الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الانتخابات الأمريكية 2020.. على ماذا يراهن ترامب؟

جو بايدن ودونالد
جو بايدن ودونالد ترامب

بينما يقترب المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن من حصد الأصوات اللازمة للوصول إلى البيت الأبيض، يسعى الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب للجوء إلى المحكمة العليا في محاولة لضمان إعادة فوزه بولاية ثانية، ما يفتح الباب أمام عقبات قانونية وعملية خطيرة، يمكن أن تنتهي بتركه خالي الوفاض.

في وقت مبكر يوم الأربعاء، أعلن ترامب - في خطاب لم يفهمه كثيرون - أنه سيذهب للمحكمة العليا الأمريكية لوقف التصويت في جميع الولايات، متحدثا عن تزوير وتلاعب بعدد من الأصوات. في ظل نظام التصويت عبر البريد، الذي دائما ما يشجبه الملياردير الأمريكي، وفقا لمجلة "بوليتيكو" الأمريكية.

ومنذ ذلك التصريح، رفعت حملة ترامب الانتخابية سلسلة دعاوي قضائية بشأن وقف التصويت ومنع احتساب أصوات البريد في بعض الولايات، لكن خبراء يقولون إن وصول الأمر إلى أن المحكمة العليا هي من تحسم الصراع أمر مستبعدا في الوقت الحالي.

واستبعد محللون تكرار سيناريو انتخابات عام 2000، عندما تدخلت المحكمة العليا لحسم خلاف بين المرشحين الجمهوري جورج بوش الإبن، والديمقراطي آل جور. وانتهى الأمر بفوز بوش. مشيرين إلى أنه من المبكرا الوصول لاستنتاجات في هذا الشأن في ظل استمرار عملية فرز الأصوات.

في بنسلفانيا، كان الخلاف الأكبر هو قرار الولاية بفرز بطاقات الاقتراع عبر البريد التي تم إرسالها بحلول 3 نوفمبر ، ولكنها وصلت في وقت لاحق. وهو ما دفع حملة ترامب للطعن على القرار في المحكمة العليا. 

ومن هذا المنطلقن أكد مدير حملة ترامب بيل ستيبين إنه حققوا انتصارا كبيرا في بنسلفانيا، ولديهم يقين بأن الهامش لن يكون ضئيلا.

وبحسب موقع "اكسيوس" الأمريكي، فقد أعرب 4 قضاة من المحافظين في المحكمة العليا عن مخاوفهم بشأن تمديد المواعيد النهائية لفرز البطاقات، مشيرين إلى احتمالية قبولهم الطعن ضد قرار سلطات بنسلفانيا.

لكن يقول محللون، إن هذا الأمر من المرجح أن يحدث فقط، إذا كانت تلك الأصوات المتأخرة والتي تقرر احتسابها بشكل منفصل، هي نقطة التحول في ولاية بنسلفانيا، وإذا كانت الولاية نفسها، هي نقطة التحول على الصعيد الوطني.

ويذكر الموقع أنه رغم أن العدد الإجمالي للتصويت عبر البريد هذا العام أضخم من أي وقت مضى، لكن يعتقد أن بطاقات الاقتراع التي تصل متأخرا، كمية صغيرة جدا، وهذا هو موضع الخلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين.

وإذا فاز بايدن بولاية بنسلفانيا بدون تلك البطاقات التي وصلت متأخرة، فلن تغير الدعوى القضائية التي يرفعها ترامب النتيجة. وحال تأمينه الأصوات اللازمة في أريزونا ونيفادا، قد لا يحتاج بايدن إلى ولاية بنسلفانيا على الإطلاق، مما يجعل المعركة القضائية هناك أقل جدوى.

