الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زمان كان فيها خير.. عجوز يعمل نباشًا للقمامة بسوهاج يرثي الماضي ويطالب المسئولين بنظرة

عجوز يعمل نباشًا
عجوز يعمل نباشًا للقمامة بسوهاج

يتجول مُسن في العقد السابع من العمر، بعربة كارو في شوارع مدينة سوهاج، كي يسعى على لقمة عيشه، فينبش على رزقه بين صناديق القمامة.

يستيقظ العجوز فجرًا كي يذهب من مركز أخميم إلى المدينة، ليُمارس عمله دون أن يشعر أحدًا من أهل بلدته، "هما عارفين انا بشتغل إيه من زمان أوي بس على الأقل مبقاش بلم قمامتهم".

أخذ الجد يحترف هذا العمل الذي بدأ فيه منذ نعومة أظافره، وحتى أصبح جدًا، حيث لديه من الأبناء خمسة من بينهم ربة منزل مُطلقة ولديها طفلان، يصرف عليهم جميعًا فلا يعرف أحدهم شيئًا عن العمل سواه، لم يُريد يومًا أن يجمل فلذة أكباده يمدون أيديهم ليمارسون مهنة الشحاذة مثل من يُماثلوهم في شوارع سوهاج.

لم يُحب أن يراهم مثله ذات يومه ولكنه لم يستطع أن يختار لهم الأفضل، لم يستطع تعليمهم، ولم يُدرك كيف يُعينهم على العيش بكرامة بتلك الحياة.

"زمان كان فيه خير والناس تقدر تعبك وشيبتك دلوقتي لو حد شافني وهو معدي يبقى ربنا يكتر من أمثاله"، بهذه الكلمات آخذ العم علي النباش يتحدث عن مُعاناته مع "صدى البلد" وهو يبتسم ابتسامته التي اعتاد أن يرسمها على وجهه وهو يدعوا الله لمن تعاطف معه ومد يد العون له والمساعدة بما في أيديهم، ومن يُعطيه مما أعطاه الله.

كل منا لديه من هم دُنياه الكثير ومن حمولها الأكثر، ولكن كيف يسمح لك قلبك أن ترى مثل هذا الرجل الذي يسعى على لقمة عيشه بصعوبة دون تساعده ولو بنظرة رأفة منك عليه.

"زمان كان الجار ميعرفش ينام وهو عارف انه جاره متعشاش عشان ظروفه متسمحش فكان يروح له بالأكل ويقوله جاي أكل معاك أجبر الذات"، مُشيرًا إلى أن اليوم الأهل لم يكونوا بجانب الفرع المائل بعائلتهم، فكيف نُريد من الجار أن يكون بجانب جاره المحتاج، أو أن يشعر أحد المارة بمن مثله بالشوارع.

"أنا كبرت ونفسي المحافظة بس تبص بعينها على ولادي وتراعاهم أنا الله أعلم كام ساعة باقيه في عمري".