الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زار الجبهة والمصابين وقدم أدوية للمستشفيات .. مواقف البابا شنودة تظهر وطنية الكنيسة المصرية في حرب أكتوبر

مثلث الرحمات قداسة
مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث

تظل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على مدى تاريخها إحدى أهم المؤسسات الوطنية التى تضع مصلحة الوطن قبل اى شيء، ليس عن طريق الكلمات والشعارات ولكن من خلال المواقف والأحداث التى أثبتت للعالم كله أن جميع المصريين في صف واحد خاصة عندما يتعرض الوطن لأيام عصيبة وأزمات تتطلب أن يقف الجميع في مواجهة أى مخاطر يتعرض لها الوطن. 


وحسب مدونة المؤرخ القبطي التى تؤكد أن قداسة البابا شنوده الثالث عقد اجتماعا للمجلس الملى العام في يوم الجمعة الرابع من أكتوبر عام 1974 وذلك لوضع برنامج خاص لاشتراك الكنيسة في احتفالات السادس من أكتوبر في مناسبة العبور ، وقد قرر المجتمعون برئاسة البابا شنودة أن تدق أجراس الكنائس في سائر أنحاء البلاد بصفة مستمرة لمدة نصف ساعة ، اعتبارا من الساعة 12 ظهرًا يوم الأحد السادس من أكتوبر 1974  وتقام القداسات في هذا اليوم على أرواح الذين ماتوا في سبيل الدفاع عن الوطن ومصر والمصريين.
  

أقرأ أيضا .. 



كما تقرر أن يقوم أعضاء المجلس الملي العام صباح الأحد السادس من أكتوبر في العام نفسه بزيارة مقابر الذين ماتوا في الحرب ووضع باقة من الورد تحية لأرواحهم . 


ونظم قداسة البابا شنوده الثاث مؤتمرا شعبيا بالقاعة المرقسية بأرض دير الأنبا رويس بالقاهرة احتفالا بعيد 6 أكتوبر حضره كبار رجال الدولة وكبار ضباط الجيش وأبطال العبور وزوجاتهم، وأمهات وزوجات الشهداء من مسلمين ومسيحيين وقد ألقى قداسة البابا كلمة وطنية في هذه المناسبة. 


وأرسل البابا شنوده الثالث برقية تأييد للرئيس أنور السادات باسم المجلس الملي العام جاء فيها، "المجلس الملي العام للأقباط الأرثوذكس، وهو يحتفل في هذا اليوم العظيم بعيد العبور المجيد، الذي أعاد لمصر كرامتها وهيبتها وشرفها، يشرفه أن يبعث إلى بطل العبور، وصانع النصر، تأييدًا من الأعماق وعهدًا يجدده بأن يقف المجلس الملي العام للأقباط جميعًا خلف قيادتكم الحكيمة أوفياء لوطنهم كما هم دائمًا، حفظكم الله ورعاكم لتبنى مصر العظيمة وتؤسس بقيادتكم الحكيمة دولة العلم والإيمان". 


وذكر القمص بولس عويضة أن دور الكنيسة في حرب السادس من أكتوبر لم يقتصر على تشجيع مصر على الاندماج في المعركة فقد حث قداسة البابا شنودة كل المصريين في الخارج على إرسال الأدوية والمعونات فكانت تأتى الأدوية بالطائرات من أمريكا وأقباط المهجر وتوزع على المستشفيات العسكرية والمدنية لوجود نقص في الأدوية هذه الفترة وكان الرئيس السادات يتصل بالبابا شنودة ويطلب منه الأدوية.


وأضاف أن البابا شنودة معروف بوطنيته وحبه لهذا البلد وأن كل المسيحيين هم أبناء البابا شنودة، وفي يوم 22 أكتوبر 1973 قام البابا شنودة بزيارة العديد من الجرحى في المستشفيات، كما قام بتقديم 30 ألف جهاز نقل دم لوزارة الصحة و100 ألف بطانية لوزارة الشئون الاجتماعية ومبلغ كبير من المال أوفد قداسة البابا شنودة نيافة الانبا صموئيل لتسليمها للدكتور عبد العزيز كامل وزير الأوقاف في ذلك الوقت. 


كذلك قام مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بزيارة جبهة الحرب أكثر من مرة قبل حرب أكتوبر المجيدة، وبعدها قام بزيارة جنودنا الجرحى في المستشفيات، كما كتب قداسته عدة مقالات دعمًا لمصر في حربها وصراعها من أجل أرضها، وكانت الكنيسة القبطية بما لها من مقرات في دول العالم تشرح موقف مصر وتدعمه خارجيًا. 


البابا شنودة كرس قلمه لهذا فكانت كل مقالاته وقتها عن مصر السلام وانتصارها وأن إسرائيل لم تعد شعب الله المختار وأن سيناء أرض مصرية وليست أرض الموعد بالنسبة لهم، وألقى بهذا محاضرة فى نقابة الصحفيين، و حتى نياحته كان يشيد بمصر وكيف أنها فى 6 سنوات استطاعت أن تحول الهزيمة الكبرى فى 1967 إلى انتصار عظيم فى حرب  1973 .