الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. أحمد عبد المجيد يكتب: فقد نصره الله

صدى البلد

في كل عام تشرق علينا ذكرى ميلاد خير خلق الله، بل في كل لحظة تشرق حياتنا بأنوار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. 


سألت نفسي كثيرًا، كيف يكون شكل العالم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يُبعث، وبقي العالم في ظلمات الجاهلية، وأد بنات لا حول لهن ولا قوة، وبشر يسترق بشرًا، سيد يرى أن هذا الإنسان عبد، لا ثمن له، يعمل ويكد ثم يذهب خيره لسيده، وبعد ذلك لا يحظى بأدنى مقومات الإنسانية، قوي يأكل حق الضعيف، ولا يستطيع الضعيف أن يقول له اتق ِالله. 


ولكن أبت إرادة الله، أن يسود هذا الظلام، فأرسل سراج الكون كله ونوره، ليستقيم الكون، فأرسى للمرأة حقوقها وشرفها، ثم هدم حصون العبودية، وقضى عليها، وأرسى أول مبادئ الإنسانية، لا فضل لعربي على أعجمي أو أبيض على أسود إلا بالتقوى، والعمل الصالح، وغيرها من فضائل الرسالة المحمدية التي لا يتسع المقام لذكرها. 


وبعد هذا الخير كله، والرحمة كلها، يطل علينا في كل زمان من يتطاول على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالسب والقذف ورسوم الكاريكاتير، من أجل أن ينالوا من جناب حضرة النبي، ومع كل إساءاتهم نلتمس لهم العذر، لأنهم لم يعرفوا رسول الله حق المعرفة، ولم يعرفوا رسالة الإسلام حق المعرفة، ولكنهم رأوا رسول الله فينا، ورأوا رسالته في سلوك حياتنا، فهذا مسلم يغش في بيعه، ومسلم يكذب، ومسلم يبيع ذمته، ومسلم هجر صلاته، ومسلم مرتشٍ، ومسلم متخلف عن الاجتهاد لتحصيل العلم والإضافة للمعرفة، ومسلم قاطع النظافة، يتساءل الغربي عندما يرى هذه النماذج، كيف يكون رسوله؟! هم يحكمون علينا من هذا المنطلق، فهو يقول كيف تطلب مني أن أوقر نبيك وأنت لا توقره، تطلب مني أن أحترم دينك وأنت لا تحترمه.. قمة التناقض أن تطلب شيئًا مني وأنت لا تفعله.


وإذا تعمقنا قليلًا نجد أننا نحن من أساء إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حينما رغبنا عن سنته وهديه، نحن من شوهنا صورة الإسلام في عيون من لا يعرف الإسلام حق المعرفة، نحن من اختصرنا الإسلام في مظهر ثوب يقصر ولحية تطلق، وغفلنا عن قول حضرة النبي (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).


المؤمن لا يعرف بلحيته ولا بثوبه ولكن المؤمن يعرف بخلقه.


قل لي كيف أخلاقك؟ أقل لك كيف إيمانك.


ولكن كيف ننتصر لرسول الله وكيف نرد على المستهزئين؟


الجواب: أن نحقق هدي رسول، وأن نتمسك بكتابه، وهو القرآن الكريم، وسنته صلى الله عليه وسلم، نريد أن نجعل رسول الله فينا (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ). 

 
حتى إذا تعامل معك إنسان، فلا يمكن أن يفرق بينك وبين رسول الله في سلوكه وأخلاقه، صلى الله عليه وسلم.


وكان رسول الله يفعل هذا، فلما سئلت السيدة عائشة عنه قالت: كان قرآنا يمشي على الأرض.


انصروا رسول الله بالصدق في القول والعمل.. انصروا رسول الله بنظافة اليد والبطن عن الحرام، انصروا رسول الله بالجد في العمل، انصروا رسول الله بالبحث والتطور العلمي، انصروا رسول بالنظافة في الشوارع، وقبل ذلك كله طهارة النفوس.


انصروا رسول الله برحمة الشباب، وتخفيف أعباء الزواج عنهم، كل ذلك نصرة لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، كونوا صورة مشرفة لأتباع رسول الله، فالصاحب يعرف بصاحبه، وإن تقاعستم عن نصرته، فقد نصره الله.