أما في ولاية مثل ويسكونسن، قررت حملة ترامب الانتخابية اتخاذ إجراءات قضائية أيضا أملا في إعادة فرز الأصوات. وهو ما حدث عام 2016 أيضا، وانتهى الأمر بتغيير 131 صوتا فقط. لكن يمكن أن تكون النسبة أكثر من ذلك هذه المرة نظرا لأن بطاقات الاقتراع عبر البريد لديها فرص أكبر للخطأ مقارنة بالتصويت الشخصي. لكن إيجاد مخالفات كافية للتغلب على عجز قد يصل إلى 20 ألف صوت سيكون طريقًا صعبا.

علاوة على ذلك، رفعت حملة ترامب دعوى قضائية في ولاية ميشيجان لوقف فرز الأصوات، ودعوى مماثلة أيضا في بنسلفانيا. وهي خطوة، لن يفوز فيها ترامب إلا في حال وجود خرق فاضح في الاقتراع، أو أي شيء تجده يؤثر على تغيير النتيجة في الولاية.

ونظرًا لفرز المزيد من الأصوات واحتمال إعادة الفرز بعدد من الولايات، فمن المحتمل أن يكون الجدل حول هامش ضئيل للغاية قد يحسم الصراع قويًا بما يكفي لتدخل المحكمة العليا لحسم المعركة. لكن هذا لا يعني أنه أمر محتمل.

ويجب أن يكون الفارق ضئيلا للغاية بين المرشحين في الولاية، لتحصل حملة ترامب على أملا جديدا من خلال تدخل المحكمة، مثلما منحت في انتخابات عام 2000 المرشح الجمهوري جورج بوش الابن.

وكانت المحكمة العليا الأمريكية سمحت في وقت سابق بتمديد المهلة الزمنية اللازمة لتلقي الأصوات الواردة بالبريد، في الانتخابات المقررة الثلاثاء، في بنسلفانيا ونورث كارولينا. لكنهم رفضوه في ويسكونسن.

وهاجم الرئيس الأمريكي ترامب المحكمة قائلا إن قرارها  الخاص بالتصويت في بنسلفانيا خطير جدا، مضيفا في تغريدة على تويتر "سيسمح القرار بغش غير مسبوق، وسيقوض أنظمة قوانينا بالكامل. كما أنه يبعث على العنف بالشوارع. لا بد من فعل شيء".

من جانبها، ذكرت شبكة "سي ان ان" الأمريكية، أن حملة ترامب الانتخابية تدرس اتخاذ إجراء قانوني في ولايتي أريزونا ونيفادا حيث لا تزال الأصوات قيد الفرز.

وأشار رودي جولياني محامي الرئيس الأمريكي، في كلمة بمدينة فيلاديلفيا، إلى أن ما يحدث في ولاية بنسلفانيا "فرز غير شرعي"، مضيفا أنه لم يتمكن أي جمهوري من التدقيق في الأصوات التي وصلت عن طريق البريد.

ولا يزال الفرز مستمرا في 5 ولايات أمريكية لم تظهر نتائجها بعد، وهي ولاية أريزونا - 11 صوتا في المجمع الانتخابي- ورجيا - 16 صوتا في المجمع الانتخابي- ونورث كارولينا - 15 صوتا في المجمع الانتخابي - ونيفادا - 6 أصوات في المجمع الانتخابي-  وبنسلفانيا - 20 صوتا في المجمع الانتخابي.

وحصل جو بايدن حتى الآن على 253 صوتا في المجمع الانتخابي، وفقا لشبكة "سي ان ان"، بينما حصل ترامب على 213 صوتا.

ولا يحتاج المرشحان للرئاسة الأمريكية إلى الفوز بالتصويت الشعبي فقط، وإنما يسعون للحصول على أغلبية في "المجمع الانتخابي" حي يتوزع الناخبون البالغ عددهم 538 في المجمع حسب عدد السكان بين الولايات الخمسين ومقاطعة كولومبيا. ويجب أن يحصل المرشح على 270 صوتا انتخابيا على الأقل للفوز.