ومعادلتها بنفس الحصيلةالعلميةالواجب توافرها للحصول على نفس الشهاده من أمريكا..
وبعدها يصدر قرار بعدد ونوع المواد التى يجب على الطالب دراستها حتى يتساوى مع مثله من الحاصلين على نفس الشهادةمن الجامعات الأمريكية.
والمفاجأة أنه صدر قرار بأن ُمقدمة الطلب حاصلة على (J.D) (Juris Doctor ) أي دكتوراة فى القانون
هذا المعنى الحرفي ولكنها ليست رسالة دكتوراة بل هي درجة علمية في أمريكاأعلى من الليسانسفهي تعادل الليسانسو دبلومة فى القانون معآ .. وهذا إن دل فهو يدل على أنجامعة الإسكندريةمن أعرق الجامعات.
ثم قررت أمنية المضيقدمآ والتقديم على امتحانالالتحاق بنقابة المحامين فى ولاية كاليفورنيا وتم قبول الطلب بترحاب شديد و بدون أى شروط وتم وضع اسمها في قوائم الممتحنين في يوليو وكانت قبل الامتحان بعدة أشهرفى زيارة لمصر وفي أثناءتلك الزيارة تعرضت لحادث سيارة كاد أن يؤدى بحياتها وأصابها بعِدة كسور لاتستطيع معها الحركة لشهور, مما جعلها تقرر تأجيل المثول لامتحان نقابة المحامين.
لم تيأس أمنية واستغلت فترة المرض وقدمت اوراقها الى جامعة سان جون فى نيويورك للحصول على درجة الماجستير فى القانون وتم تحديد ميعاد امتحان القبول بالجامعة وبعد الامتحان ببضعة أيام كانت المفاجأة حيث تلقت أمنية مكالمة تليفونية وخطابا من إدارة الجامعة يقر أنها حصلت على ثانى أعلى درجة فى إمتحان القبول للالتحاق بالماجستير فى تاريخ الجامعة ولذلك تقرر منحها منحة دراسية بنصف قيمة المصروفات الدراسية لتفوقها
التزمت أمنية بالدراسة فى الفصل الدراسي الاول و ذالك بجانب انها تعمل مديرة الشؤون القانونية لإحدى اكبرالشركات فى نيويورك فهي بسرعة اثبتت وجودها فى الشركة والتى بدات فيها مساعد محامى وفى خلال ستة أشهر تم ترقيتها لتصبح مديرة الشؤن القانونية للشركة. المحامي الاجنبي العام و من ثم بعد ذالك بعدة أشهراصبحت
ومما يكلل قصص النجاح هى الصعاب التى تمر بها .. تعرضت أمنية للإضطهاد من قبل دكتورة لمادة فى الكلية بدون اى سبب غير أنها تتسم بالعنصرية على خلاف باقى هيئة التدريس اللذين يكنون لأمنية كل التقدير والاعتزاز, مما جعلها بعد تفكير تقرر ان تحول أوراقها الى جامعة آخرى و بالفعل قٌبلت بالترحاب من إدارة الجامعة وذلك بسبب مستواها الفكرى والعلمي التى أتت به من مصر وهى دائما تفتخر بذلك.
قدمت أمنية على رخصة مزاولة العمل بكونها مديرة أجنبية للشؤن القانونية لشركة في الولايات المتحدة و ذالك من قبل محكمة الاستئناف العليا بنيويورك .. ولقد استغرقت تلك الرخصة وقت ومحاولات كثيره وجلب الكثير من المستندات من مصر و ترجمتها وعرضها على المحكمه اكثر من خمس مرات وذلك بسبب ان أمنية غيث هي أول مصرية تتقدم للحصول على تلك الرخصة التي تسمى في قانون المحاماة الامريكي(In- House Counsel )وتعني المستشار القانونى الأجنبى لشركة أمريكية
هذه كانت الخطوات الاولى فى قصة نجاح فتاة مصرية تسعى لإثبات الوجود فى مجتمع من أصعب المجتمعات تتعدد به الثقافات لم يثنيها الصعاب عن تحقيق حلمها وهى الفتاة المصرية المحجبة الملتزمة وفى نفس الوقت النابغة المتفتحة التى تعتز بمصريتها وحتى الآن ترفض الحصول على الجنسية الأمريكية رغم انها تحق لها, و لكنها معتزة بكونها فقط مصرية.
