الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إنجازات ومشروعات مصر (مش بالكيلو) !


نتحدث عن إنجاز أو مشروع قومي ضخم ومن شأنه النهوض بمصر واقتصادها مستقبلًا، فتجد من يصيحون (وأنا استفدت ايه) ! وكأنه يتعامل مع هذه المشروعات والانجازات على أنها (بالكيلو) فيترجم عقله المنفعة القادمة من المشروع بمنطق بيع الطماطم في السوق.
 

الأمور لا ترى بهذا الشكل أبدًا، فهذه المشروعات لها تكلفة ولها ثمن باهظ لن يدفعه غيرنا مواطنو هذا البلد، لن يأتي من الفضاء مخلوقات تتحمل هي عبء إصلاح منظومة الكهرباء مثلًا والتي تكلفت المليارات، فلكل نجاح ثمن وتضحية وهذه التضحيات ستؤتي ثمارها مستقبلًا وهذا طبيعي، فلن تجد الثمار في يوم وليلة.


ومثالًا على ذلك، كتبت على صفحتي الخاصة محتفيًا باكتشاف حقل غاز جديد، فإذا بأحد المتابعين والذي يتعامل بمنطق (الكيلو) يعلق (وأنا هستفيد ايه) وآخر يسأل (طيب سعر الغاز هيرخص؟).
 

وهنا لا نمل من الرد والشرح و التوضيح، عزيزي للمرة الألف، سنوضح الأمر، الاكتشاف الخاص بالغاز يعني زيادة الإنتاج مما سيعود بالنفع على خزينة الدولة مستقبلًا، ومثالًا على ذلك وللتوضيح أكثر نقول أنك لو قمت بإنشاء مزارع سمكية ستزيد الثروه السمكيه وبالتالي يزيد المعروض اكثر، وبالتالي يقل السعر.


ولكن في موضوع الغاز لا يصح القياس، لأن المعادلة يوجد فيها الشركة التي قامت بالبحث و التنقيب والحفر والاستخراج وبناء عليه فلها حصة من المنتج المستخرج، والباقي المخصص للدولة له وجهات عديدة.


أما تحقيق اكتفاء ذاتي يغني عن الاستيراد فيتوفر لدينا الكثير من العملة الصعبة والتي تتوجه بدورها لخزانة الدولة، ومن ثم يتم انشاء مشروعات و تشغيل مصانع وتحويل طاقتها من كهرباء أو بترول أو فحم إلي غاز.


فيكون الطبيعي هو لمس المردود والعائد على الفرد مستقبلا و ليس في الحال و التو واللحظة، وهناك مجالات عديدة يتم ضخ الأموال فيها من عوائد وأرباح هذه المشروعات ولكن البعض لا يشعر، فبناء مساكن آدمية ومجتمعات عمرانية راقية تليق بالمصريين ليس بالهين، و يتكلف ملايين بل مليارات، هل سأل أحدكم من أين؟.


سيأتي المردود لا محالة، ولكنه لن يأتي في الجيب مباشرة ولن يوزع المردود علينا بالتساوي وكأننا كما قلت نبيع بالكيلو ونوزع الأرباح بيننا، صبرًا فما يحدث في مصر الأن لم يحدث منذ عقود ولن أبالغ لو قلت أنه لم يحدث من قبل، وسيكون المردود ملموسا في سنوات قادمة لأن إصلاح ما يزيد عن 60 عاما من الفشل في مجالات عديدة يأخذ وقتا ليس بالقليل.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط