الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيفية التقرب إلى الله .. إليك 15 خطوة

/كيفية التقرب إلى
/كيفية التقرب إلى الله .. إليك 15 خطوة

كيفية التقرب إلى الله.. يسعى المسلم الحقّ إلى التقرب من الله -عزّ وجلّ- واتباع أوامره، واجتناب نواهيه؛ فالتقرب من الله – سبحانه وتعالى- يجعلنا نفوز بجنّات النعيم ورضوان الله وتوفيقه في الدنيا والآخرة، وعلى العبد التوبة إلى الله مهما كانت ذنوبه و في الحديث القدسيّ: «يا ابنَ آدمَ، إنَّك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لكَ على ما كانَ منكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ، لوْ بلغتْ ذنوبُك عنانَ السماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ، لوْ أنَّك أتيتَني بقُرَابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشركْ بي شيئًا لأتيتُك بقرابِها مغفرةً»؛ ففي الحديث القدسيّ بشارة عظيمة لجميع البشر أنه مهما بلغت الذنوب عددًا أو عظمًا فإن الله تعالى يغفرها كلّها فلا تعجزه كثرتها ولا يبالي بها.


1- أداء الصلاة في أوقاتها: تعتبر الصلاة الركن الأول من أركان الإسلام، وهي عمود الدين، كما أنّها أوّل ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، ومن أحب الأعمال إلى الله أداء الصلاة في وقتها، أي بعد الآذان مباشرة، كما أن الصلاة في المسجد مع الجماعة لها أجر مضاعف أكثرمن أجر صلاة الشخص بمفرده.

 2- أداء صلاة التطوع: يقصد بها أداء الصلوات المشروعة وغير الواجبة، مثل صلاة: السنة، والتراويح، والضحى، والتهجّد، والوتر، وتحية المسجد، فينال من يؤدّي مثل هذه العبادات أجرًا عظيمًا، ويتقرّب إلى الله ويفوز برضوانه وجنته يوم القيامة.

3- الحرص على المداومة على الطاعات؛ فمن أحبّ الأعمال إلى الله هي أدومها، لذلك يجب على المسلم المداومة على طاعة الله، وفعل الخير، فهي السبيل للتقرّب إلى الله ونيل رضاه ومحبته. بر الوالدين يقصد ببر الوالدين معاملتهما معاملة حسنة، وطاعتهما في الأمور التي ترضي الله، قال – تعالى-: « وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ»،  [سورة لقمان: الآية 14].


4- الحرص على ذكر الله هو من أعظم الأفعال التي يتقرب بها العبد إلى الله -عزّ وجل-، ومن الأذكار التي جعل الله لها أجرًا عظيمًا التسبيحات الأربعة وهي: سبحان الله، والله أكبر، والحمد لله، ولا آله إلا الله، بالإضافة إلى قراءة الأذكار في الصباح والمساء، وقد جعل الله لمن ذكره الأجر العظيم، وأزال عنه الهموم، وأعانه على قضاء حوائجه، وخصّه الله بمحبته، ووسّع له في رزقه، وجعله ممن يدخلون الجنة يوم القيامة، قال – تعالى-: « يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا»، [ سورة الاحزاب: 42،41].

5-  الصيام: فقد جعل الله  - سبحانه وتعالى- الصوم من الأعمال المحببة إليه، والتي تشفع لصاحبها يوم القيامة، فيتقرب المسلم إلى ربه عن طريق صيام شهر رمضان، وصيام التطوع كصيام يوم عرفة لغير الحاج، وصيام يومي الإثنين والخميس، وصيام الأيام البيض من كل شهر وهي يوم الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كل شهر.

6-  التوبة عن المعاصي والآثام التي ارتكبها المسلم: ويجب أن تكون توبته صادقة وصحيحة، وأن يعاهد الله على عدم العودة إلى المعاصي.

