الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في اليوم العالمي للأعمال الخيرية.. أحاديث وآيات تدل عن فضل عمل الخير

صدى البلد

عمل الخير .. من أنبل المقاصد وأسمى الغايات التي يسعى الإنسان إليها، والمسارعة إليه، وبهذا تسمو إنسانيته ويتشبّه بالملائكة، ويتحلّى بأخلاق الأنبياء والصادقين، ولذلك فقد أوصى الإسلام المسلمين بأن يفعلوا الخير مع الآخرين بغض النظر عن معتقداتهم وأجناسهم، فقال تعالى: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).

ويعتبر عمل الخير من أهم الأعمال التي يقوم بها المسلم، لأنه يتقرّب به من الله، كما أنه يعتبر جزءًا من العبادة، وقد أكثر الله من الدعوة إليه، وجعله عنصرًا من عناصر الفلاح والفوز، فقال: (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ* يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ* يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، والله -عزّ وجلّ- يوازن بين ما في الدنيا من المفاتن والمباهج، وبين الأخلاق والمكارم، فإن الأخلاق أثرها أدوم، وهي أجدر باهتمام الإنسان، وخير له في الدنيا والآخرة.

- ثواب وفضل تقديم الخير للآخرين ونفعهم 
امتلأ القرآن الكريم بالآيات التي تحثّ على فعل الخير، وتقديم النفع للآخرين، وما يترتّب على ذلك من الأجر العظيم، فمنها ما قاله تعالى: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ* الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)، وإن من الجميل أن يدخل المسلم السرور على قلب أخيه المسلم، فيدعو له، ومن أراد أن يسهّل الله له قضاء حاجاته فإنه يعين الناس على قضاء حوائجهم ويحتسب أجره ويخلص في نيته، حيث إن الجزاء من جنس العمل، ومن أسرع الناس عبورًا عن الصراط من مشى في قضاء حوائج الناس، ويعدّ ذلك من باب المسارعة إلى فعل الخير والمسابقة إليه.


- دوافع فعل الخير 
هناك العديد من الحوافز الذاتية التي تدفع صاحبها إلى فعل الخير، منها:
1) التعرّف على أبواب الخير التي أمر الله تعالى بها.
2) استحضار هذه الأبواب في الذهن وعدم نسيانها، وعظم الأجر المترتب على فعلها. 
3) الحرص على اللقاءات الإخوانية والأجواء الروحانية.
4) العلم أن المسابقة إلى فعل الخيرات أمر من الله ومطلب شرعي. 
5) زيارة الجمعيات الخيرية والهيئات التي تعنى بالإغاثة.
6) الاستشعار أن التنافس في الخيرات والمسابقة فيها صفة من صفات المؤمنين والملائكة.
7) التعرف إلى ما كان يصيب السلف من الحسرة والبكاء إذا فاتهم الخير، وحرصهم على التنافس فيها. 
8) استشعار مدى قصر العمر، وأن أنفاس الإنسان معدودة. قراءة كتب الرقائق، والزهد، والأعمال الصالحة.
9) العلم بأن الدال على الخير كفاعله، وأن من عمل صالحًا فله أجره وأجر من تبعه في ذلك العمل. 
10) زيارة اهل الخير، ومجالستهم، ومصاحبتهم، وطلب الدعاء منهم.
11) دعاء الله بتيسير فعل الخير، والدلالة عليه، والحرص على نية الخير فيه، وإشغال القلب بذلك. 
12) العلم بأن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كان يدعو الله دائمًا بفعل الخير ويسأل الله ذلك. 
13) عمل الخير سببٌ لثناء الناس لفاعله في الدنيا، ومحبتهم له بعد وفاته. 
14) العلم بأن المداومة على العمل الصالح من أحب الأعمال إلى الله وإن كان قليل

- أحاديث تدل على فضل عمل الخير
يقول رسول الله الحبيب صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضع وسبعون شعبة؛ فأفضلها قول لا إله الا الله، وأدناها أماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان" (متفق عليه).

"كل سُلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس: تعدل بين اثنين صدقة، تعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاه صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة" (متفق عليه).

"المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يُسْلِمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فَرَّج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فَرَّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا سترة الله يوم القيامة" (متفق عليه).

"من مشى في حاجة أخيه كان خيرًا له من اعتكاف عشر سنوات" (متفق عليه).

"الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو قال كالصائم لا يفطر والقائم لا يفتر" (رواه البخاري ومسلم).

"ما مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة" (رواه البخاري).

"من كان له فضل ظهر، فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل زاد، فليعد به على من لا زاد له"، فذكر من أصناف المال ما ذكره، حتى رأينا، أنه لا حق لأحد منا في فضل (رواه مسلم).

"لقد رأيت رجلًا يتقلب في الجنة، في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين" [رواه مسلم).

"مثل المومنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد؛ اذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" (رواه مسلم وأحمد).

"الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" (رواه أبو داود والترمذي).

"ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال إصلاح ذات البين" )رواه أبو داود والترمذي).

"تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمر بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الردئ لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة") رواه الترمذي).

" لأن يمشي أحدكم في قضاء حاجة - وأشار بإصبعه- أفضل من أن يعتكف في مسجدي هذا شهرين") رواه الحاكم).

"من لقي أخاه المسلم بما يحب يسره بذلك سرّه الله عز وجل يوم القيامة" )رواه الطبراني).

"الخلق كلهم عيال الله، وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله" )رواه الطبراني).

"افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله؛ فإن لله نفحات من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده" (حديث صحيح).

"إن لله عبادًا اختصهم لقضاء حوائج الناس، حببهم للخير وحبب الخير إليهم، أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة".