تستحي منه الملائكة وتنبأ الرسول باستشهاده.. محطات في حياة عثمان بن عفان

وتروي السيدة عائشة هذه الواقعة في حديث لها قائلة: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مضطجعا في بيته، كاشفا عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر، فأذن له وهو على تلك الحال، فتحدث، ثم استأذن عمر، فأذن له وهو كذلك، فتحدث، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله وسوى ثيابه"، لذلك سألته عائشة: "دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك!".

كان الرسول عليه الصلاة والسلام يحب عثمان ويثق به ويكرمه وذلك لحياءه وحسن عشرته وأخلاقه، بالاضافة إلى ما قدمه من مال لنصرة الاسلام والمسلمين، حيث بشره الرسول بأن مصيره الجنة كأحد المبشرين بها، وأنه سيموت شهيدا وهو ما تحقق بالفعل.

وتحل اليوم ذكرى استشهاد الصحابي عثمان بن عفان، الذي قُتل على يد متمردون هاجموا دار عثمان، حيث أصيب في ذلك اليوم أربعة من شبان قريش وقتل منهم أربعة، ثم هجموا على عثمان بن عفان فقتلوه، وهو يقرأ في المصحف، كان ذلك في يوم الجمعة الموافق 18 من شهر ذي الحجة سنة 35 هـ، وعمره 82 سنة.

"ذو النورين" سمي ابن عفان بهذا الاسم ذلك لأنه تزوج من إبنتي الرسول، حيث تزوج من السيدة رقية بنت الرسول، وبعدما توفيت تزوج من اختها السيدة أم كلثوم بنت النبي، لذلك أُطلق عليه لقب ذو النورين نسبة الى زواجه من ابنتي الرسول عليه الصلاة والسلام، كما كان متزوجا من 6 زوجات، ولديه 16 ولد، تسعة منهم ذكور وسبع إناث.

تولى عثمان الخلافة عام 23 هجريا (644 ميلادي)، خلفا لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حيث استمرت خلافة ذو النورين 12 عاما، حقق خلالها العديد من الإنجازات أهمها جمع القرآن الكريم، توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي، توسيع حدود الدولة الاسلامية حيث فُتحت الكثير من البلدان مثل خرسانة وسجستان وأرمينيه وقبرص، كما قام بفتح أول إسطول بحري في عهده من أجل حماية الشواطيء الإسلامية من البيزنطيين.