7 -  قراءة القرآن الكريم: لقوله -عليه السلام في الحديث الشريف: « من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها»، [صحيح الجامع].

8- الإكثار من الصلاة على النبي عليه السلام: تصديقًا لما جاء في الحديث الشريف التالي: «من صلّى عليّ صلاة، صلى الله عليه بها عشرًا»، [رواه مسلم].

9-  لزوم الصحبة الصالحة: حيث إن الأصحاب الأخيار يعينون المسلم على طاعة الله، وترك المعاصي والآثام.


ومن السنن ركعتان أوصى بهما النبي على وجه الخصوص قبل فرض المغرب، ومن السنن أيضًا ما ذكره النبي -عليه السلام- في حديثٍ واحدٍ عدّة أشكالٍ من النوافل، فقال: «كلُّ سُلامَى من الناسِ عليه صدقةٌ، كلُّ يومٍ تطلُعُ فيه الشمسُ، يعدلُ بينَ الاثنينِ صدقةٌ، ويعينُ الرجلَ على دابتِه فيحملُ عليها، أو يرفعُ عليها متاعَه صدقةٌ، والكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ، وكلُّ خطوةٍ يخطوها إلى الصلاةِ صدقةٌ، ويميطُ الأذَى عن الطريقِ صدقةٌ»؛ فكلّ ما ورد في الحديث من صلاة الضحى وغيرها من النوافل التي ترفع العبد عند ربّه، وتزكّي منزلته فيمن عنده.

كما تسابق الصحابة - رضي الله عنهم- إلى تطبيق سنّة نبي الله محمد -عليه الصلاة والسلام- لينالوا الفضل العظيم لتطبيقهم هذه الأعمال، فأمّ المؤمنين أم حبيبة -رضي الله عنها- لم تفتر عن وصيّة النبي -عليه الصلاة والسلام- لها بأن تصلّي اثنتي عشرة ركعة في اليوم أبدًا، وذلك تعلّقًا ورغبة منها في نيل أعلى الدرجات عند الله تعالى في الآخرة.

الأحاديث والآيات الكريمة التي ترغب العبد بالتوبة وتؤكد حب الله تعالى لتوبة عبده كثيرة، ومنها:
1- الحديث القدسي عن الله – تعالى-: «يا عبادي، إنكم تُخطئون بالليلِ والنهارِ، وأنا أغفرُ الذنوبَ جميعًا، فاستغفروني أغفرُ لكم».

2- وفي حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم- يصف فيه أن رجلًا في أرضٍ دون طعام أو شراب فيها، ونام قليلًا فيها فتركته ناقته التي حمل عليها طعامه وشرابه، فاستيقظ فلم يجد ناقته، فأصابه اليأس، فاضطجع في ظل شجرة، فإذا هي عائدة مجددًا بين يديه، فقام من فرحه يقول: اللهم أنت عبدي وأنا ربّك، فأخطأ من شدة الفرح».

1- إخلاص النية لله تعالى من هذه التوبة، فلا تكن سعيًا لمرضاة أي أحد سواه.

2- الإقلاع عن الذنب وتركه نهائيًا. الندم على إتيانه والوقوع فيه من قبل.

3-عقد العزم على عدم العودة إليه ثانية. الشروع بالتوبة والإقبال على الله تعالى قبل أن يغرغر الإنسان عند الموت.

4- أداء الحقوق إلى أصحابها إن كانت الذنوب والمعاصي متعلّقةً بالعباد، وبذل كل الوسع والطاقة في ذلك، فإن كانت التوبة من السرقة مثلًا فعلى العبد أن يردّ المسروقات إلى أصحابها، وإن كان ذلك صعبًا فعلى العبد أن يتصدّق بقيمة المسروقات.

وكما ذكر العلماء شروطًا لقبول التوبة، فقد ذكروا أمورًا تعين على إقبال المرء على توبته، وتسهّل عليه الثبات عليها، ومن المعينات على التوبة والثبات عليها ما يأتي:

1- استحضار عظمة الله سبحانه وأنه المتفضل على عباده بنعم كثيرة، فلا يجوز أن يقابل المرء الإحسان بالإساءة، بل بالشكر والطاعة ما استطاع إلى ذلك سبيلًا.

2- تذكر سوء عاقبة الذنب والمذنبين، وأنه سبب لحلول سخط الله تعالى، ونزول النقم عليه بسبب تكرار أخطائه وبعده عن التوبة والاستغفار، ولقد أوضح الله تعالى في القرآن الكريم أن الذنوب سبب لنزول النقم والبلايا، قال الله تعالى: "وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ".

3- استحضار فضل التوبة وأهميتها، فكما أن استحضار سوء الذنب ينفر منه، فإنّ استحضار فضل التوبة وأهميتها قبل الموت سببٌ للإقبال عليها والرغبة في الاستزادة منها.

4- إيقان المسلم أنه لا بد من الوقوف بين يدي الله تعالى يوم الحساب، واستعراض الذنوب والخطايا واحدًا واحدًا أمامه، فذلك سبب لخجل الإنسان من ذنوبه واجتهاده في التوبة منها.

5- حفظ القرآن وتلاوته، فإنه معين للاستقامة والتوبة.

6- الإكثار من مجالس الأخيار وصحبتهم، فإنّ في ذلك تذكيرًا دائمًا بما يرضي الله تعالى، وفيه عونٌ من الجماعة على استقامة الفرد وصحوته باستمرار.

7- التوجه لله تعالى بصدق الدعاء أن يعينه على الثبات والاستقامة طوال العمر، ومن ذلك مواظبته على قول: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك».

إنّ للتوبة المقبولة علاماتٌ تدلّ على قبولها، ومن هذه العلامات:
١- أن يكون ما بعد التوبة خيرًا ممّا قبلها: ويكون ذلك بالمداومة على الطاعات وفعل الخيرات؛ لأنّ التكاسل عن الطاعات والتفريط فيها دليلٌ على عدم قبول الله تعالى للتوبة.

٢- انخلاع القلب وتقطّعه؛ ندمًا وخوفًا من العقوبة العاجلة والآجلة.

٣- بقاء الخوف من العودة إلى الذنب مصاحبًا للتائب، حيث إنّ المؤمن يخشى من ذنبه وإن صغر، أمّا المنافق لا يخشى منه وإن كان ذنبه عظيمًا، بل ينظر إلى ذنبه كأنّه ذبابة وقعت على أنفه فأزاحها.


علامات رضا الله عن العبد
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن علامات رضا الله تعالى عن العبد تظهر في أن يصرف عن المعاصي، والفحشاء، والمنكر، والسوء، والكذب.

وأضاف «الجندي» خلال تقديمه برنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على فضائية «dmc»، أن رضا الله تعالى يصرف العبد عن الفحشاء، منوهًا بأن الله -عز وجل- إذا أحب العبد صرفه عن الفحشاء.

وفسر الشيخ خالد الجندي، معنى قول الله تعالى في سورة يوسف: «إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ-24 »، موضحًا أن هناك فرقًا بين المُخلَص والمُخلِص، منوهًا بأن المُخلِص هو من يسعى لتخليص نفسه، إنما المُخلَص هو الذي خُلِّص من قوة أعلى منه. أي أن سيدنا يوسف -عليه السلام- بريء، مشيرًا إلى أن سيدنا يوسف من عباد الله المُخلَصين المُحصنين بقوة الله تعالى.

وذكر أن الفرق بين المُخلَص بفتح اللام والمُخلِص بكسر اللام، يُشبه الفرق بين المُتعَب والمُتعِب، مضيفًا: «عن عبادنا المُخلَصين أي الذي خُلّص من قوة أعلى منه».

وأكمل: «الآية القرآنية في سورة ص: قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83).