الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ملابس الإحرام للرجل والمرأة.. الإفتاء تحدد فدية ارتداء العادية.. الأبيض أفضلها لأنه يهون الدنيا في قلب الحاج.. وتبعث لصاحبها الخشوع والتواضع والخضوع لله تعالى

ملابس الإحرام للرجل
ملابس الإحرام للرجل والمرأة

مدير الفتوى الشفوية:
  • تغيير ملابس الإحرام جائز عموما وليس له وقت معين
  • لا تأثير لتغيير ملابس الإحرام على صحة الحج أو العمرة
مستشار المفتي 
  • الملابس الموحدة لجميع الحجاج ترمز إلى وحدة المسلمين
  • ملابس الإحرام تبعث صاحبها على الخشوع والتواضع والخضوع لله تعالى

بينما نعيش الآن أيام عيد الأضحى المبارك في مصر، يؤدي الحجاج مناسك الحج في بيت الله الحرام والتي تتنوع ما بين الطواف ورمي الجمرات والسعي وغيرها من الشعائر العظيمة، راجين الله تعالى أن يتقبلهم فيمن عنده، وإن كان الحج عامة هو فرصة لا يمكن تفويتها، فإنه هذا العام له قدر أكبر، بعدما قلت أعداد الحجيج بسبب فيروس كورونا، وفي ظل ما يعاني المسلمين من هذا البلاء العظيم، بما يجعل من حالفه الحظ وذهب للحج، يمسك بتلابيب هذه الشعيرة ولا يقبل خسارتها بالوقوع في أي من المحظورات أو الأفعال التي تفسد الحج، من هنا ينبغي معرفة تلك الأحكام المتعلقة بالملابس في الحج، حيث إنها تعد أبرز المحظورات.


ملابس الإحرام في الحج
قال الشيخ عويضة عثمان، مدير الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن ملابس الإحرام بالنسبة للرجل هي الإزار، وهو ثوب من قماش يُلف على وسط الحاج ويستر به ما بين سرته إلى ما دون ركبته، موضحًا أن الرداء، وهو ثوب يستر به ما فوق سرة الحاج إلى كتفيه، فيما عدا رأسه ووجهه.

 حكم تغيير ملابس الإحرام
وأكد مدير الفتوى، أن تغيير ملابس الإحرام جائز عموما وليس له وقت معين، فمتى أراد المحرم ذلك جاز له، حيث إنه يجوز للمحرم بحج أو عمرة تغيير ملابس إحرامه بملابس أخرى للإحرام، ولا تأثير لهذا التغيير على صحة الحج أو العمرة، موضحًا في إجابته عن سؤال: «ما حكم تغيير ملابس الإحرام؟»، أن المُحرم يجوز له تغير ملابس إحرامه إذا اتسخت أو آذته أو نحو ذلك سواء بدلها عند الانتهاء من العمرة عند القدوم أو غير ذلك.

ارتداء الملابس العادية في الحج
قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إنه يحظر على المحرم ارتداء المخيط "الملابس العادية" من الثياب، موضحًا أن السنة في حق من يريد الإحرام بالحج أو العمرة لبس رداءين أبيضين.

وأوضح «عاشور»، أن الحكمة من ملابس الإحرام أن هذه الهيئة تبعث صاحبها على الخشوع والتواضع والخضوع لله تعالى، وتذكر الآخرة حيث لم تغره الزخارف والظاهر والزينة.

وتابع مستشار المفتي: كما أن هذه الملابس الموحدة لجميع الحجاج ترمز إلى وحدة المسلمين، وتشير إلى المساواة بينهم، ولذا توحّد زيهم حتى لا يطعن أحد في أحد، ولا يمتاز فرد على فرد، ولو ترك الأمر لهم يلبسون ما يشاؤون لتمايز الغني من الفقير، والحاكم من المحكوم.

الحكمة من ارتداء اللون الأبيض
وأشارت دار الإفتاء المصرية، إلى أن الله عز وجل أمر الحجاج بارتداء الثياب الأبيض فى الحج لأنها من أفضل الثياب، لأن الله عز وجل أراد الله أن يذكر عباده أنهم سيلقونه ويحاسبهم عن كل ما بدر منهم، فأمرهم في الحج بارتداء زي الإحرام الذي يشبه ما يكفن فيه الميت من قماش؛ فتهون الدنيا في قلبه، ويستحضر عظمة الله ويعمل ليوم الحساب.

