الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفضل الذكر في آخر الليل والنهار؟.. علي جمعة يوضح

افضل الذكر
افضل الذكر

أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، عن سؤال ورد إليه، وذلك خلال لقائه بأحد الدروس الدينية المذاعة عبر موقع "يوتيوب"، مضمونه "ما أفضل ذكر في آخر الليل وآخر النهار؟".

وقال علي جمعة: "إن أفضل الذكر فى هذه الأوقات هو طلب المغفرة من الله الكريم، فالدعاء آخر الليل وهو ما يكون قبل الفجر، فحينئذ يلهج اللسان بالاستغفار، وكذلك الدعاء فى آخر النهار وهو ما قبل المغرب فهو الاستغفار".

واستشهد علي جمعة بقول الله تعالى {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن أول حديث ذكر في البخاري "إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ"، وآخر ما ذكر البخاري حديث النبى صلى الله عليه وسلم: "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم"، فقد أجمع العلماء على فضل ذكر الله بهذه الكلمات البسيطة وكذلك ذكر الله على السعة.

أفضل الذكر عند الله .. السر في الباقيات الصالحات
أفضل الذكر عند الله، يكمن في "الباقيات الصالحات" وهي: سبحان الله، والحمدلله، والله أكبر، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فضل الذكر
الذكر أخف العبادات على المسلم وأثقلها في الميزان، وأكد أن أعظم ما نستجلب به رحمة الله أن نعود لنصحح ما بيننا وبين الله، من خلال التوبة الصحيحة وتجديد العهد مع الله والمحافظة على الصلاة في جماعة والإكثار من الأذكار.

أحب الأعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة
العشر الأوائل من ذي الحجة موسم للطاعات يتقرب فيها العباد إلى الله عزوجل وتفيض الأنوار في القلوب ليرى الله حال عباده ويجازيهم الخير والثواب، فيقول النبي "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من العشر الأوائل من ذي الحجة، قالوا ولا الجهاد في سبيل الله، قال النبي ولا الجهاد في سبيل الله".

وعلى المسلم أن يغتنم ما أتيح له من أبواب الخير في هذه العشر من الإكثار من الصيام وقيام الليل، والذكر، وتلاوة القرآن، وإطعام الطعام، والحرص على شعيرة الأضحية، وصلة الأرحام، والإكثار من الصدقات، وقد سئل نبينا (صلى الله عليه وسلم) من أين لنا صدقة نتصدق بها كل يوم ؟ فقال: "إن أبواب الخير لكثيرة: التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتميط الأذى عن الطريق، وتسمع الأصم، وتهدي الأعمى، وتدل المستدل على حاجته، وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف؛ فهذا كله صدقة منك على نفسك". 

والتوسع في الصدقات أولى في أوقات النوائب والأزمات، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَأَعِدُّوا لِلْبَلاءِ الدُّعَاءَ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "مَا مِنْ يَوْمٍ يُصبِحُ العِبادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا" (متفقٌ عَلَيْهِ).

أفضل أنواع ذكر الله
نص أهل العلم على أن من أفضل أنواع الذكر لله ذكر اللسان مع حضور القلب، فإن تجرد اللسان بالذكر فقط كان أدنى مراتبه، قال القاضي عياض: « ذكر الله ضربان: ذكر بالقلب فقط، وذكر باللسان أي مع القلب، وذكر القلب نوعان، وهو أرفع الأذكار، وأجلها التفكر في عظمة الله وجلاله وآياته ومصنوعاته العلوية والسفلية. والثاني: ذكره تعالى بمعنى استحضاره بالقلب عند أمره ونهيه، والأول من هذين أفضل من الثاني، والثاني أفضل من الذكر باللسان، أي مع القلب، وأما الذكر بمجرد اللسان فهو أضعف الأذكار، وإن كان فيه ثواب، كما جاءت به الأخبار». 

حكم الذكر
الذكر إما أن يكون واجبًا كتكبيرة الإحرام، أو أن يكون مستحبًا، فالذكر مرغب فيه في كافة الأحوال، إلا تلك التي استثناها الشرع، كالذكر أثناء سماع الخطبة، أو الذكر عند الجلوس لقضاء الحاجة، وقد نهى الله - تعالى- عن الغفلة عن الذكر ونسيانه، وأمر به، وعلق فلاح العبد بالإكثار منه واستدامته، وأثنى - تعالى- على أهل الذكر، ومما يجب منه أذكار الصلاة، وتكبيرة الإحرام، وتلاوة القرآن، والآذان، والإقامة وجوبًا كفائيًا، والأفضل أن يحافظ المسلم على الأذكار بعد الصلاة، وأذكار الشراب والطعام، والدخول والخروج، ونحوها.