الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة يصحح خطأ شائعا عن السعي بين الصفا والمروة

علي جمعة يصحح خطأ
علي جمعة يصحح خطأ شائع عن السعي بين الصفا والمروة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن قوله تعالى: «إنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ومَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ»، يؤكد أننا امتداد لجماعة المرسلين خاصة لسيدنا إبراهيم.

 وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن سيدنا إبراهيم –عليه السلام- علمه ربه أن الصفا والمروة من شعائر الله؛ وورث العرب ذلك من بعده وانحرفوا إلى الشرك ؛ انحرفوا عن الحنيفية السمحاء التي أتى بها سيدنا إبراهيم إلى الشرك؛ وعلى الرغم من ذلك فإنهم ما زالوا يقدسون ويعظمون البيت الحرام ؛ وما زالوا يبتدئونه بالطواف ؛ وما زالوا يسعون بين الصفا والمروة.

اقرأ أيضًا..

وأضاف أنه ظن المسلمون أو بعضهم أن دين الإسلام قد جاء يمحوا عوائد الجاهلية ويمحوا كل شيء مما قبله، وهذا مفهوم يضاد مفهوم الحضارة، وهذا مفهوم تقع فيه الثورات كالثورة البلشفية التي قامت في روسيا، عندما أعلنت الثورة فبدأت في القضاء على كل شيء يتصل بالقيصر وبعائلة القصير؛ فأمر قائد الثورة لينين أن يقتل كل من كان منتميًا إلى عائلة القيصر .

وتابع: وفجأة وجدوا أن الكهرباء في موسكو قد انقطعت! فسأل عن سبب انقطاع الكهرباء ؟ قالوا : قتلنا المهندس المسئول عن الكهرباء لأنه كان منتمي لعائلة القصير ؛ وأنتم أمرتم بقتل كل من ينتمي للقيصر، هذه بربرية وخراب وقتل لذاكرة الأمة وذاكرة البلد، فربنا سبحانه وتعالى يعلمنا ما يقع فيه الخلق عندما يفكر من نفسه؛ ويرى أنه لبدء صفحة جديدة يجب تمزيق الصفحة التي قبلها هذه مصيبة .

ونبه إلى أن القرآن الكريم كتاب هداية وحضارة ، أنظر ماذا يقول ؟ نحن جئنا لننفي الباطل ؛ لا أن ننفى كل ما كان قبلنا سواء أكان حقًا أو باطلًا, نحن جئنا لنغير الباطل وننفيه ونعدمه مع الإبقاء على الحق فالحق حق ، فأقر النبي –صلى الله عليه وسلم- الأمر فأرجعه إلى ما كان عليه في دين إبراهيم ؛ فعلمهم الطواف بين الصفا والمروة فرد بذلك على هذا التوجه البشري وصححه .

وأشار إلى أننا عندما نأتي بالتغيير يحدث في مشارب بعض الناس وفي قلوبهم حب القضاء على كل ما هو ماضي؛ وعلى كل ما هو قبل الآن، وهذا شعور خطأ ويجب علينا أن نتخلص منه وأن نعود إلى معيار الحق, إذن هذه الآية هي عنوان كبير لمن أراد التغيير ؛وشرط عظيم لمن أراد التغيير في الطريق الصحيح ؛بأننا نقر الحق حيثما كان.

واستشهد بقوله تعالى: «ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى» يعلمك الإنصاف، إذن من أراد التغير فلابد عليه من الإنصاف، الصفا والمروة من شعائر الله، فقال تعالى: «فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ» فعليه أن يستمر في هذا لأنها من دين إبراهيم ومن صحيح الدين ؛ وليس مما قد طرأ من شرك أو فساد أو انحراف .