ونوهت بأنه من السُنة في حق من يريد الإحرام بالحج أو العمرة لبس رداءين أبيضين، والحكمة من استحباب كون الثوب أبيض هنا لأن الثياب البيض من أفضل الثياب، ولا يُشترط أن تلبس المرأة في الحج لون بعينه، لا الأسود ولا الأبيض، مشيرة إلى أنها لو لبست البياض لكان أحسن، وأنها ليست مُلزمة بثياب بعينها كما للرجل، والذي يرتدي الرداء والإزار والنعل، إلا أنه يُشترط في ملابس الإحرام للمرأة أن تكون ساترة لجميع جسدها من شعر رأسها حتى قدميها ألا تكون لافتة للنظر، ويُحظر عليها ارتداء النقاب والقفازات.

هي الأشياء التي يحرم على المسلم أو المسلمة فعلها أثناء إحرامه، وإذا فعلها وجب عليه التوبة والكفارة عن بعضها، كل فعل بما يناسبه من الكفارة، والمسلم الذي ينال شرف أداء الحج، يحرص أن يكون حجهُ مقبولًا عند الله تعالى، ومن الأمور التي يجب مراعاتها في الحج تجنب محظورات الإحرام «وهي الممنوعات التي يمنع الإنسان منها بسبب الإحرام»، التي منها ما هو خاص بالرجال فقط، ومنها ما هو خاص بالنساء، ومنها ما هو مشترك  بين الرجال والنساء، وهي كالآتي:

أولًا:محظورات الإحرام الخاصة بالرجال:
1.تغطية الرأس: يحرم على الرجال عند إحرامهم تغطية الرأس أو بعضه إلا لعذر، أما الاستظلال بمظلة أو بجدار أو شجرة فلا مانع دون أن تلامس رأسه.

2.لبس المخيط والمحيط: مثل القميص والجبة والسروال، والمحظور هو اللبس المعتاد أما لو وضع المُحرم القميص على بطنه خشية أن يصاب بالبرد مثلًا دون اللبس، فلا بأس به، وكذلك يحرم المصبوغ الذي له رائحة، كما يحرم لبس الخف الذي يستر أصابع القدمين والعقب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَلْبَسِ الْقَمِيصَ وَلاَ الْعِمَامَةَ وَلاَ السَّرَاوِيلَ وَلاَ الْبُرْنُسَ وَلاَ ثَوْبًا مَسَّهُ الْوَرْسُ أَوِ الزَّعْفَرَانُ، فَإِنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ وَلْيَقْطَعْهُمَا حَتَّى يَكُونَا تَحْتَ الْكَعْبَيْنِ» متفق عليه.

ثانيًا:محظورات الإحرام الخاصة بالنساء:
يحرم على المرأة لبس النقاب أو البرقع والقفازين؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه بقوله: «ولا تنتقب المرأة المحرمة، ولا تلبس القفازين» رواه البخاري.

ثالثًا:المحظورات التي يشترك فيها الرجال والنساء:
1.حلق شعر الرأس أو نتفه أو قصه: وذلك لقول الله تعالى: «وَلَا تَحْلِقُوا رُؤوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ» البقرة/196، وقاس الفقهاء باقي شعر البدن على شعر الرأس، وإذا كان به مرض وأزاله فعليه الفدية ولا إثم عليه، ويجدر التنبيه هنا إلى أنه يجوز تسريح الشعر إن لم يخف سقوطه وإلاّ فلا، ويحرم أيضًا إزالة الأظافر، لكن لو انكسر ظفره وأزال هذا الكسر فلا شيء عليه.

2.التطيب:لا يجوز للمحرم استعمال الطيب في البدن أو في ملابس الإحرام، ودليل ذلك ما ورد أن محرِمًا سقط عن بعيره فمات، فقال عليه الصلاة والسلام في حقه: «اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ، وَلاَ تَمَسُّوهُ طِيبًا، وَلاَ تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، وَلاَ تُحَنِّطُوهُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا» متفق عليه.

3.عقد النكاح: يحرم على المحرم النكاح في حق نفسه أو لغيره عن طريق التوكيل، والعقد باطل إذا تم على هذه الصورة. قال عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ الْمُحْرِمَ لَا يَنْكِحُ وَلَا يُنْكَحُ» رواه مسلم. أي لا يقوم به بنفسه ولا بغيره.

4. قتل الصيد البري أو الإشارة إليه أو الدلالة عليه أو الإعانة على مسكه، أما صيد البحر فيجوز لقوله تعالى: «أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا» المائدة/96.

5. المباشرة والجماع: يحرم على المحرم أن يباشر زوجته باللمس والتقبيل بشهوة، سواء ليلًا أو نهارًا، فإن فعل ذلك فقد وقع في الإثم، ووجب عليه ذبح شاة توزع على مساكين الحرم.

