الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قتلها من 9 سنين.. هاني عايز يطلق حبيبته من جوزها وأمه رفضت فخلص عليها.. أهالى عابدين يروون التفاصيل.. صور

حارة الحلواني بمنطقة
حارة الحلواني بمنطقة عابدين

«عايز إيه يا هاني انت بتعمل ليه كده يا ابني عايز تخلي واحدة ست تطلق من جوزها علشان تتجوزها انت، ده ميرضيش ربنا مفيش شرع ولا دين بيقولوا كده، هو انت الحشيش عمل فيك إيه، لو عملت كده لا انت ابني ولا أعرفك وعلى جثتي».. فكانت نهايتها الموت بعد أن كتم أنفاسها وقيدت الجريمة ضد مجهول حتى تم فتح القضية من جديد ليتم القبض على المتهم.. "صدى البلد" يرصد التفاصيل الكاملة من موقع الحادث في حارة الحلواني بمنطقة عابدين.


يقول الأهالي: منذ ما يقرب من ٩ أعوام وتحديدًا في عام ٢٠١١ بعد اندلاع  شرارة الثورة، كان الوضع لا يسمح بالنزول في الطرقات كثيرا والأجهزة الامنية كانت في اضطراب بين تأمين أقسام الشرطة وبين حماية المواطنين في ذلك التوقيت، وتحديدًا في الساعات الأولى من صباح فجر يوم جديد سمعنا صوت صراخ وشتائم يخرج من شقة أم هاني، هرولنا مسرعين إلى مكان الصوت فوجدناها تسب في ابنها هاني الذي يعمل فى السكة الحديد.


سرق فلوس أمه وشرب بها حشيش
وعندما سألنا عن سبب الخناقة أخبرتنا قائلة: "ابني هاني بيشرب حشيش وكل يوم يرجع في وش الفجر بيطوح ومش شايف قدامه وعمال ياخد مني فلوس غصب عني، ولما بكون نايمة بيدخل غرفتي ياخد فلوسي اللي بقبضها من المعاش ويمشي يروح يصرفها على البنت اللي ماشي معاها في منطقة الدرب الأحمر، وكذا مرة أكلمه أنا وأخوه الكبير بس محدش قادر عليه، أنا تعبت منه ومش عارفة أعمل ايه شوفولي حل يا ناس في ابني".

وبعدها تدخل بعض العقلاء في المنطقة، وطلبوا من هاني عدم أخذ الأموال من والدته دون علمها ونصحوه بأن يبتعد عن شرب الحشيش وصحبة أصدقاء السوء، ووافق هاني على أن لا يأخذ أموالا من والدته مرة أخرى ولكن كان شيء ما يدور في رأسه.


شيخ كبير ينصحهم
مر يوم تلو الآخر، ومع اقتراب أذان العشاء، شاهدنا هاني يقف بصحبة ٥ أشخاص من أصدقائه على حافة الطريق أمام منزلهم، ومعهم حشيش وورق بفرة، ومكثوا يتعاطون الحشيش، في ذلك الوقت كان يمر أحد شيوخ المنطقة، فوقف معهم لبضع دقائق معدودة ودار بينهم نقاش وبعدها ترجل هاني بصحبة أصدقائه وتركوا المنطقة ولم نشاهد أحدًا منهم يتعاطى المخدرات في المنطقة منذ أن تحدث معهم الشيخ.


قصة حبه مع فتاة متزوجة
مرت الأيام والليالي وشاهدنا هاني يترجل نحو شقة والدته وبصحبته فتاة ومعها طفلها الصغير الذي لم يكمل عامه الثالث من عمره، هنا أخبر والدته أنه يريد الزواج من تلك الفتاة وأخبرها أنها متزوجة ولكن يوجد مشاكل بينها وبين زوجها وتريد الانفصال منه، وطلب من والدته أن تسمح له بالزواج في شقتها التي تقطن فيها.


رفضت الأم طلب ابنها وقالت له: "عايز تطلق واحدة من جوزها وتتجوزها  انت.. طيب دي معاها طفل صغير وهنقول ماشي، أما يا بني تخليها تطلق من جوزها علشان تتجوزها انت ده ميرضيش ربنا ولا في شرع ولا دين بيقولوا كده، إنت ايه يابني الحشيش عمل فيك ايه، حرام عليك يابني شوف اخوك طلع اشتغل واشترى شقة اتجوز فيها وعايش بالحلال ويحمد ربنا على اللي هو فيه، قوم اطلع من الشقة انت وهي ومش عايز اشوفك هنا تاني، لو عايز تتجوز في الشقة روح هات واحدة بنت ناس وتعالى اسكن معايا هنا في الشقة، أما تجيب واحده ومعاها طفل وعايز تتجوزها ده على جثتي".


الجريمة والعقاب
وأوضح الجيران أنه يوم الواقعة وجدنا باب الشقة الخاص بأم هاني مفتوح وملقاة جثة هامدة، في تلك الوقت كان ابنها هاني في الشغل عامل في السكة الحديد، وعندما عاد مكث يبكي ويردد: "سبتيني ليه يا أمي حرام تسيبيني لوحدي أنا مليش حد غيرك في الدنيا بعد ما ابويا مات وسابنى أنا وانتي واخويا لوحدنا، أنا والله بحبك ومش هقدر أعيش من غيرك ربنا يرحمك ياما"، ومكث هاني يشق في هدومه والدموع تنهمر من عينيه حتى تم استخراج تصريح دفن لوالدته ودفنها في مقابر العائلة دون معرفة أسباب الوفاة أو الجاني.


فتح القضية من جديد
وأضاف الأهالي: "كان في نقيب شرطة من قسم شرطة عابدين ماسك ملف القضية، ولكن بعد مرور أيام قليلة تم نقل النقيب إلى الصعيد وتم حفظ الواقعة وقيدت ضد مجهول، وبعد مرور ٩ أعوام عاد ضابط الشرطة مرة أخرى للخدمة في قسم شرطة عابدين وتم فتح القضية من جديد حتى توصل إلى الجاني وهو هاني الذي قتل أمه بدم بارد وتم إلقاء القبض عليه متهما بقتل والدته منذ ٩ أعوام وتحديدا عقب ثورة يناير ٢٠١١".


عقاب الله
واستطرد الأهالي: "بعد مرور عامين ونصف العام، تزوج هاني في شقة والدته التي ارتكب فيها الجريمة ورزقه الله بطفل ولكن منذ ولادته وهو بيجري به على الأطباء لأنه يعاني من ضمور في المخ وحالته الصحية في تدهور منذ الوهلة الأولى من ولادته، وكأن القدر يعاقبه على قتل والدته".
 

قطعة قماش وكتم أنفاس
واعترف المتهم أمام مباحث قسم شرطة عابدين، بقتل والدته بأنه جلب قطعة قماش ولفها على رقبة والدته وخنقها حتى كتم أنفاسها ووقعت جثة هامدة لتلقى مصرعها في الحال.


وأكد المتهم أنه بعد ارتكابه الجريمة استيقظ وذهب إلى العمل وترك باب الشقة مفتوحا لكي يضلل الأجهزة الأمنية عن مرتكب الواقعة وتقيد القضية ضد مجهول أو سرقة.