الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى اغتياله.. الوجه الآخر للسادات "نائب تلا" تحت قبة البرلمان

الرئيس الراحل محمد
الرئيس الراحل محمد أنور السادات

على مدار قرن ونصف، شهد البرلمان المصري العديد من التغيرات التي واكبت الحراك السياسي والاجتماعي في مصر، ما أكسبه قيمة تاريخية بوصفه شاهدا على العديد من العصور السياسية المختلفة، حيث كان ولا يزال استحقاقا دستوريا أساسيا لكل فترة من فترات مصر.

واحدة من أصعب هذه الفترات كانت في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وذلك عقب ثورة الضباط الأحرار في 23 يوليو 1952، وما صاحبها من تغيرات عديدة أبرزها إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية وإعادة تشكيل المجلس النيابي وأُطلق عليه "مجلس الأمة". 

الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان واحدا من الضباط الأحرار الذين شاركوا في القيام بثورة 23 يوليو 1952، وتم انتخابه رئيسا لأول مجلس نيابي بعد قيام الثورة في عهد الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، فترتين متواليتين، عن عمر يناهز 43 عاما.

الفترة الأولى استمرت عام واحد فقط، من 21 يوليو 1960 إلى 27 سبتمبر 1961، ثم تكرر الأمر عام 1964، إذ اعتلى نائب دائرة تلا بالمنوفية، كرسي رئاسة المجلس لمدة 4 سنوات بدأت في 26 مارس 1964 وانتهت في 12 نوفمبر 1968.

وشهدت فترة رئاسة السادات لمجلس الشعب تطورات سياسية وعسكرية هامة، على رأسها حرب 1967، أو ما أطلق عليها إعلاميًا «النكسة»، حيث كان للمجلس أهمية كبيرة في القرارات التي كانت تتخذها الإدارة السياسية في ذلك الوقت، إذ كان من اختصاصه إصدار قرارات تسليح الجيش وتوفير الاحتياطات التموينية وتنظيم صفوف القوات على الجبهة.

كما كانت تلك الفترة حساسة، خاصة أنها شهدت مراحل إعادة تسليح الجيش، وغيرها من القرارات التي تختص بحرب الاستنزاف، وعقب انتهائها جاء السادات رئيسًا مرة ثانية ولكن تلك المرة معتليًا كرسي رئاسة الجمهورية.

ولا ننسى خطابه الشهير أمام مجلس الأمة عقب توليه رئاسة الجمهورية بعد استفتاء الشعب خلفا للرئيس عبدالناصر والذي قال فيه: "إنني أعدكم أنني سأكون للجميع.. للذين قالوا نعم والذين قالوا لا، إن الوطن للجميع والمسئول فيه مؤتمن على الكل بغير استثناء.. لقد شرفني أن يقول أكثر من 6 ملايين رأيهم بـ نعم واعتبرت ذلك حسن ظن مسبق أعتز به وأرجو الله أن يمنحني القدرة على أن أكون أهلا له وجديرا به".

وواصل الرئيس خطابه: "ولقد شرفني في نفس الوقت أن يقول أكثر من سبعمائة ألف رأيهم بـ لا ولم أعتبر ذلك رفضا وإنما أعتبره حكما مؤجلا.. وأرجو الله أن يمنحني القدرة على ان أصل بالأمانة إلى حيث يجب أن تصل الأمانة وأن يجيء الحكم المؤجل قبولا حسنا، ورضا من الناس، والله في نهاية المطاف ضد كل قوى الظلم والعدوان".

محمد أنور السادات، ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية، خلال الفترة من عام ١٩٧٠ حتى عام ١٩٨١، وواحدا من أهم الزعماء المصريين والعرب في التاريخ المعاصر، كان أحد ضباط الجيش المصري وأحد المساهمين في ثورة يوليو ١٩٥٢، كما قاد حركة ١٥ مايو ١٩٧١م، قاد مصر والعرب نحو تحقيق نصر أكتوبر ١٩٧٣، أعاد الأحزاب السياسة لمصر بعد أن ألغيت بعد قيام الثورة المصرية، وقد انتهى حكمه باغتياله في أثناء الاحتفال بذكرى نصر ٦ أكتوبر في عام ١٩٨١م.