الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المفتي: العلماء أحصوا المئات من المعجزات المعنوية والحسية للنبي.. والقرآن معجزته الخالدة

مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية

قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية إن العلماء أحصوا المئات من المعجزات المعنوية والحسية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى انتقاله إلى الرفيق الأعلى، وكانت المعجزة الخالدة الباقية في كل العصور القرآن الكريم. 

وأضاف علام خلال لقائه على فضائية صدى البلد: "أن مقام النبي مقام كبير يحتاج منا أن نقف إعزازًا وتوقيرًا وتبجيلًا له صلى الله عليه وآله وسلم".

وأضاف أن بعض العلماء كتب سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما يزيد على 16 مجلدًا، وأوجزها القاضي عياض المالكي رحمه الله في كتابه "الشفا بتعريف حقوق المصطفى"، وما قاله القاضي عياض في كتابه شفى الصدور والأبدان، حيث أثبت في الكتاب أجمل الصفات للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقال إنه بلغ الكمال في كل صفة بشرية، وضرب في ذلك أمثلة كثيرة.

وتابع مفتي الجمهورية: "في ذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحن أمام نعمة كبيرة لا يمكن أن يقف العقل حاصرًا لها أو تقع تحت أي حصر مهما كان"،  مضيفًا أنه جدير بنا أن نشكر الله سبحانه وتعالى ليل نهار على أن أنقذنا من الضلال، وأن نتذكر سيرته العطرة في كل وقت وحين، وخاصة في يوم مولده الشريف.

 
وحول مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أكد مفتي الجمهورية أن الاحتفال به جائز، وأن احتفالنا به احتفال شكر لله سبحانه وتعالى أن أرسله إلينا هاديًا وبشيرًا، وقال: "من يقول إن الاحتفال بالمولد غير مشروع قد تجنى ولديه سوء أدب مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم".

 
وأردف: "نحن أمام إنسان تفرد في الوجود، وأخذ بأيدينا إلى النور حيث يرضى ربنا، فعلينا أن نحتفل بميلاده في كل لحظة"، مستدلًا بقول الله تعالى: (وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّه)، فالكون كله في هذه اللحظة كان متأهبًا بمجيئه ومحتفيًا به، فهل نأتي نحن الآن ونأبى أن نتذكر تلك اللحظة الشريفة.
 

وعن دعاوى المتشددين بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يحتفل بيوم ميلاده، ولا الصحابة الكرام قال مفتي الجمهورية: "إن النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله عندما سئل عن صيام يوم الإثنين قال: ذاك يوم ولدت فيه، وهو يدل على أن ميلاده نعمة تستحق الشكر والاحتفاء".

 وأشار إلى أن من يحرمون الاحتفال بميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يضيقون واسعًا ويؤدون بالناس إلى التشدد، فهناك الكثير من الأمور التي جاءت بعد انتقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة الكرام.
 
 وتابع  أنه كان من المستقر عليه في مصر بجميع القرى والمدن إظهار الحب والود للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في يوم مولده، وكذلك آل البيت الأطهار والصالحين، وكان هناك العديد من التقاليد في القرى يوم المولد الشريف منها قراءة القرآن الكريم وقراءة قصيدة المولد حيث يلتف الناس للاحتفال، كنت أرى الأنوار على وجوه المحتفلين في مشهد لا ينسى يظهر أن حب النبي يسري في هؤلاء المحتفلين.

وأضاف: كل هذا كان موجودًا حتى جاء فقه آخر جعل الاحتفال بميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدعة، إلا أن الأزهر الشريف تصدى لهم وبين مشروعية ذلك، وشرح معنى قاعدة الترك الفقهية التي تتحدث عن أنه ليس كل ما لم يفعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو تركه يكون بدعة.
 

وأوضح أن العلماء المعتبرين كالقرافي والعز بن عبد السلام وغيرهما تحدثوا كثيرًا عن أقسام البدعة، وذكروا أن هناك خمسة أقسام للبدعة، وهي البدعة المحرمة، والبدعة الواجبة، والبدعة المستحبة، والبدعة المباحة، والبدعة المكروهة، مضيفًا أنه عندنا نقرأ النصوص الشرعية مجموعة مع بعضها البعض نخرج بأن البدعة المحرمة هي تلك البدعة التي تبطل أحكام الإسلام، أما ما تتوافق معها فتدخل في دائرة السنة الحسنة، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة".


وأكد أننا في حاجة إلى أن نظهر حبنا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس بالكلمات فحسب، بل مع اسمه الشريف ووصفه، ومع القرآن الذي أنزل عليه، ومع كل قول صدر عنه، وأن نرى ونرصد حركته في الحياة، وكيف كان يتصرف ويتعامل مع الناس.

 
وشدد مفتي الجمهورية: "نريد أن نغرس في أبنائنا هذا التعلق وهذا الحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأن نبرز مظاهر الرحمة في حياة النبي فقد كان محبًا لكل من حوله رحيمًا بهم ومتسامحًا، وهو المنهج الذي يجب أن نتبناه.

 
وأشار فضيلته إلى أن الأسرة الآن في حاجة إلى هذا الهدي النبوي الشريف في العلاقة بين الزوج والزوجة والأولاد ولا بد أن نستحضر الهدي النبوي وخلق الرحمة في بيوتنا، فلم يؤثر عنه عليه الصلاة والسلام ولا في رواية واحدة أنه ضرب إنسانًا أو حيوانًا فهو حالة مسالمة مع الكون كله ومحب له، مضيفًا أننا نريد في زماننا هذا أن نجدَّ في العمل ونحافظ على الوقت ونعود أولادنا على الخلق والمبادئ والمعاملة الطيبة لكل من حولنا.


وضرب مثالًا عن أن مسلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان المحبة، بما حدث من أهل الطائف عندما ضربوه بالحجارة حتى أدموا قدمه الشريفة، وحينها قال دعاءه المشهور: "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي"، فإنه عندما جاءه ملك الجبال وقال له إن أردت أن أطبق عليهم الأخشبين لفعلت، قال له النبي: لا، لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله.