د.جوزيف رامز أمين يكتب: مصر والكورونا وأفريقيا

هذا وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع محافظات الجمهورية، ومتابعة الموقف أولًا بأول بشأن فيروس "كورونا المستجد"، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما قامت الوزارة بتخصيص عدد من وسائل التواصل لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية، بالإضافة إلى تطبيق "صحة مصر" المتاح على الهواتف..

                                

وبهذا فإن مصر باتت تسجل أقل معدل إصابة بـ "كوفيد-19" منذ 15 مايو كما تعد المستشفيات مستعدة للتعامل مع أي موجة ثانية لـ "كوفيد-19"، بشرط استمرار التزام المواطنين ارتداء الكمامات، والحرص على التباعد الجسدي واتباع إرشادات الصحة العامة بشكل عام.

                                                    

وقد ارتفع  عدد شهداء الأطباء من مصابي فيروس كورونا إلى (152) طبيبا .. وتخطى عدد الإصابات بين الأطباء الـ (3) آلاف إصابة...وأنه بالمؤشرات والدلائل.. فإن مصر خارج دائرة الأعلى خطورة لإصابات كورونا.. وليس كما يردد البعض.   

                                                                      

يذكر أن الدول الأعلى خطورة هي التي تسجل زيادة يومية في أعداد الإصابات والوفيات , لكن  مصر على مدار الأيام الماضية شهدت انخفاضا كبيرا في أعداد الإصابات، كذلك جرى غلق عدة مستشفيات كانت مخصصة لاستقبال مصابي كورونا بعد شفاء جميع المرضي، من ثم فإن كل هذا يعد دليلا فعليا على نجاح مصر في السيطرة على الفيروس، ولن تتجه لها أي دولة إلا بعد ضمان الشفاء التام والسيطرة الكاملة على الوضع.   

                                                                                                   

الكنائس تعيد فتح أبوابها في 3 أغسطس: أعادت الكنائس في القاهرة والإسكندرية فتح أبوابها مجددا اعتبارا من الثالث من أغسطس ، بعد إغلاق دام نحو أربعة أشهر بسبب فيروس "كوفيد-19"، وفق ما أعلنه البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية ...ولقد أعادت المساجد فتح أبوابها أمام المصلين الشهر الماضي مع السماح للرجال فقط بأداء الصلوات الخمس دون صلاة الجمعة، لكن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قررت حينها تأجيل فتح الكنائس بالقاهرة والإسكندرية، لحين إعادة تقييم الموقف في منتصف يوليو. 

                                                                                       

جنوب أفريقيا: 

أعلنت وزارة الصحة في جنوب إفريقيا عن تجاوز معدلات الإصابات في جنوب إفريقيا بسبب فيروس كورونا المستجد لنصف المليون، مشيرة إلى أن إجمالي الإصابات في القارة السمراء اقترب من مليون حالة.  

                                                                                                   

ولقد بلغ عدد الوفيات جراء الفيروس حتى الآن 8253، رغم رصد باحثين محليين ارتفاعا بنسبة 60 بالمئة في إجمالي عدد الوفيات الطبيعية خلال الأسابيع الأخيرة، مما يرجح أن العدد المعلن أقل بكثير من الفعلي. وجنوب أفريقيا هي البلد الأكثر تضررا من الوباء في القارة السمراء,والخامسة على مستوى العالم.  

وقال وزير الصحة "زويلي مخيزي" في تقريره اليومي  الأخير حول آخر التطورات المرتبطة بالوباء "تجاوزت جنوب أفريقيا عتبة نصف مليون إصابة، بإجمالي 503,290 إصابة مؤكدة بكوفيد-19". وسُجل أكثر من ثلث الإصابات في مقاطعة جاوتينغ، المركز المالي للبلاد.  

