الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عارضة إباحية وبيانات كاذبة.. فضيحة بحوث "هيدروكسي كلوروكين" تعقّد معركة كورونا

 فضيحة بحوث هيدروكسي
فضيحة بحوث "هيدروكسي كلوروكين" تزيد الالتباس بين العلماء

يزداد انقسام العلماء حول دواء "هيدروكسي كلوروكوين" الذي يدعو كثيرون على رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لاستخدامه كعلاج لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، حيث أثارت فضيحة بحثية مرتبطة بكورونا والدواء المذكور، حالة من الجدل مؤخرا.

الأزمة بدأت عقب سحب عدد من مقدمي الدراسات العلمية المنشورة في مجلتي "ذا لانسيت" و "نيو إنجلاند  جورنال أوف ميديسين" أعمالهم المتعلقة بأبحاث كورونا، حيث تقدم الباحثون باعتذار حول نتائج منشورة عن "هيدروكسي كلوروكين" مؤكدين أنهم لن يستطيعوا تبني تلك المؤشرات بعد رفض شركة "سورجيسفير" المعدة للبيانات المستخدمة في الدراسة، الخضوع للتدقيق.


اقرأ أيضا:


وسحبت الدراسة المنشورة في مجلة "ذا لانسيت" الطبية المرموقة والتي خلصت إلى أن الهيدروكسي كلوروكين لم يظهر أي فعالية في مواجهة الفيروس، بل قالت إنه فاقَمَ خطر الوفاة لدى المرضى، حيث استندت الى تحليل بيانات ما يزيد على 96 ألف مريض بكورونا، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس".

ويرى خبراء أن سحب مثل تلك الدراسة؛ يعد دعما لمؤيدي استخدام الدواء- المخصص لعلاج الملاريا- في علاج فيروس كورونا، حيث يقول جايب كيلين استاذ طب الطوارئ في جامعة جونز هوبكينز الأمريكية إن "الأمر مُسّيَّس بدرجة كبيرة"، موضحا أن مجموعة صغيرة يبدو أنها تعلمت التشكيك في العلم والعلماء، وأن ما حدث يشير إلى ذلك.


وأثرت الدراسة- التي نشرتها المجلة المعروفة ثم سحبتها- على قرارات عدد من الدول، حيث علقت منظمة الصحة العالمية وبريطانيا وفرنسا تجارب سريرية كانت تجريها على الهيدروكسي كلوروكين لاختبار فعاليته أمام كورونا.

- شكوك حول شركة البيانات 

بدأت شكوك الباحثين بعد ملاحظة العديد من الثغرات، مثل العدد الهائل من المرضى المشاركين في الدراسة، فضلا عن التفاصيل غير الاعتيادية التي وردت عن الجرعات التي حصلوا عليها من الدواء.


وبعد سحب الدراسات من المجلات الطبية، رفضت شركة "سورجيسفير" ، مشاركة بياناتها مع جهات تدقيق محايدة، بحجة أن الأمر  ينتهك الاتفاقات الخاصة بحماية الخصوصية مع المستشفيات.

كما أثارت البيانات المتوفرة عن الشركة والعاملين فيها على الإنترنت شكوكا حول طبيعتها، حيث يمتلك كمية قليلة من الموظفين في الشركة حسابات على شبكة "لينكد إن" بينما عطل كثيرون حساباتهم، وعندما تواصل موقع "ذا ساينتيست" المتخصص في الأخبار العلمية مع مستشفيات أمريكية مختلفة لسؤالها حول المشاركة في الدراسة المنشورة، لم يحصل على رد إيجابي.


إضافة إلى ذلك، تكشف التقارير عن وجود عارضة إباحية بين الموظفين في الشركة، كما أن روابط الاتصال في الموقع الإلكتروني الخاص بـ"سورجيسفير" تحيل الزوار إلى صفحة أخرى للعملات الافتراضية، وهو ما أثار تساؤلات حول كيفية تواصلها مع المستشفيات.

من جهته، يقول إيفان أورانسكي مؤسس "ريتراكشن ووتش" الموقع المتخصص في فهرسة البحوث العلمية وتقييمها: "لم يكلف أحدهم عناء الاطلاع عن كثب على البيانات.. لكننا نعلم بهذه المسائل منذ عقود".

وأشار إلى ضرورة عدم اعتماد متخذي القرارات في الدول والمؤسسات الدولية على دراسة واحدة لاتخاذ قرارهم، موضحا أنه على وسائل الإعلام وضع المنشورات العلمية في إطارها الصحيح بدلا من المبالغة في توصيف أهميتها.