قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

يد أردوغان الطويلة.. كيف تلاحق المخابرات التركية خصوم السلطان في الخارج

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

في ظهيرة أحد أيام الشهر الماضي، خطا رجل إلى داخل مركز للشرطة في العاصمة النمساوية فيينا وأدلى باعتراف صادم، قال إنه كُلف باغتيال سياسية كردية تركية تحمل الجنسية النمساوية، ولكنه لم يرد تنفيذ الأمر.


وذكر الرجل أيضًا، الذي قدم نفسه باسم فايز أوزتورك، إنه تلقى أُجبر على الإدلاء بشهادة زور لإدانة موظف في السفارة الأمريكية بإسطنبول.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إنه إذا ما صحت أقوال الرجل، فسيكون ذلك دليلًا جديدًا على المدى الذي يمكن أن يمضي إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ملاحقة خصومه.

كما يقدم اعتراف أوزتورك دليلًا على زيف الاتهامات الموجهة للموظف السابق بالقنصلية الأمريكية بإسطنبول متين توبوز، الذي قضت محكمة تركية بسجنه لأكثر من 8 أعوام بتهمة مساعدة جماعة إرهابية.

ولطالما أثارت أنشطة المخابرات التركية في النمسا قلق السلطات النمساوية، ونقلت الصحيفة عن وزير الداخلية النمساوي كارل نيهامر قوله "نتعامل مع هذا الأمر بجدية بالغة. لا مكان لتجسس تركيا وتدخلها في الحقوق الديمقراطية في النمسا".

وخلصت لجنة من الشرطة النمساوية الشهر الماضي إلى أن المخابرات التركية جندت عناصر لتفجير العنف وجمع المعلومات خلال مسيرة مناهضة لأردوغان نظمها نشطاء أكراد في يونيو الماضي بفيينا.

ووفقًا لبيانات وزارة الداخلية النمساوية، تستضيف البلاد نحو 270 ألف شخص من أصول تركية ثلثهم من الأكراد، وتقول وزيرة التكامل النمساوية سوزان راب "النمسا أصبحت هدفًا للتجسس التركي وذراع أردوغان تصل إلى فيينا".

وعندما سلم أوزتورك نفسه للسلطات النمساوية، ذكر أنه ضابط مخابرات تركي متقاعد، لكنه تلقى أوامر بملاحقة النائبة الكردية السابقة بالبرلمان التركي أيجول بيريفان أصلان.

وأوضح أوزتورك أن السلطات التركية طلبت منه إطلاق النار على أصلان في مارس الماضي، لكن فرض حالة الإغلاق وتقييد السفر في النمسا بسبب فيروس كورونا تسبب في تأخير تنفيذ المهمة، وانتهى الأمر بأوزتورك عالقًا في إيطاليا حيث تعرض لحادث انكسرت إحدى رجليه بسببه، وبعدها أبلغ رؤساءه في تركيا أنه لا يستطيع إكمال المهمة.

وفي أغسطس الماضي تلقى أوزتورك رسالة من رؤسائه تطلب منه التوجه إلى العاصمة الصربية بلجراد للقاء عميل آخر من المخابرات التركية، أبلغه بأنه ليس من المهم إن كانت نتيجة العملية مقتل أصلان أم إصابتها، وإنما المهم أن تصلها الرسالة، وطلب منه السفر إلى فيينا وانتظار تعليمات جديدة.

وأضاف أوزتورك أنه طُلب منه عام 2017 التوقيع على شهادة ضد الموظف بالسفارة الأمريكية بإسطنبول متين توبوز، تحت التهديد بسجنه في حالة رفضه التوقيع، وأكد أن "الأمور تُدار بهذه الطريقة في تركيا".

وعندما سُئل أوزتورك عن سبب تسليمه نفسه للسلطات النمساوية أجاب بأنه خشي أن ينكشف أمره ويُلقى القبض عليه، ولم يرغب في العمل كقاتل محترف، خاصة وأنه على يقين من أن السلطات التركية ستنكر علاقتها به في حالة فشل مهمته أو انكشاف أمره، وأضاف أن الحكومة التركية جمدت حسابات مصرفية لعائلته.

وفي اعترافاته للشرطة النمساوية، ذكر أوزتورك أنه كُلف بملاحقة أشخاص آخرين سوى أصلان، بينهم بيتر بيلز، السياسي الكردي ناشر مجلة "زاك زاك" الإلكترونية والنائب السابق أيضًا وعضو لجنة الرقابة على المخابرات بالبرلمان التركي.