نظمت دار الشعر بمراكش، لقاء ضمن برنامجها "مقيم في الدار"، استضافت فيه الباحث أحمد متفكر، لإضاءة منجزه النقدي والبحثي.
وتضمّن اللقاء الذي أقيم تحت عنوان "ذاكرة الشعر المتقدة" حوارًا حول المشروع البحثي لمتفكر، شارك فيه د.عبدالعزيز لحويدق، ود.محمدالدوهو، والباحثة مريم الخلفاوي.
وقال لحويدق إن متفكر يعدّ "مفتاح مراكش"، فكلما أرادت شخصية أو مؤسسة أن تتجه للتراث الرمزي لمراكش، فلا بد من لقاء متفكر، بوصفه العارف بخبايا المدينة.
وأضاف أن متفكر اشتغل على متخيل المدينة، إذ يمثل كتابه "مراكش في الشعر العربي" دعوة للإبحار والنفاذ للمدينة من بوابة المتخيل الشعري، أما كتابه "شاعر الحمراء في ألسنة الشعراء"، فيمكن وضعه في خانة "نقد النقد".
وأوضح لحويدق أن متفكر تجنّب في كتابه "معجم شعراء مراكش في القرن العشرين" البقاء حبيسَ مرحلة زمنية معينة، بل ظل يلاحق المتجدد والمتحول، وهو ما تطلّب منه المصاحبة الحثيثة لهذا المنجز، دامجًا الشعر في النسق الثقافي والفكري العام.
ورأت الناقدة مريم الخلوفي، أن متفكر غاص في أعماق التراث المراكشي لإنجاز ذلك المعجم، متكبدًا عناء البحث في ما يقارب 54 مؤلفًا.
وأوضحت أن متفكر خصص المعجم لشعراء الشعر العمودي (52 شاعرًا)، وقسمه بين الشعراء الراحلين والشعراء الأحياء، مع مختارات من قصائدهم.
ورأت أن متفكر، استعان بوعيه النقدي على تجاوز الأحكام المسبقة، وتخطى عقبة ندرة المصادر وشحّ النصوص، متوقفًا عند منجز كبير كاد يطاله النسيان، حتى غدا الكتاب احتفاء بذاكرة مراكش الشعرية.
وقرأ محمد الدهو كتاب متفكّر "مراكش في الشعر العربي"، قائلًا إن البحث في هذا التاريخ المنسي، يواجه "زمنية المعرفة والفضاء"، وإن المحدثين يكتبون عن مراكش من باب مساءلة الذاكرة، ولو بمعرفة جوانية، إلى جانب المعرفة البرانية التي أنتجها الكتّاب والرحالة والمثقفون والمشارقة والمستشرقون.
وأكد أن ندرة المنجز الشعري الذي حققه الباحث حول مراكش، تدفع إلى المزيد من الجهود لتتبُّع حضور مراكش في الشعر العربي،وصيرورتها داخل المنجز الشعري.
من جهته، قال الباحث أحمد متفكر، إن مراكش كانت ملهمًا لكبار الشعراء عبر التاريخ، ومثّلت حاضرةَ الغرب الإسلامي، مستقطبةً الفلاسفة والكتّاب والشعراء والأطباء.
وكشف أن الكثير من التاريخ الشعري للمدينة تعرض للضياع، وهو ما يجعله يفكر في إعادة البحث والتقصي، من العصر المرابطي إلى اليوم.
وأوضح أن اهتمامه انصبّ على التاريخ المنسي، فاتجه بحثه إلى الشعراء الذين كادت آثارهم تمحى، مثل أحمد النور المراكشي، وأحمد بوستة المراكشي، وأبو بكر الجرموني، وإبراهيم الحاري، وعبدالحق فاض، والطيب المريني، ومحمد بن حسن المراكشي، وعبدالرحمن الدكالي.
يُذكر أن متفكر وُلد عام 1943، نال شهادة الإجازة في اللغة العربية عام 1971، عُين أستاذًا، ثم تدرج في المناصب الإدارية إلى أن أحيل إلى التقاعد عام 2004. له العديد من المؤلفات عن مراكش وعلمائها، إلىجانب دراساته البيبلوغرافية العديدة وتحقيقاته، ومشاريعه في تجميع وإضاءة العديد من المتون والأشعار والقصائد.