الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل ساهمت الأنماط الحياتية الصحية فى انتشار كورونا؟


الكورونا أصاب 25 مليونًا من البشر ، و كل يوم هناك غالبًا فيروس جديد ، ولدينا 220 فيروس تصيب الإنسان . الحيوان المفترس عدو معروف ، نراه ، و نعرف كيف نتجنبه ،أو نقيد حركته بحيث لا يضر. لكن فى عالم الميكروبات الضارة، الوضع مختلف تمامًا، نحن لا نرى الفيروسات التى ربما تكون منتشرة بيننا، و بأعداد مهولة ، هى ترانا ولا نراها، و تعرف الكثير عن الضحايا،و أغلبنا يجهل الكثير عنها.  تختار الضحايا ، وللأسف يساعدها البعض فى ذلك، بل يرحب بها ، للجهل بطرق العدوى و بأساليب الوقاية.الصراع بين البشر يبدأ بالمواجهة وجهًا لوجه ، لكن الفيروسات تواجهنا متخفية. 
  
ساهم غياب الأنماط الحياتية الصحية فى انتشار الأمراض المزمنة التى أصبحت من أهم  أمراض العصر. الأمراض المزمنة  وقود لفيروس كورونا كوفيد-19. تشمل قائمة الأمراض المزمنة أمراض القلب والأوعية الدموية و السكر و السرطان و حساسية الجهاز التنفسي شاملة الأنف أو الصدر أو كليهما . تقلل الأمراض المزمنة من التمتع بالحياة و الانتظام فى العمل أو الدراسة ، و علاجها عالي التكلفة ، وغالبًا يكون  طويل الأمد،لذا فهى تضيع الوقت والجهد و المال . 

يعتبر نمط الحياة انعكاسًا لثقافة  الفرد ،  و يرتبط بالعلاقات التي نكتسبها  من الأسرة و الآخرين ، و المال و العمل و المكان و المجتمع الذى نعيش فيه.الصحة هي من أهم العوامل التي تؤثر وتتأثر بنمط الحياة. للعودة للأنماط الحياتية الصحية يجب الحرص على مراجعة الطبيب بشكل دورى، لكى يعرف كل فرد أولًا بأول أمراضه الكامنة ، مع  متابعة قياس الوزن و محيط الخصر و مؤشر كتلة الجسم .

الوزن الزائد له تأثير سلبي على الجهاز التنفسي بسبب تأثيره على عملية تبادل الغازات، و آليات التنفس، و التحمل العضلي . كما تسبب السمنة زيادة حدوث المضاعفات مع الكورونا و الإنفلونزا ، و زيادة خطورة مرض الربو ، و تقلل من الاستجابة لبعض أدوية الربو، و تزيد من اضطرابات التنفس مثل توقف التنفس أثناء النوم .


معرفة طرق العدوى خير وسيلة لمنع انتشار الأوبئة. تغطية الأنف والفم عند السعال  أو العطس  يفيد فى الوقاية من ميكروبات البرد والإنفلونزا . غسل الأيدى يحمى من حوالى 250 مرضا ، ويقلل من معدلات التهابات الجهاز التنفسى والإسهالات.

تبسمك فى وجه أخيك صدقة ، و عندما تبتسم للأخرين تعود البسمة إليك مضاعفة مما يقلل من التوتر و يرفع المناعة . غابت البشاشة ، و إنتشر العبوس مما قلل المناعة. فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) ربما يسبب التوتر والمخاوف والعديد من  المتاعب النفسية . التفاؤل يعجل بالشفاء من الكورونا .

الفئات المعرضة للمتاعب النفسية من  فيروس كورونا المستجد هم كبار السن، و الذين يعانون من أمراض مزمنة، و الذين يعانون من قلة المناعة ،و الأشخاص الذين يقدمون خدمات طبية مثل الأطباء و أطقم الرعاية الصحية الآخرين، والمدخنون والمدمنون.

التوتر من أى فيروس جديد وغامض ربما يجلب القلق لدى البالغين والأطفال ، و الإجهاد ، و الإرهاق ، و مشاعر الاكتئاب أو القلق ، و الحزن على فراق من توفى من الأقارب أو الأصدقاء ،  و تغيرات في أنماط النوم أو الأكل غير الصحية ، و صعوبة النوم أو التركيز، و  تفاقم المشاكل الصحية المزمنة الأخرى ، و التفكير  فى الموت ، و العزلة الاجتماعية نتيجة الحجر الصحى أو العزل  لفترة أسبوعين.  الفضفضة مع الله  بالتعبد والدعاء ، ومع الأقارب والأصدقاء تقلل من التوتر . الكتاب والرياضة المنتظمة و التنفس العميق أيسر الطرق  و أقلها تكلفة للتخلص من التوتر ، و ضمان الصحة الجيدة . 

للوقاية من السمنة و توابعها يجب الحرص على ممارسة الرياضة  ، فالحركة بركة و ترفع المناعة . يفضل ممارسة أنشطة العضلات مرتين على الأقل أسبوعيا ، و  المشى السريع نصف ساعة يوميا  ، مع  ممارسة الأعمال اليومية بنشاط ، و الإقلال من الجلوس ساعات طويلة بلا حركة خاصة أمام التليفزيون  أو شاشات الكومبيوتر.

تغيرت العادات الغذائية كثيرا مؤخرا ، و انتشرت مطاعم الوجبات السريعة الغربية النمط ، مما ساهم فى زيادة الأمراض المزمنة حتى فى الشباب و الأطفال. يفضل أن تكون الوجبات الغذائية متوازنة فى الكم و النوع ، و من أربع إلى خمس وجبات صغيرة على قدر الإمكان ، و طازجة تحضر فى البيت  . لا داعى للسرعة فى تناول الطعام ، و يفضل المضغ جيدًا . يفضل الحرص على تناول السلاطة يوميًا ، و  أن تحتوى خمسة ألوان على الأقل مما يسهل الحصول على مركبات الفايتو التى ترفع المناعة و توفر مضادات طبيعية لأمراض العصر .  يجب أيضًا عدم نسيان الفاكهة يوميًا على أن تكون قبل الوجبات وليس بعدها . يجب شرب الماء و السوائل الطبيعية بما لا يقل عن 8 أكواب يوميا للشخص البالغ .

من الأغذية التى تساعد على حرق المزيد من السعرات الحرارية  التوابل خاصة القرفة ، و  شرب الماء بوفرة ، و الشاي الأخضر فكل كوب يحرق حوالى 20سعر حراري ، و الألبان قليلة  الدسم ، و الجريب فروت ، و صدور الدجاج المنزوع الجلد  ، و عش الغراب ، مع الحرص على تناول الألياف ممثلة فى الخضراوات  والفواكه الطازجة والردة و البقول ، و زيت الزيتون  و زيت بذور الكتان. 

النوم الصحى  هام جدا للمناعة و لانتظام الساعة البيولوجية ، وبالتالى إفراز الهرمونات و  أجهزة الجسم . يبلغ متوسط  ساعات النوم 8 ساعات ، على أن يكون مبكرًا و فى الظلام الدامس  وبلا ضوضاء. 

 لإتباع أنماط حياتية صحيحة  يجب محاربة الخمور و التدخين و المخدرات و التناول المفرط للسكر و ملح الطعام ، و الكف عن ظاهرة بلبعة الأدوية بدون مشورة طبية خاصة المضادات الحيوية ، و المسكنات و المهدئات و المنشطات و  الأدوية المنومة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط