صراع العقول بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية يتواصل.. إسرائيل تنشر تفاصيل هروب قيادي حمساوي إلى تل أبيب والجهاد تكشف عملية بيت العنكبوت

يوصف الصراع العربي الإسرائيلي بأنه واحد من الصراعات الممتدة في المنطقة، والتي إذا همد أو توقف أحد أركانها تصاعد وثار ركن آخر، وهو ما ينطبق بدوره على الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، والذي لم يشهد صراعات موسعا منذ فترة، وحاول الجانبان قد الامكان الالتزام بقواعد الاشتباك بين الطرفين، وهو ما دفع إلى تحول هذا الصراع إلى صراع عقول بين أجهزة الأمن الإسرائيلية ونظيرتها في المقاومة الفلسطينية.

فقد كشفت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تفاصيل عملية استخباراتية معقدة نفذها جهاز الأمن التابع لها واستمرت نحو 1400 يوما ضد إسرائيل.

ونشرت فيلما وثائقيا يوضح تفاصيل العملية، حيث يقول ضابط في أمن سرايا القدس خلال "بيت العنكبوت" إنه في إطار العمليات الأمنية المعقدة التي نفذتها سرايا القدس، تم اختراق منظومة التجنيد وإدارة العملاء داخل أروقة جهاز الشاباك، مضيفا أنه تمت إدارة عملية تجنيد لمجندين من "سرايا القدس" على فترات زمنية متباعدة، ومع عدد من الضباط المشغلين، حيث أن مراحل الاتصال بين المجندين والمشغلين من جهاز الشاباك تمت إدراتها ومتابعتها بدقة من قبل جهاز "أمن سرايا القدس".

ولفت إلى أن سرايا القدس استفادت من تجنيد هؤلاء الأشخاص وذلك من  خلال تحديد العديد من الثغرات الأمنية في عمليات في إدارة التجنيد وإدارة العملاء من قبل ضباط جهاز الشاباك. مؤكدا أن اتصالاته مع ضابط الشاباك "شارلي" كانت تحت سيطرة وإدارة جهاز أمن سرايا القدس، حيث استمر التواصل لفترة من الزمن قابله خلالها مرتين، بترتيب كامل مع الحركة.

وأوضح أن الشاباك كشفت عن خريطة موضح عليها علامات وأرقام، وبعدها أظهر عدة صور لمقاومين ومدنيين. وأضاف: "في إحدى المقابلات قام بتدريبي على برنامج تشفير يتم من استخدامه من خلال الاتصال بالإنترنت".

ولفت إلى أنه في إحدى المرات أثناء تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع، طلب ضابط الشاباك "أبو توفيق" من المجند تأكيد معلومة وجود قائد ميداني من الحركة داخل سيارة وحدد له مكان تواجدها، وبالفعل توجه "المجند" للمكان وشاهد المقاوم داخل السيارة، ولكنه أبلغ ضابط الشاباك أن الشخص الموجود في السيارة ليس هو المطلوب وهكذا أفشل المجند مخطط الشاباك باستهداف هذا الرجل.

 وبين الضابط في أمن سرايا القدس أنه تم تزويد ضابط الشاباك "أبو قدري" بمعلومات حول مرابض صواريخ مصطنعة تم إعدادها مسبقًا وتم إدراجها في بنك أهداف العدو الصهيوني حيث تم استهداف بعضها في التصعيدات السابقة.

تأتي خطوة سرايا القدس بعد أيام من نشر إسرائيل مقطع فيديو يظهر لحظة انشقاق قيادي من حركة حماس وهروبه إلى إسرائيل عبر البحر، ورصد قوات الأمن الإسرائيلية له أثناء سباحته في المياه.

وبحسب الإعلام الإسرائيلي، فقد انشق عزالدين حسين، عن حركة حماس الشهر الماضي، وتلقى مساعدة إسرائيلية، بحسب تقارير فلسطينية، في الهرب من قطاع غزة إلى إسرائيل، بعد أن كان قائدا لمجموعة صواريخ "كتف- جو" تابعة لحركة حماس، وقدم معلومات نوعية وسرية مهمة إلى إسرائيل. وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إن ما قدمه المنشق الحمساوي لإسرائيل يعتبر نوعيا وسريا و"ثمين جدا". بحسب قوله

وعلى خلفية الواقعة أعلنت وزارة الداخلية في حركة حماس اعتقال خلية من العملاء، تتكون من 16 عنصرًا، أغلبهم من كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري للحركة، بتهمة التعامل والتخابر مع إسرائيل، بعد أن تم نشر المعلومات الخاصة بالقيادي الحمساوي المنشق.

وقدم مكتب المدعي العام للمنطقة الجنوبية في إسرائيل لائحة اتهام اليوم الخميس ضد حسين بن زهير عز الدين ، البالغ 26 سنة، مرفقا اللائحة بالفيديو الذي يظهر فيه زورقا حربيا إسرائيليا يرافق انشقاقه من البحر.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن حسين كان مسؤولا عن سرب صواريخ كتف في القسام، وشارك بالتدريب العسكري للمنظمة "وكان لديه كرئيس للفرقة صاروخ سام 7 مضاد للطائرات في منزله لإطلاقه فيما لو اعترضته طائرة هليكوبتر إسرائيلية" إلا أن عز الدين قرر قبل شهر، ولسبب ما، عبور الحدود البحرية من قطاع غزة إلى إسرائيل سباحة، فاشترى عوامة سباحة سبحت نحو كيلومتر في اتجاه إسرائيل. حيث رصده نظام تحكم بحري تابع للبحرية.