أما إذا جامع زوجته قبل التحلل الأول فقد فسد حجه، وعليه القضاء على الفور، ويذبح بدنة، وذلك لقوله تعالى:(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) البقرة/197. 
فدية ارتداء ملابس عادية أثناء الإحرام
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الشريعة الإسلامية حددت للحاج الملابس، التي ينبغي له أن يرتديها عند الإحرام، مشيرة إلى أن ملابس إحرامالرجل تختلف عن المرأة.

وأوضحت «الإفتاء»، في فتوى لها، أن ملابس الإحرام للرجل يتكون من ثلاثة أجزاء، هي: «الإزار، والرداء، والنعل»، منوهة بأن الإزار، هو ثوب من قماش يلفه الرجل على وسطه يستر به جسده ما بين سرته إلى ما دون ركبته، وخيره: الجديد الأبيض الذي لا يشف عن العورة «بشكير».

وأضافت أن الرداء هو ثوب -كذلك- يستر به ما فوق سرته إلى كتفيه فيما عدا رأسه ووجهه، وخيره: أيضا الجديد الأبيض «بشكير»، محذرة من ارتداء-في مدة الإحرام- فانلةً أو جوربًا أو جلبابًا أو شيئا مما اعتاد لبسه من الثياب المفصَّلة المخيطة.

وأشار إلى أنه إذا كان مضطرًا فله أن يلبس ذلك مع الفدية؛ فقد قال الله تعالى: «فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ بِهِۦٓ أَذٗى مِّن رَّأۡسِهِۦ فَفِدۡيَةٞ مِّن صِيَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُكٖۚ» البقرة: 196. 

وتابع: وأخيرًا نعل يلبسه في رجليه، يظهر منه الكعب من كل رِجْلٍ، والمراد بالكعب هنا: العظم المرتفع بظاهر القدم، لافتًا إلى أن المرأة الحاجة فتلبس ملابسها المعتادة، الساترة لجميع جسدها من شعر رأسها حتى قدميها، ولا تكشف إلا وجهها وكفيها، وعليها ألا تزاحم الرجال، وأن تكون ملابسها واسعة لا تبرز تفاصيل الجسد وتلفت النظر، والمستحب الأبيض.

حكم لبس النقاب أثناء الإحرام
قال الدكتور مجدي عاشور، المُستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إنّه فيما ورد بالكتاب العزيز وسُنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن هناك ثلاثة أمور يحرم على المرأة ارتدائها أثناء الإحرام في الحج ، منها تغطية المرأة وجهها بارتداء النقاب فليس فريضة، منوهًا بأن في الحج يحرم على المرأة ارتداؤه فيه.

وأوضح «عاشور» في إجابته على سؤال «ما حكم ارتداء المرأة للنقاب أثناء مناسك الحج؟»، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى المرأة المحرمة بحج أو عمرة أن تلبس النقاب والقفازين، مشيرًا إلى أنه يحرم عليها أثناء إحرمها بعمرة أو حج أن تلبس النقاب أو البرقع والقفازين.

وأضاف أن للمرأة أن تغطى سائر بدنها إلا الوجه والكفين أثناء إحرامها بعمرة أو الحج، لافتًا إلى أن الإحرام هو أول المناسك في الحج، ويقصد به النيّة للدخول في نسك الحج أو العمرة، وقد سمّي الإحرام بذلك لكون المسلم يُحرّم على نفسه ما قد كان مباحًا.

واستشهد بما أخرجه مالك وأحمد والبخاري والترمذي والنسائي وغيرهم، وهذا لفظه عند البخاري، وهو عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قامَ رَجُلٌ فَقالَ: يا رسولَ الله ماذَا تَأمُرُنَا أنْ نَلْبَسَ مِنَ الثّيَابِ في الحرمِ؟ فَقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا تلبَسوا القَمِيصَ ولاَ السّرَاويلاتِ ولا العَمَائمَ ولا البَرانِسَ، إلاّ أن يَكُونَ أحَدٌ لَيْسَ لَهُ نَعْلاَنِ فَلْيَلْبَسِ الخُفّيْنِ وليقطع أَسْفَلَ مِنْ الكَعْبَيْنِ، وَلاَ تَلْبَسُوا شَيْئًا مَسّهُ زعْفَرانُ ولاَ الوَرْسُ، ولاَ تَتَنَقّبْ الَْمَرْأَةُ المحرمة، ولاَ تلبَسْ القُفّازَيْنِ».