الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يجوز للأب التفضيل بين أبنائه في العطية .. علي جمعة يجيب

د على جمعة
د على جمعة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الإسلام حث الآباءَ على العدل بين أولادهم؛ فقال سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما أخرجه الشيخان البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه: «اتَّقُوا اللهَ، وَاعْدِلُوا فِي أَوْلَادِكُمْ».

وأضاف «جمعة» في فتوى له، أنه وردت رواية أخرى في "الصحيحين": «يَا بَشِيرُ، أَلَكَ وَلَدٌ سِوَى هَذَا؟» قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: «أَكُلَّهُمْ وَهَبْتَ لَهُ مِثْلَ هَذَا؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «فَلَا تُشْهِدْنِي إِذًا، فَإِنِّي لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ» كما في البخاري، أو قال: «أَكُلَّ بَنِيكَ قَدْ نَحَلْتَ مِثْلَ مَا نَحَلْتَ النُّعْمَانَ؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «فَأَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي» كما في مسلم، وفي رواية للطبراني في "الكبير": «اتَّقُوا الله واعدِلُوا بَيْنَ أوْلادكُمْ كَمَا تُحِبُّونَ أنْ يَبَرُّوكُمْ»؛ وذلك لأن عدم العدل بين الأولاد يورث الضغينة والكراهية بينهم، ومن هنا قال فقهاء الشافعية وغيرهم بكراهة التفرقة بين الأولاد في العطية، وقال الحنابلة بحرمة التفرقة بينهم.

وأكد أن الحرمة والكراهة تكون محققةً إذا لم يكن هناك سببٌ يدعو لهذا التفضيل، فإن كان هناك سببٌ لذلك؛ مثل العجز أو وجود مرضٍ أو عاهةٍ أو ضيقٍ في حياة أحد الأولاد فإنه يجوز للأب أن يُميِّزه بشيءٍ من ماله ولا حرج عليه في ذلك؛ كما ذهب إلى ذلك جماهير العلماء، والإنسان ما دام حيًّا وفي كامل قواه العقلية فله أن يَهَب ما يشاء لمن يشاء؛ فإن كان لأجنبيٍّ فلا حرج، وإن كان لأحد الورثة فإنه يجوز إذا كان للحاجة والمصلحة.

حكم الرجوع في الهبة 

قال الشيخ علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه لا يجوز الرجوع فى الهبة أو الرجوع فى التنازل عن الممتلكات بطيب نفس.

وأضاف أمين الفتوى، فى لقائه على فضائية "الناس"، أن الله إذا أكرم الفقير الذي تم التنازل له عن بعض الممتلكات فمن الفضل أن يرجع المتنازل عنه لم تنازل له، فهذا من الإحسان ورد الجميل إلى أصحابه وأن يكرمهم غنيا كما أكرموه وهو فقير.

وأشار إلى أن المسألة هنا فيها شقين الأول هو الحق والأصل وفيه لا يجوز التراجع عن التنازل والشق الثاني هو الفضل بأن تعود هذه الممتلكات لأصحابها القدامى بعدما يسر الله الحال.