                                                 

وقال الرئيس "سيريل رامافوزا" السبت أن معدل الوفيات الناجم عن الإصابات في البلاد بلغ 1,6 بالمئة، أي "أقل من المعدل العالمي بشكل ملحوظ". وأضاف أنه "في حين أن جنوب أفريقيا تملك خامس أعلى عدد اجمالي في الاصابات بكوفيد-19 على مستوى العالم، إلا أن ترتيبنا الـ36 لأعلى عدد من الوفيات بالنسبة إلى عدد السكان". وتوقعت السلطات الصحية ارتفاعا في الإصابات عقب التخفيف التدريجي للحجر الصارم الذي فرض في 27 مارس/2020 خلال المراحل المبكرة للوباء.                                                                                                    

هذا وتملك جنوب افريقيا أحد أفضل النظم الصحية في القارة السمراء، وأطلقت حملة فحص وتتبع مكثفة، أدت إلى إجراء أكثر من ثلاثة ملايين فحص منذ رصد وصول الفيروس إلى أراضيها مطلع مارس/الماضى ,لكن البلاد هزتها مؤخرا قضية فساد مزعومة تتعلق بامدادات الألبسة الواقية للطواقم الطبية في مستشفياتها الحكومية. وقال الرئيس رامافوزا في بيانه السبت "من غير المعقول أن يكون هناك أشخاص يستغلون هذه الأزمة الصحية لإثراء أنفسهم بشكل غير قانوني". 

                                                                        

الكورونا فى العالم:

تجاوز عدد الإصابات بكورونا في العالم 18 مليونا طبقا لاحصاءات الأمس ، لذا فإن العدد الإجمالي للمصابين بلغ حتى صباح أمس الأحد 18 مليونا وأكثر من 23 ألفا، توفي نحو 689 ألفا منهم، بينما تماثل للشفاء أكثر من 11,3 مليون. وقد بلغ معدل الوفيات 6%، وبين الـ6 ملايين حالة نشطة المتبقية في أنحاء العالم، تبقى نسبة الحالات الخطيرة والحرجة نحو (65 ألف شخص).

                                                   

وأظهرت البيانات أن عدد الإصابات ارتفع خلال السبت الماضي بواقع 247 ألف حالة، فيما تم تسجيل 5931 حالة وفاة جديدة.

                                                                                            

وتبقى الولايات المتحدة في صدارة الدول الأكثر إصابة مع 4.7 مليون مصاب، لتشهد حالة وفاة بكورونا كل دقيقة تقريبا في أميركا...مع تراجع الواردات الأميركية من الكمامات وأجهزة التنفس رغم الإصابات  تليها البرازيل (2,7 مليون) والهند (1,7 مليون) وروسيا (845 ألفا) وجنوب إفريقيا (503 آلاف).  

                                                                                                 

وكان إجمالي الإصابات في العالم قد تخطى عتبة الـ17 مليونا في 29 يوليو، وعتبة الـ16 مليونا في 25 يوليو,ولذا فان دولا عديدة بدأت تعيد تشديد قيود كورونا مع ارتفاع أعداد الإصابات,واختلافات فى وجهات النظر.

                                                                                                          

كما رجحت منظمة الصحة العالمية أن يكون وباء كورونا "طويل الأمد"، وذلك خلال اجتماع عقدته لتقييم الأوضاع الصحية، بعد ستة أشهر من إعلان كوفيد-19 وباء عالميًا، وحذرت المنظمة في بيانها، من "مخاطر تراخي الاستجابة، في سياق من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية". 

                                       

ومن بين جميع الولايات الأميركية فإن كاليفورنيا فقط، التي يبلغ عدد سكانها 21 مليون نسمة أي حوالي ضعف سكان فلوريدا، سجلت المزيد من حالات الإصابة بفيروس كورونا، في حين سجلت فلوريدا السبت 179 وفاة جديدة، ليصل إجمالي عدد وفياتها إلى رقم قياسي بين سائر الولايات الأخرى بلغ 6843 وفاة.  

         

دور مصر أفريقيًا لمكافحة كورونا :

بعثة مصر فى جنيف تنسق مع المنظمات الانسانية لمواجهة أزمة كورونا فى الدول الافريقية:

تنظم بعثة مصر في جنيف لقاءات للمجموعة الأفريقية مع المنظمات الدولية الإنسانية لمتابعة جهود دعم القارة الأفريقية لمواجهة جائحة كورونا. وذلك في إطار الرئاسة المصرية الحالية للمجموعة الأفريقية في جنيف، وذلك على مدار الفترة الماضىة مع مديرى ورؤساء المنظمات الدولية الإنسانية لمتابعة نشاط تلك المنظمات في القارة الأفريقية خاصة جهودها في دعم ومساعدة دول وشعوب القارة في التعامل مع جائحة COVID-. 19.

وصرح السفير علاء يوسف، المندوب الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، بأن تلك اللقاءات تأتى في إطار حرص مصر والمجموعة الأفريقية على حشد الجهود الدولية لتقديم الدعم لدول القارة وتكثيف المساعدات المقدمة للقارة للتعامل مع الجائحة، خاصة في ظل هشاشة النظم الصحية في العديد من الدول الأفريقية، وما تمثله الجائحة من ضغوط إضافية على تلك النظم، فضلًا عن الآثار الاقتصادية والاجتماعية المباشرة وغير المباشرة للجائحة على الدول النامية -خاصة الدول الأفريقية- في ظل التوقعات بتأثر اقتصاديات مختلف دول العالم نتيجة لإجراءات التعامل مع الجائحة والتي أسفرت عن تباطؤ نمو الاقتصاد العالمى وانخفاض حركة التجارة العالمية وفقدان الملايين من الوظائف وفرص العمل. 

                                                                                                   

وزيرة الصحة: مصر ستصبح مركزا لتصنيع لقاح فيروس كورونا فى القارة الأفريقية: 

من جانبها استقبلت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، مؤخرا، السفير الصينى لدى مصر "لياو لي تشانج"، بديوان عام الوزارة، لمناقشة مشاركة مصر في إجراء التجارب كأحد المراكز الدولية المشاركة فى تصنيع لقاحات فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) بالتعاون مع إحدى الشركات الصينية.    

           

وأوضح بيان أن الاجتماع تناول التعاون بين الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات "فاكسيرا" التابعة لوزارة الصحة والسكان وإحدى الشركات الصينية التي تقوم بإجراء تجارب على تصنيع لقاح لفيروس كورونا المستجد، وذلك تحت رعاية الحكومتين المصرية والصينية، تمهيدًا لإنتاج ذلك اللقاح في مصر بعد ثبوت فعاليته. وأشار إلى أنه تم الاتفاق على أن تصبح مصر مركزا لتصنيع لقاح فيروس كورونا في القارة الأفريقية، لافتًا إلى أنه سيتم تقييم وضع خطوط الإنتاج في مصر من حيث الجودة والإمكانية وذلك للبدء في تصنيع اللقاح بمجرد التوصل إليه. 

                                                                       

ومن جانبه أعرب السفير الصيني عن فخره بالتعاون والشراكة مع مصر، للتغلب على فيروس كورونا ومساعدة البشرية لمواجهة أي أزمات، كما توجه بالشكر لوزيرة الصحة والسكان لزيارتها إلى دولة الصين في بداية أزمة فيروس كورونا، في إطار دعم مصر لدولة الصين وتسليم هدية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى جمهورية الصين الشعبية وشعبها، مؤكدًا أن تلك الزيارة محفورة في قلوب الشعب الصيني، كما أشار إلى إنارة المعالم الأثرية المصرية بالعلم الصيني والذي كان له طيب الأثر على الصينين قيادة وشعبًا. 

             

وأكد السفير الصيني دعم جمهورية الصين الكامل لدولة مصر، موضحًا أن تلك التحديات تعمق الترابط والتعاون بين الشعوب، كما أعرب عن تقديره لإدارة مصر لأزمة فيروس كورونا، مؤكدًا متابعته للتطور المستمر الذي تشهده مصر في قطاع الصحة، مثمنًا جهود الأطقم الطبية المصرية للتصدي للفيروس.