صرح الدكتور علي عبد النبي نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقًا، بأن البحث العلمي يلعب دورًا رئيسيًا في بناء وإنشاء المحطات النووية الجديدة.
وأشار إلى أن أهمية البحث العلمي تكمن في اعتماد الدولة على الأبحاث العلمية لتحقيق التقدم والتطور الحضاري المرجو، ولذلك فقد أنشأ الرئيس جمال عبد الناصر العديد من مراكز الأبحاث التي تخدم مختلف العلوم.
وأضاف "عبد النبي" فى تصريح خاص لـ"صدى البلد"، أنه انطلاقًا من أهمية الطاقة النووية في الاستخدامات السلمية، تم تخصيص مركز البحوث النووية في إنشاص، وهو مركز قائم بذاته لأغراض البحوث فى مجالات التطبيقات النووية، ومنها إنشاء المحطات النووية لتوليد الكهرباء.
كما أكد أن مركز البحوث النووية فى هيئة الطاقة الذرية تمتلك العديد من الكوادر العلمية المتخصصة في المفاعلات النووية والتي تحرص على عقد الأبحاث باستمرار حول كل ما هو جديد في هذا القطاع، بالإضافة إلى تقييم تكنولوجيات محطات الطاقة النووية الموجودة في حيز التشغيل بجانب المحطات التي تعمل على التطوير والمحطات الجديدة أيضًا.
وحول مساهمة البحث العلمي فى تطوير وتحديث المحطات النووية، أوضح عبد النبي أن التطوير والتحديث يتم فى اتجاههين، اتجاه المفاعلات النووية الإنشطارية، والمفاعلات النووية الاندماجية، والتي من المنتظر أن تعمل تجاريًا في عام 2035.
ولفت إلى أنه يتم تطوير وتحديث المفاعلات النووية الانشطارية التي تستخدم في توليد الطاقة الكهربائية حاليًا. وقال: "يتم تنفيذ عمليات التطوير بشكل اساسي في معايير الأمان النووي وأنظمة الأمان النووي، وذلك استنادًا إلى الدروس المستفادة من الصيانة والتشغيل للمحطات النووية لأكثر من 60 عامًا."
وفيما يخص الاستفادة من الخبرات المكتسبة من الحوادث النووية السابقة، اتفقت الدول الرائدة في الصناعات النووية على العمل وفق معايير سلامة صارمة لمنع تكرار حوادث مماثلة في المستقبل. ومن هنا، تم إعداد الجيل الثالث المطور GEN3+ من المفاعلات التي تحتوي على وعاء الاحتواء لمنع أي تسريب او إطلاق للإشعاع. ويعمل هذا النوع من المفاعلات على تحمل أي تأثيرات خارجية -الزلازل والأعاصير والفيضانات وأمواج تسونامي، إلخ.
من المقرر أن تتضمن محطة الضبعة للطاقة النووية مفاعلات الجيل الثالث المطور GEN3+ من نوع VVER-1200، مما يجعل مصر الدولة الوحيدة في إفريقيا التي تمتلك مفاعلات الجيل الثالث المطور. بالإضافة إلى ذلك، تعد محطة الضبعة للطاقة النووية واحدة من أكثر محطات الطاقة النووية أمانًا في جميع أنحاء العالم، كونها ستشمل أحدث التقنيات النووية التي تم تجربتها بنجاح في روسيا، حيث توجد وحدتان للطاقة في Novovoronezh NPP ووحدة واحدة في Leningrad NPP.
كما أشار عبد النبي إلى أن هيئة الطاقة الذرية هي "الأم" وهي الهيئة البحثية في مجال الطاقة النووية السلمية، وخرج منها هيئة المواد النووية. وأوضح ان الهيئة التنفيذية للمحطات النووية وهي هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء. ونوه إلى أن هناك تنسيقًا تامًا بين هيئة الطاقة الذرية (الهيئة البحثية) وبين هيئة المحطات النووية (الهيئة التنفيذية) فى تدريب الكوادر والفنيين سواء كان على مستوى التدريب الخارجي أو التدريب الداخلي. وشدد قائلًا: "لا يمكن أن نغفل اشتراك هيئة الطاقة الذرية مع هيئة المحطات النووية فى إنشاء مدرسة الضبعة للتكنولوجيا المتطورة لتخريج كوادر فنية تعمل في صيانة المحطة النووية".