EN 
الحب هو شريان الحياة ولا نستطيع أن نعيش بدونه، فالحب للمرهفين يكاد يفوق الطعام والشراب لا سيما وسط هذا المعترك الصعب من زحام الحياة، قلوبنا ليست بأيدينا فقد يأسرنا موقف وتخطفنا كلمة ويعيد لنا الأمل في الحياة شخص (ما) نلتقي به في مفترق طريقنا بين اليأس والرجاء فيعيد للقلب نبضه ويعيد لنا الروح بعدما كادت تفارق، ويطفو الحب الرومانسي فوق ركام الرتابة اليومية والحياة العملية الجافة كطوق نجاة يتشبث به الغارقون فيها على الدوام من أجل إضفاء معنى وبهجة على هذه الحياة المملة، ولا ريب أن الحب الرومانسي لا يبقى فكرة في الذهن، بل يتخطاه للتعبير الحسي على الدوام.
وتشير الباحثة الغربية (فوسمر) إلى أن حالة الحب الرومانسي في المجتمعات الغربية تتخذ شكلًا نمطيًّا، يصبو فيه كلٌّ من الرجل والمرأة إلى نصفه الآخر الذي يكمله، غير أن قليلين فقط ينعمون بمثل هذا الحب الحالم.
لا تزال هذه القوالب والأنماط الجاهزة للعلاقات، مثل أسطورة الحب الرومانسي، موجودة في الثقافات الشعبية وقصص الحب وأفلام الكوميديا الرومانسية، وكثيرًا ما يبحث الأشخاص عن «نصفهم الآخر» المثالي دون أن يكونوا واعين تمامًا لذلك، لأن هذه القوالب النمطية المُلحَّة شكَّلت هُويَّاتهم الاجتماعية بالفعل، لكن معدَّلات الطلاق المرتفعة، من ناحية أخرى، تثبت أنه لا توجد للأرواح توائم.
فالحب ليس كلاما يقال وحسب فالناس فلاسفة .. فالحب أفعال قبل أن يكون أقوال، والحب يعني أن تكون في ظهر من أحببت بمواقفك ومساندتك ودعمك له نحو تحقيق ذاته وطموحه.
فهذا هو الحب.. حب يحارب الانكسار.. حب ينتشلك من الانهيار.. حب يرفعك ولا يخفضك.
