الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

آيا صوفيا.. الشيطان يعظ


حينما تنهار شعبية أردوغان نتيجة للقمع والتضييق والانهيار الاقتصادى وخطواته الفاشلة فى التدخل فى شئون الدول يلجأ هذا الاستعمارى إلى سلاح تسييس الدين حيث  أصدر مجلس الدولة التركى قرارًا  بتحويل متحف آيا صوفيا لجامع، وإلغاء قرار مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، بتحويله إلى متحف منذ 1934 وقد بُنيت آيا صوفيا، ككنيسة خلال العصر البيزنطي عام 537 ميلادية، وظلت لمدة 916 سنة حتى احتل العثمانيون إسطنبول عام 1453، فحولوا المبنى إلى مسجد وفي عام 1934، تحولت آيا صوفيا إلى متحف بموجب مرسوم صدر في ظل الجمهورية التركية الحديثة.

وعبر تويتة له وفى توقيت معين 20.53 أراد أن يلمح هذا الهمجى الاستعمارى  مخططه على إعادة الدولة العثمانية و أن يصبح امبراطور ذات يوم بحلم عفى عليه الزمن وهى  فكرة "الخلافة العثمانية"   حيث يشير التوقيت 20.53، إلى عام 2053، الذي بحلوله سيكون قد مر 600 عام على فتح محمد الفاتح للقسطنطنية، وهنا يذكر أردوغان الاستعمارى  الأذهان وهي أنه ما زال مصمما على حلم "الخلافة العثمانية" 

ويأتي السؤال هل الشيطان يعظ ؟ ولماذا لجأ إلى تحويل المتحف لمسجد وخاصة فى هذا التوقيت ؟ و  أردوغان يحكم تركيا من سنوات لماذا لما يصدر هذا سابقا ؟ 

الإجابة تسييس الدين حيلة يلجأ لها هذا الاستعمارى عندما تنهار شعبيته ولكن لم تنهار داخليا فقط بل انهارت خارجيا وخاصة بعد مواقفه الاستعمارية فأصبح عدو المجتمع الدولى من اتحاد وبرلمان أوروبى ومن دول عظمى اتخذت قرارات بوقف وتخفيض الدعم الاقتصادى واللوجستى والعسكرى أيضا منها مشروع قرار أمريكى بوقف التعاون العسكرى بل ومناورة أمريكية قبرصية على الحدود ولم يتوقف انهيار علاقاته الدولية عند هذا الحد هذا ما وضح  من موقف فرنسا والنمسا وروسيا فأراد أردوغان الاستعمارى أن ينتقم بهذا القرار من المجتمع الأوروبى ويدعم شعبيته المنهارة ولكن السؤال هل قرار تحويل صوفيا إلى مسجد مناصر للأمة الإسلامية للاسف هذا لعب بالدين والدليل مواقف سابقا تبرز  استمرار أردوغان في استخدام هذا السلاح حتى الآن و استغلاله  للخطاب الديني وسلاح الفتاوى لتثبيت أركان حكمه في الداخل التركي وإبراز مطامعه السياسية في الخارج.

وحسب تقارير رسمية كشفت أنه بنسبة  (92%) من الخطاب الديني والفتاوى بالداخل التركي ترسخ لديكتاتورية أردوغان وتصف  الفتاوى الأردوغانية كل معارضي النظام التركي "كفار" و"أعداء الإسلام" بل و يوظف المساجد للحصول على تأييد كتل انتخابية جديدة بعد تهاوي شعبيته و تحويل متحف "كنيسة" آيا صوفيا إلى مسجد يأتي لتهدئة الطائفة المتدينة من الشعب التركي  و يهدف لتحقيق استقرار داخلي وانتصار على خصومه السياسيين بعد تفشي وباء كورونا والبطالة والفقر وإنهاك جيشه في صراعات خارجية.

دائما ما يلعب أردوغان  بورقة المساجد والظهور بمظهر خليفة المسلمين بهدف المكاسب السياسية وإنقاذ شعبيته المترنحة حيث نشر هذا الاستعمارى  فيديو له وهو يتلو القرآن في رمضان الماضي داخل المتحف لكسب الطبقات المتدينة وعندما ننظر للخلف قليلا نجد أن  قضية تحويل آيا صوفيا إلى مسجد طُرحت منذ عقود و ظلت أداة وسلاحًا دعائيًّا بيد مختلف السياسيين في حملاتهم لاستقطاب الناخبين، لا سيما المتدينين منهم .
 
ومع توظيف النظام التركي لشعارات تسييس الدين، عاد موضوع تحويل آيا صوفيا إلى مسجد ليصبح سلاحًا انتخابيًّا بيد أردوغان وجنوده يرفعونه كلما احتاجوا إلى أصوات العامة من الناس ولم يتوقف أردوغان على استخدام ورقة الدين فى دعم شعبيته النهاردة حيث نجد أيضا أن استخدام حزبه لورقة المساجد  قبيل الانتخابات المحلية في مارس 2019.. فعندما شعر أردوغان بقرب هزيمته لجأ لتوظيف رجال الدين في محاولة منه ومن حزبه لمنع المحافظين من الذهاب بعيدًا عن حزبه الإسلامي والدليل على ذلك في تجمع حاشد عام 2019، عُرضت أمام حشد مؤيد لأردوغان شاشة عملاقة تضمنت لقطات للمذبحة التي وقعت في مارس 2019 بمسجد كرايست شيرش بنيوزيلندا، حيث استغل أردوغان تلك المذبحة للظهور على أنه حامي حمى المسلمين والخليفة المزعوم.

وأخيرًا وليس أخرًا لن ينتصر الاسلام بتحويل متحف لمسجد بل المولى عز وجل أقر باحترام الأديان السماوية جميعا وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أقرت بذلك ولن ينتصر الاسلام بالسماح بتقنين بيوت الدعارة والخمور بكل حرية فى مقر الخليفة العثمانى الموهوم .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط