الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ياسر عبيدو يكتب: أرشحه لمناهج وزارة التعليم

صدى البلد

كتاب (الأبيض المتوسط "تاريخ بحر ليس كمثله بحر") من تأليف جون جوليوس نورويش ومن ترجمة المرحوم خالد الذكر طلعت الشايب
هو كتاب يقع فى 773 صفحة، ويضم 33 فصلا، يصحبنا الكاتب من خلال هذا العمل الموسوعى فى رحلة طويلة فى الزمان والمكان،تبدأ بالبشر،وليس بالصخور والماء، كما يقول مؤلفه الذى زار كل البلدان الواقعة على شطاّنه ليكتب قصته,حيث تبدأ الرحلة من فينيقيا ومصر القديمة وتنتهى مع صمت مدافع الحرب العالمية الأولى.

فعلى صفحات هذا العمل الكبير، يتدفق نهر من الحكايات الصادقةعن اليونان القديمة،والامبراطورية الرومانية المقدسة،والعصور الوسطى،والفتوحات العربية ،وصراعات الاباطرة والملوك والباباوات والقراصنه،والحروب الصليبية، ومحاكم التفتيش الاسبانية والبعث الايطالى،وحروب نابوليون،وثورة اليونان ،ومصر محمد على،وقناة السويس ،والامبراطورية العثمانية،وحروب البلقان،وتقسيم العالم القديم بين المنتصرين فى الحرب العالمية الاولى فى مؤتمر باريس 1919 ومعاهدة فرساى التى تبعته.

ليسدل الستار على العالم القديم,ويبدأ عالم جديد ويظل فى القلب من ذلك كله..البحر المتوسط,الذى ليس كمثله بحر،كما شاءت الجغرافيا وقدر التاريخ.

وهنا نستحضر كلمة “جون جوليوس” التي صاغها حول البحر المتوسط قائلا: “هو أعظم بحيرة طبيعية، ومركز التاريخ، وملتقى الحضارات الأعظم في تاريخ البشرية، فعلى ضفافه نشأت ونمت الأديان الثلاثة الكبرى، وعن طريقه تواصلت ثلاث قارات، وفوق مياهه وجزره تصارعت الإمبراطوريات، وبذلك كله تعددت أدواره وتجلياته، ليكون مهدًا ولحدًا وجسرًا وعائقًا ونعمة ونقمة وأيضًا مسرحًا لحروب ضروس”.

والحقيقة ان الجهد المبذول فى الكتاب يستحق الاعتماد عليه كتاريخ وكوصف ومعايشة أمينة لكل الدول الواقعة على ضفاف البحر المتوسط بل اعتقد انه يجب الاعتماد على تلخيص مثل تلك الكتب او تجزيئها على عامين دراسيين او حتى فصلين بالعام نفسه,ثم توزع على طلاب الثانوية العامة ككتب إثرائية لمعلوماتالطلاب بطريقة ادبية رشيقة تمتاز بالامتاع والابداع وتقرب الطلاب من تاريخ المنطقة التى يعيشون فيها مربوطة دراميا تاريخا وجغرافيا وتراث وعلاقات دولية وادب رحلات واقتصاد وعلاقات دبلوماسية وسياسية ليرتبط الطلاب بكل هذا الزخم مع الامتاع والترابط العضوى الذى يوفره التاريخ  والصدق الذى يوفره التسلسل الزمنى والجغرافى والدبلوماسى او العلاقات الدولية كما انها تهيء لمن سيقبل منهم على الانخراط بكليات الاقتصاد والعلوم السياسية لهذه المنطقة التى نحتاج بجد الى الانغماس فيها لنعظم عوائدنا الاقتصادية والاجتماعية ونزع الجهل بكل تفاصيلها بما انها تمثل الجيرة والاحتكاك المباشر عل وعسى نندمج بها اقتصاديا وجغرافيا من  وتزيد فى حصيلته اللغوية والجغرافية والتاريخية ,بل هى مهمة لطلاب الجامعة الذين يبغون زيارة الدول الاوروبية كسياحة اومن يؤهلون انفسهم للعمل بها ان سنحت الفرصة,لذا نحتاج الى تطوير نوعى لدراسة التاريخ والجغرافيا الحديثة بمثل هذا الكتاب فهل تفعلها وزارة التربية والتعليم,وهل تساعدها وزارة الشباب بفتح الرحلات والاندماج الشبابى بالمعسكرات والرحلات التبادلية بل واستضافة الاسر لطلاب وطالبات من الجانبين ببيوتهم مع تكرار التبادل رخيص التكلفة عظيم الفائدة سياحى المنزع كثيف المعرفة وليت وزارة السياحة تساعد ببعض الافلام التسجيلية بل والثقافة بتشجيع كتاب السيناريو لعمل افلام تعمق هذه التجارب التى كانت لها ملامح فى السينما المصرية بأفلام شبابية فى لبنان والمغرب وتركيا واليونان لنستغل ولو متأخرين عبقرية المكان واستغلال التقنيات التكنولوجية وزخم المعرفة والتوق الى الاكتشاف وترابط الشعوب؟!.